مناسبة مجيدة وفي لحظة فارقة .. ذكرى تأسيس مجلسنا الانتقالي

بقلم / أبو مرسال الدهمسي

 

في مثل هذا اليوم، الرابع من مايو 2017م، دوّن أبناء الجنوب صفحة جديدة في تاريخهم، بإعلان عدن التاريخي، الذي كان نقطة تحوّل مفصلية نقلت قضية شعب الجنوب من مرحلة الشتات إلى مرحلة البناء المؤسسي لاستعادة وبناء الدولة الجنوبية كاملة.
ثمانية سنوات مضت على ذلك اليوم المهيب الذي وقف فيه الجنوبيون صفاً واحداً، مفوضين قيادتهم المناضلة بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، لتشكيل كيان سياسي يحمل همّ الجنوب ويمثل تطلعات شعبه في التحرير والاستقلال واستعادة دولته كاملة السيادة. فجاء المجلس الانتقالي الجنوبي ليكون ثمرة هذا التفويض، ونتاج نضال طويل، وامتدادًا طبيعيًا لثورة شعبٍ لم يرضَ الذل، ولم يقبل التبعية.

الذكرى الثامنة لإعلان عدن التاريخي، ليست احتفالاً عابرًا بحدثٍ مضى، بل مناسبة مجيدة لإحياء ذكرى وطنية متجددة، واستدعاء روح التكاتف الجنوبي التي انتصرت في وجه محاولات الإقصاء والتهميش، وشقّت طريقها وسط ظروف وتحديات جسام، سياسية وعسكرية واقتصادية. ثمانية أعوام من النضال والعمل المستمر، تمكن خلالها ( الانتقالي الجنوبي ) من تحقيق مكاسب عظيمة للجنوب أرضاً وانساناً وترسيخ حضوره كطرف رئيسي في المشهد السياسي، داخلياً وإقليمياً، نقل قضية شعب الجنوب للمحافل الدولية وتحقيق إنجازات ملموسة على المستويين المدني والعسكري.

ولعل ما يميّز هذه الذكرى أنها تأتي في لحظة دقيقة من عمر الجنوب، إذ تتكاثر اليوم التحديات والمؤامرات، وتتعالى الأصوات المعادية للجنوب وشعبه وقضيته الساعية للنيل من وحدة الصف، ومحاولة اختراق الجبهة الجنوبية من الداخل. غير أن ما أثبتته التجربة والأيام هو أن الوعي الوطني لشعب الجنوب سلاحاً لا يقهر وأن المجلس الانتقالي الجنوبي، بفضل الإرادة الجنوبية والتفاف الجنوبيين حوله، قد تحوّل إلى سدٍّ منيع يحمي المكتسبات وتعزيز اللحمة الجنوبية، ويقود المسار نحو استعادة وبناء الدولة المنشودة بكل ثبات.

في احتفالية هذا العام للذكرى الثامنة اليوم الموافق 4 / مايو / 2025م، في العاصمة عدن كان صوت القيادة واضحاً، بحضور أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ووزراء المحلي في الحكومة ورؤساء الهيئات المساعدة وقيادة السلطة المحلية وعددا من القيادات العسكرية والأمنية، والذي عبر كلمة الأستاذ علي عبدالله الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس، التي حمَلت رسائل وطنية مسؤولة، ركّزت على ضرورة الحفاظ على ما تحقق، ورفع الجاهزية في مواجهة محاولات زعزعة الأمن والاستقرار. كما دعا الكثيري إلى تجديد العهد على قاعدة الشراكة الجنوبيةمن المهرة إلى باب المندب، مؤكداً أن الجنوب لن يُدار ولن يكون إلا بأهله وإن الوطن الجنوب لكل وبكل أبنائه.

في الذكرى الثامنة لإعلان عدن، الجنوب ليس فقط يحتفل، بل يؤكد من جديد: أن لا عودة إلى الوراء، ولا تراجع عن الأهداف، وأن صوت الشعب الجنوبي، الذي صدح ذات يوم من ميادين العاصمة الحبيبة عدن وأرض الجنوب، لا يزال حاضراً، يهتف للحرية والكرامة، ويكتب بمقاومته وبصبره فجر دولة قادمة، دولة كل الجنوبيين، وبكل الجنوبيين. ومن هنأ نجدد أبناء شعب الجنوب العهد والوفاء بالمضي على الطريق المنشود خلف قيادتنا العليا بقيادة رئيسنا وقائدنا المناضل عيدروس بن قاسم الزبيدي حتى استعادة دولتنا الجنوبية المستقلة وعاصمتها الحبيبة الحره عدن.

#يوم_اعلان_عدن_التاريخي
#بعثه_الجنوب_في_واشنطن