شُعلَة 14إكتوبر تتوهج.. الأحفاد الجنوبيين يسيرون على درب الأجداد
سمفونية التحرير دائماً نعزفها لحناً جنوبياً يجعلنا نمتطي صهوة الفرسان ونرقص رقصة المنتصر في ميادين الشرف والبطولات، وترافقنا في الذكرى ال61 لثورة الرابع عشر من أكتوبر نشوة الولهان ونعزف الأوتار ونغني بأبيات القصيد قائلين: "يوماً من الدهر لم نصنع أشعته __ شمس الضحى بل نَحنُ صنعناها بأيدينا".
ببندقية المناضل الإكتوبري راجح غالب لبوزه ورفاق دربه الأحرار إشتعلت نيران بنادق الثوار الجنوبيين من شوامخ جبال ردفان لتلقي أول شرارتها ضد المستعمر البريطاني لتكون تلك الشرارة باعثاً كبيراً لإشتعال الوهج الثوري والتحرري ضد المستعمر البريطاني في عدن وغيرها من المناطق والمستعمرات التي تمركزت فيها قوات الإنجليز.
وإننا في جميع محافظات الجنوب نحتفي اليوم وبكل فخر وإعتزاز بتلك الذكرى الفارقه في تاريخ الجنوب أرضاً وإنساناً، وإننا ونحن نحتفي بالذكرى الحادية والستين لثورة الرابع عشر من اكتوبر نقف بكل شموخ متأملين ومستلهمين دروس النضال والكفاح التي صاغتها جرامل ومُضلَعَات أجدادنا الثُوَار لتعلن كتابة تاريخ الثورة الجنوبية بأحرف ناريه غرستها تلك الجرامل التي حملتها أيادي جسوره في نحور المستعمرين الإنجليزيين.
حيث وفي يومنا هذا إحتفت محافظة الضالع بتلك الذكرى الخالده إحتفاءً عكس مدى الوعي الثوري والزخم النضالي المتجدد في عروق ودماء أبناء الضالع بإعتبار تلك المحافظه بوابة الجنوب وقبلته الثوريه ومحرابه العظيم الذي أمام رمزيته وهيبته تساقطت جحافل المستعمرين تاريخياً بدايةً بسقوط المستعمر البريطاني *المستر* *سيجر* الذي كان يقود جنود الإحتلال البريطاني في الضالع وكذلك مقتل الجنرال (ديفيد) في الأزارق وهكذا إستمر أبناء الضالع في زخمهم الثوري والنضالي ينتهجون درب النضال من وحي إنجيل أجدادهم الثوار الذين بفضل الله تعالى إستطاعوا ببنادقهم المحدوده وإمكانياتهم الضئيله أن يطردوا مستعمره إحتلاليه تنتمي إلى أعظم إمبراطورية تُدعى بالإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس إلّا أن أجدادنا الثوار إستطاعوا أن يجعلوا تلك المستعمره البريطانيه تختفي وتتلاشى وجعلوها تضيع بما فيها دون أن يرى جنودها الشمس في سماء الضالع لتنتهي تلك المستعمره بكامل مافيها ويرتشف احرار الضالع بعد ذلك نسيم الحرية بكل شغف، وهكذا إستمر أجيال المستقبل يسيرون على خطوات أجدادهم لتظل الضالع زاخره بآلاف الأحرار والمناضلين إلى يومنا هذا والذين داسوا ومرغوا قوى النفوذ والإحتلال اليمني الشمالي بجناحيه العسكري العفاشي والمليشاوي الحوثي إضافه إلى فصيل إخواني إرهابي وجعلوهم يتلقون أبشع هزائم سيكتبها التاريخ بأحرف من نور لتكون شاهده على مدى النضال والكفاح العظيم الذي سطره أبناء الضالع ومناضليها الأحرار.
إن هذه الذكرى ال61لثورة الرابع عشر من أكتوبر تجعلنا في الجنوب نعتز ونفخر بتاريخنا النضالي ذات الإرث التاريخي الذي تتوارثه أجيال الجنوب كابراً عن كابر، وتجعلنا أيضاً نؤمن ونثق أن الزخم النضالي المتجدد والصمود والثبات ضد قوى الإحتلال والإستعمار يلعب دوراً كبيراً في هزيمة قوى الإحتلال والإستعمار وإرغامها على سحب مايتبقى من عناصرها وعتادها لتكتفي بالرحيل إلى موطنها الذي أتت منه.
وإننا ونحن نقف اليوم في مهرجانات إحتفاليه في جميع محافظات الجنوب نُثَمِن الأدوار والجهود النضاليه التي سطرتها بنادق الأجداد المناضلين في دحر قوى الإستعمار البريطاني بعيداً عن أرض الجنوب.
وإننا في جميع محافظات الجنوب نحتفي اليوم بهذه المناسبه العظيمة تخليداً لها ووفاءً لدماء الشهداء وسيراً على درب النضال ذاته الذي سار عليه الأجداد في الدفاع عن الجنوب وسيادته الوطنيه.
