في ذكرى استشهاد المقدم بن حبريش وشهداء مجزرة سناح
في الثاني من ديسمبر 2013 أقدمت قوات الاحتلال على ارتكاب واحدة من جرائمها البشعة والجبانة، وذلك بقتل الشيخ البطل المقدم سعد بن حبريش العليي، كان مسرح الجريمة في نقطة تابعة للمنطقة العسكرية الأولى.
كانت منظومة الاحتلال يراودها حلم إمكانية إجهاض الثورة التحررية الجنوبية التي انطلقت شرارتها الأولى من حضرموت، أو احتوائها عبر تصفية رموزها وقادتها وناشطيها بأساليب القتل الوحشي ومن خلال الإرهاب وجرائمه، إلا ان هذا المسلك الإجرامي أكد بلوغ الاحتلال نهايته وفقدان مبررات بقائه، حيث أشعل دم الشهيد الشيخ بن حبريش غضب شعبنا وزاد براكين ثورته التحررية اتقادا وعنفوانا في حضرموت وكل محافظات الجنوب، هذا التلاحم والتضامن الفدائي الجنوبي وفي سياق الفعل الثوري المستمر والمتطور ، دفع قوات الاحتلال وفي محاولة للهروب نحو الأمام وإعادة خلط الأوراق إلى ارتكاب جريمة دموية بشعة أخرى بسناح الضالع في ال 27 من ديسمبر 2013 م أي بعد 25 يوماً من جريمة تصفية وقتل الشيخ المقدم سعد بن حبريش .
جريمة اغتيال الشيخ المقدم سعد بن حبريش وما أعقبها من جرائم ارتكبت بحق شعبنا الجنوبي، كان أبرزها مجزرة سناح الضالع قد كشفت على جملة من الحقائق التي مرت بها الثورة الجنوبية:
- أن الثورة الجنوبية فعل متواصل موحد في أهدافه وتطلعاته وإرادته، بامتداد وطننا الجنوب، واستجابة أبناء الضالع وبقية محافظات الجنوب للنفير الثوري بمختلف أشكاله، ردا على جرائم نظام الاحتلال بحضرموت وتقديمهم التضحيات في سبيل نصرة شعبهم وإخوانهم بحضرموت، أكد قوة اللحمة الاجتماعية الجنوبية وواحدية الإرادة الوطنية الجنوبية التحررية واستعداد شعب الجنوب في دفع ثمن حريته واستقلاله مهما كان بالغًا، وكل هذه العوامل مجتمعة تشكل في مجملها عوامل انتصار ثورتنا التحررية واستحالة قهرها مهما تعددت وسائل الاستهداف .
- إن قوى الاحتلال وقواتها وبوسائلها المتعددة منها الدموية الإرهابية التي قد بلغت ومنذ وقتذاك مرحلة العجز عن احتواء الثورة الجنوبية التحررية، وكشفت جرائمها عن وجهها القبيح وعن نهاية وجودها الحتمي، وهو ما يحتم على بقاياها المنظوية تحت مظلة " الشرعية" استدعاء نفسها للوقوف أمام وجهها القديم الذي لا تستطيع محوه أو تجميله، فهو ماضيها الذي يدين حاضرها.
- إن الدروس المستقاه من تجربة ثورتنا الجنوبية التحررية وانتفاضاتها وهباتها والجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق شعبنا، تمثل مخزونا قيمياً وأخلاقيًا ومعرفياً ونضالياً لشعب الجنوب، حريٌّ بنا اليوم أن نعيد إحيائها، ليس فقط بتمجيد وتخليد أولئك الشهداء الأبرار وبطولاتهم الفذة في مواجهة آلة القتل والإرهاب، بل وفي تحويلها إلى فنار يهتدي بنوره من حملوا الراية من بعدهم للمضي قدماً في تحقيق الغايات النهائية التي استشهد خيرة أبناء شعبنا في سبيلها.