قراءة في كلمة الرئيس القائد: السلام المطلوب وضماناته .. الجنوب وقضية شعبه أولاً
في جلسة المناقشة المفتوحة رفيعة المستوى بمجلس الأمن الدولي، بشأن تسخير القيادة من أجل السلام، والتي أقيمت تحت شعار "متحدون في احترام ميثاق الأمم المتحدة سعياً لمستقبل آمن"، وفي إطار البند المعنون "صون السلام والأمن الدوليين"، ألقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، كلمة استهلها بالوقوف على عنوان الجلسة، ووضع تعريف عملي وإجرائي واختصاصي وأخلاقي له: "إن القيادة من أجل السلام تبدأ من هذه القاعة، وهي بلا شك مسؤولية ومهمة مجلس الأمن".
كان الرئيس القائد على إدراك تام بأن مضامين كلمته شديدة الصراحة والوضوح، خالية من الديباجة الدبلوماسية التي تهدف إلى تسجيل الحضور وحسب. كانت كلمة تكاد تكون برنامجاً عملياً لعناوين الجلسة، منها تسخير القيادة من أجل السلام، وشعار الجلسة "متحدون في احترام ميثاق الأمم المتحدة سعياً لمستقبل آمن" و"صون السلام والأمن الدوليين".
عرَف الرئيس المشكلة ونتائجها على الصعيدين الدولي والوطني، ووضع في الوقت نفسه الحلول والمعالجات: "إن القيادة من أجل السلام تبدأ من هذه القاعة، وهي بلا شك مسؤولية ومهمة مجلس الأمن، ولكنه، في كثير من الأحيان، يفتقر إلى الإرادة السياسية اللازمة لتأدية مسؤولياته. وبالتالي، تتفاقم الصراعات وتنتشر، وهذا ما يحصل في اليمن".
انتقل الرئيس القائد في كلمته من العام، الذي هو أداء المجتمع الدولي ومجلس الأمن، إلى الخاص، الذي هو وطنه والحرب الإرهابية التي شنتها المليشيات الحوثية على شعبه: "لقد مرت عشر سنوات منذ انطلاق الصراع في بلادنا، فقدنا خلالها مئات الآلاف من الأرواح البريئة، وأصبح الملايين على حافة المجاعة بسبب الإرهاب الحوثي، حيث كانت النساء والأطفال في طليعة هذه المعاناة. بما في ذلك، تعرض العاملون في المجال الإنساني والأمم المتحدة للاعتقال والإخفاء القسري، وتزايد نشاط الجماعات الإرهابية بسبب الافتقار إلى الإرادة السياسية الدولية لإنهاء الصراع".
وعلى نحو أدق وأكثر إيضاحاً وصراحة، خاطب الرئيس القائد في كلمته زعماء العالم وممثلي وفود الدول، منها الدول العظمى، بنتائج وتداعيات افتقار المجتمع الدولي ومؤسسته العليا، مجلس الأمن، إلى الإرادة السياسية اللازمة لتأدية مسؤولياته، بالقول: "إن تداعيات هذه العواقب هو ما نشهده اليوم في البحر الأحمر جراء هجمات الحوثيين ضد الأمن البحري والتجارة الدولية، وهذا نتاج الفشل في إنهاء الصراع وعدم التعامل بجدية مع هكذا ممارسات".
وبشأن المنهجية المطلوبة في جهود إحلال السلام الحقيقي وإنهاء النزاعات، منها الحرب التي تشنها المليشيات الحوثية بدعم من إيران، أكد الرئيس القائد أن الحاجة الملحة تتمثل في نهج جديد شامل لإنهاء الصراع في اليمن، حيث قال: "لقد شرح معالي الأمين العام للأمم المتحدة في قمة المستقبل الحاجة إلى إيجاد حلول مستدامة للصراعات العالمية اليوم، وهي الرؤية التي يجب أن ندعمها جميعاً. ومن هذا المنبر، أؤكد على حاجتنا إلى نهج جديد شامل لإنهاء الصراع في اليمن، وإلى استعادة السلام الذي يستحقه شعبنا".
مشيراً إلى أن الوضع الراهن في بلادنا لم يعد مقبولاً، وإن مصلحة شعبنا تكمن في إنهاء الصراع وإيجاد حل دائم، وهي مصلحة مشتركة مع حلفائنا الإقليميين والمجتمع الدولي، وفقاً لشروط السلام ذاتها، وهي على النحو التالي:
- عملية سياسية شاملة تأخذ في الاعتبار الأطراف الأكثر أهمية، ويأتي في طليعة ذلك، حل قضية شعب الجنوب التي تم الاتفاق على وضع إطار تفاوضي خاص بها في مشاورات مجلس التعاون الخليجي 2022م في الرياض.
- وجوبية احتواء التهديد الذي يشكله الحوثيون على الأمن العالمي والإقليمي واليمني، وإرسال رسالة واضحة مفادها أنه لا يمكن أن يستمر عنف واستبداد الحوثيين دون عقاب.
- الحاجة إلى جهد جماعي لتمكين مجلس القيادة الرئاسي من إنهاء العبث والفوضى الذي يمارسه الحوثيون.
- العمل جميعاً لإنهاء المعاناة الإنسانية ومعالجة الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة التي يعاني منها شعبنا.
مشيراً إلى أنها خطوات لإيجاد طريق نحو عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية ورعاية إقليمية ودولية لضمان حل سياسي مستدام.
وشدد الرئيس القائد في ختام كلمته على العمل الجماعي، معبراً عن ثقته: "أنه يمكن العمل بشكل جماعي من هذه القاعة لتحقيق المستقبل العادل الذي يستحقه شعبنا"، مستدركاً بالقول: "إن تأمين السلام يتطلب قيادة فاعلة وتشاركية على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي لإيجاد نهج شامل وزخم كافٍ لإحلال السلام".