حيث شهدت اليوم جميع محافظات الجنوب بمدارسها وجامعاتها وشوارعها إحتفالات كرنفاليه بهيجه بهذه المناسبه العظيمه حباً لهذه الذكرى وإحتفاءً بهذا التاريخ والإنتصار الخالد.
وفي تلك الإحتفالات التي شهدتها محافظات الجنوب عبّر الكثير من نشطاء إعلاميين وقاده عسكريين وأشخاص مدنيين في الجنوب عن فخرهم وإعتزازهم الكبير بالنضال التاريخي الذي تتوارثه أجيال الجنوب والذي يجعل الكثير من أبناء الجنوب يؤمنون بقدرتهم في الإنتصار على ماتبقى من فلول قوى الإحتلال اليمني في قليل من جغرافية الجنوب وإعلان الدولة الجنوبية المرتقبه بكامل سيادتها وجغرافيتها المعروفه قبل العام 1990م.
وإننا ونحن اليوم نحتفي في العديد من مهرجانات الجنوب على وقع أنغام الرابع عشر من إكتوبر نستلهم دروس تلك الثورة الجنوبية العظيمة لتعطينا إنتعاشه فدائيه ونضاليه وثوريه تدفعنا إلى الإستمرارية في العطاء الثوري والوطني حتى إستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.
ونستلهم من تلك الثورة المجيدة أن الإحتلال اليمني الذي يعانيه شعب الجنوب اليوم هو أشد وأحقر من الإحتلال البريطاني وذلك لتجرده من إخلاقيات الإستعمار ومحاولته لتقسيم الجنوب وضرب نسيجه الإجتماعي بهدف تشتيت كلمته وهدفه الواحد والمتمثل بإستعادة دولة الجنوبكاملة السيادة بحدود العام 1990م.
حيث عكست مشاركة أبناءالجنوب في هذه الذكرى المجيدة تمسكهم بالهوية الوطنية الجنوبية ورفضهم القاطع لكل محاولات تغيير هوية حضرموت أو الجنوب.
وفي إحتفالات اليوم عبّر أبناء الجنوب عن شكرهم وإمتنانهم لكل المواقف النضالية والصمود الفولاذي للقوات المسلحة الجنوبية بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي ومايبديه من حنكه وحكمه ودبلوماسيه في إدارة المعركة السياسيه والعسكرية والإنتصار لها رغم تعقيدات المرحلة وتكالب القوى المعادية للجنوب وشعبه وقضيته وقواته وقيادته.
ومع قدوم الذكرى الحادية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر والتي سوف تهل علينا بعد ساعات قليله فإنّ حضرموت وبالتحديد *سيئون* ستكون هي بيت القصيد ومهوى أفئدة الجنوبيين لإقامة عرس كرنفالي بإسم *مليونية الهوية الجنوبية* تعبيراً عن أن حضرموت ستبقى جنوبية الهواء والهوية مهما حاولت قوى النفوذ والإحتلال من سعيها في طمس هوية حضرموت.
حيث سيكون الحشد المليوني في سيئون لإحياء الذكرى الحادية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر دليل قاطع على إرادة أبناء حضرموت ورفضهم القاطع لأي شكل من أشكال الإحتلال وبنفس الوقت دليل عن عزم ابناء حضرموت على تحقيق الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية ورسوخ الهوية الجنوبية لأبناء حضرموت، حيث يعبر الكثير من أبناء حضرموت أنهم مستعدون لمواجهة التحدبات في سبيل حقوقهم المشروعة التي ظل نظام الإحتلال ينهبها ويستثمرها طوال فترة حكمه وهذه اللحظه ثمثل بدايه جدبده لتطلعات وآمال أبناء حضرموت والجنوب في رسم معالم مستقبل أفضل للأجيال القادمة متمثلاً في عودة دولة الجنوب بكامل سيادتها.
حيث تدعوا القيادة السياسية والشخصيات الإجتماعيه في حضرموت إلى المشاركة الفاعلة في مليونية الهوية الجنوبية التي ستقام غداً في سيئون احتفاءً بالذكرى الحادية والستون لثورة الرابع عشر من أكتوبر وتأتي هذه الدعوة لتؤكد على أهمية هذه المناسبه الفارقه في تاريخ الجنوب ورمزاً للنضال والتضحيات من أجل الحرية والإستقلال.
وإن من الحكمة بمكان أن قيادتنا الحكيمة بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي إختارت سيئون مكاناً لإقامة (مليونية الهويةالجنوبية) وذلك لإثبات الهوية الجنوبية لحضرموت وإثبات واحدية الهدف الذي ينشده جميع أبناء الجنوب في مختلف محافظات الجنوب والمتمثل بإستعادة دولة الجنوب بكامل سيادتها، وكذلك لترجمة اللحمة الجنوبية وتجسيد مشاعر الإخاء وتقوية أواصر المخوة ووحدة النسيج الجنوبي بين أبناء الجنوب من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً.