4 مايو .. الذكرى الوطنية الحيّة في نفوسنا

بقلم/ محمد الغيثي

التفويض الشعبي الذي بدأت بعده مرحلة تاريخية من الانجازات والاستحقاقات الكبيرة والمهمة لعقود من النضال والكفاح السلمي والمسلح في جنوبنا العزيز:-

⁃اعلان كيان سياسي قيادي وجامع فرض نفسه على الأرض كرافعة شعبية وسياسية وعسكرية فور الخروج من المرحلة الاولى للحرب، مما حسم تعريف المعركة جنوباً بشكل مبكر.

⁃شرعنة حالة الجنوب "نضاله السياسي وسلاح مقاومته" .. والذي تمثل في "اتفاق الرياض".

⁃اعتراف إقليمي ودولي بقضيته الوطنية وتطلعات ابناءه، وانفتاح الفاعلين الدوليين على الجنوب وقيادته وقضية شعبه.

⁃انتزاع جزء أصيل من حضوره في الإدارة ومظلة الشرعية المسنودة اقليميا والمعترف بها دولياً .. "والذي تمثل في اعلان نقل السلطة".

⁃تجاوز كافة المنعطفات والمهددات التي استهدفت الجنوب في مراحل تشكيل هذا الحضور السياسي والعسكري على الرغم من تعقيداتها، والتي كان اخرها الاعتداءات الحوثية الإرهابية على بيحان شبوة.

⁃تطور حالة الأمن والاستقرار مقارنة بتجارب المجتمعات والدول التي مرت بحالة تدمير ممنهج او حروب متعددة، والقدرة اليوم على تأمين الأرض وحمايتها من التهديدات المعلنة ومواجهة المهددات الاخرى وفي طليعتها الارهاب.

واليوم، تحمي قوات هذا الكيان البطل، اكثر من 700 كيلو متر من خطوط التماس العسكري، ويتطلع الاقليم والمجتمع الدولي وبقية الشركاء الى صيغ الحل المتعددة، واضعين في الاعتبار أمامهم الحالة السياسية والعسكرية التي بات الجنوب عليها، ويؤمن الجميع بأن ذلك ما هو الا مسار حقيقي وجادّ نحو استحقاقات قضية الجنوب وتطلعات شعبه المشروعة.

ومع هذا، لم تكن فاتورة هذه الانجازات سهلة، بل تضحيات جسمية ذهبوا من اجلها، قادة كبار، ورجال اشداء .. ارواح واشلاء، واجساد ممزقة، وجهد جهيد، بذله الرئيس القائد، وخلفه وحوله شعبه ورجاله وابناءه وبناته .. لن تذهب هذه التضحيات هدراً .. ولن يتوقف الأمر حتى تحقيق ما بدأ الجميع وانطلق من اجله.

وتبقى حقيقة اخرى، لا تخفى على احد، حالة الاقتصاد التي تواجهنا جميعاً فيها تحديات كبيرة، ربما لا تشابهها المنعطفات الأخرى التي مر بها المجلس، وعلى الرغم من الضغط والحديث حولها، ورغم وضوح المسببات .. الا ان هذا الملف سيبقى اولوية حقيقية لا بد من التغلب عليها، ويوماً ما سنضعه ضمن الانجازات اعلاه التي بدأت بها في هذا النص، والايام ستثبت ذلك .. هذه عقيدتنا وقناعاتنا وعزائمنا التي لا ولن تلين.

التحدي المشترك:

وهي رسالة حرصت ان اضعها هنا، وهي ان المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم بات يمثل اهم ركيزة في إطار مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها جميع اطراف ومكونات الشرعية باسناد من التحالف العربي الذي يقوده الاشقاء في المملكة والإمارات.

لذلك، سيبقى التزام المجلس الانتقالي حاضراً سياسياً وعسكرياً أمام شركاءه في الإقليم والمجتمع الدولي في مختلف القضايا الاستراتيجية، وهذا موقف محسوب للمجلس ورئيسه القائد البطل عيدروس الزبيدي.

مرة اخرى، هذا مصير شعب ومصير قضية، ستكون كل خطوة "رغم صعوبة الظروف - محسوبة وتضمن حماية منجزاتنا التي تحققت، وعلاقاتنا الاستراتيجية مع الحلفاء والشركاء، وبما يجعلنا اقرب لتحقيق هدفنا الوطني.

نهنئ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي كان أهلاً لهذه الأمانة الثقيلة، وقائداً حكيماً رغم المنغصات، وحاسماً رغم التحديات، والذي نؤكد مراراً وتكراراً حرصه على الجميع، واستشعاره للظروف الاقتصادية والإنسانية الصعبة التي يمر بها الناس، وواثقون اننا سوف نصل .. نصل الى اهدافنا "دون نقصان".

محمد الغيثي
عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي
رئيس هيئة التشاور والمصالحة المساندة لمجلس القيادة الرئاسي