قوة الحضور والاتصال المباشر مع صناع القرار الدولي
اخذا بالزيارة السابقة للمشاركة في دافوس 2024 وبحضور 300 شخصية عامة، بما في ذلك أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة، نتذكر كيف وجه الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ومن ذات المنتدى الاقتصادي العالمي رسائل عديدة، لعل أهمها، أن قضية الجنوب باتت اليوم هي مفتاح السلام وحاضرة بقوة في الساحة الدولية ولا يمكن تجاوز أهدافها وغاياتها التي استرخص في سبيل تحقيقها الالاف من ابناء شعبنا على مدى ربع قرن من النضال والكفاح التحرري.
واستطاع في ذات الحدث العالمي الكبير تجديد حضور الجنوب دوليا، قضية وهدف وشعب وقائد وقوات مسلحة، وجزء من جهود إحلال السلام في المنطقة، ووضع العالم في الصورة أمام السلام الذي لن يتأتى إلا بعودة دولة الجنوب، حيث كان لطرح الرئيس القائد في ذات المحفل عامل جذب لوسائل الإعلام الدولية وممثلي الدول والحكومات لا سيما المعروفة بتأثيرها في هندسة القرار الدولي وصلتها في مكافحة الإرهاب.
نتذكر كيف استغل الرئيس القائد الوقت من المناسبة لإستلهام تجارب استقلال الدول، حيث التقى بوزير خارجية جنوب السودان ورئيسة جمهورية كوسوفو ووزير خارجية جمهورية تيمور الشرقية ووزير خارجية جمهورية سانت كيتس ونيفس وغيرهم.
اليوم وتواصلا لدبلوماسية الحضور والاتصال المباشر مع صناع القرار الدولي وفي سياق حشد الموقف الدولي الداعم لقضية الجنوب الوطنية، تأتي زيارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي للولايات المتحدة الامريكية للمشاركة في أعمال واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 79.
ففي اثناء وصوله مطار نيويورك قال الرئيس القائد في مدونة على منصة اكس ان الهدف من الزيارة، هو تعزيز حضور صوت شعبنا ونقل همومه وتطلعاته إلى أروقة صناعة القرار الدولي، ما يعني أن هنالك نجاحات دبلوماسية سابقة، يمكن البناء عليها نجاحات جديدة ومن خلال المشاركة في اجتماع الدورة 79 لجمعية الأمم المتحدة، ولقاءات مع زعماء وممثلي الدول والهيئات والمؤسسات الدولية محورية التأثير
الرئيس القائد أشار إلى أن: المرحلة التي تمر بها بلادنا والمنطقة تستدعي بذل أقصى الجهود لتسليط الضوء على المعاناة التي يعيشها شعبنا جراء الحرب التي تقودها المليشيات الحوثية والتنظيمات الأرهابية المتحالفة معها والتي تستهدف شعبنا وأمنه واستقراره والعبث بمقدراته في إطار مساعيها الحثيثة لتنفيذ أجندات إيران ومخططاتها التوسعية في المنطقة.. وفي هذه الجزئية، رسالة في غاية الاهمية، أو بالاحرى رسالة لا بد منها بالنسبة للمجتمع الدولي والغرب، اللذين تعاطيا مع السردية الحوثية ولم يستفيقا ويدركا حقيقة المليشيات الحوثية الإرهابية ألا وهي تضرب بالصواريخ والطائرات المسيرة الايرانية السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن مسببة كارثة انسانية معيشية ودوائية بحق شعبنا.
إلتقى الرئيس القائد خلال الايام الماضية من وصوله إلى نيويورك السيد هانس غروند برغ المبعوث الاممي الى اليمن ووزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، كما إلتقى وزير خارجية الهند سوبرا مانيام جايشانكار وكذا رئيس وزراء جمهورية تيمور الشرقية كايرلا زانانا جوسامو وستيفن هيكي مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية، جلسات لقاء بكل من رئيس دولة فلسطين الشقيقة محمود عباس ووزير خارجية دولة الكويت الشقيقة سمو الشيخ صباح خالد الصباح، ووزير خارجية دولة البرازيل ماورو فييرا.
هذه الجسات التي عقدها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي على هامش الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة مع زعماء الدول ورؤساء الوفود، تمحورت حول تعزيز العلاقات والمصالح المشتركة وعن السلام الحقيقي والمقبول غير المشوهة باشتراطات عدو السلام الأول وهي المليشيات الحوثية، ودون شك سيفرض ملف الحرب حضوره، بحضور صوت الجنوب ومن موقف القوي ممثلا بالرئيس القائد وتجربته الحية المستمرة في الحرب على الإرهاب، كل هذه العناوين التي تمثل الهم العام والمشترك للمجتمع الدولي وممثلي البعثات المشاركة في الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تمثل مدخلا لنقل تطلعات شعبنا الجنوبي في الحرية والاستقلال واستعادة دولته وايصال قضيته الوطنية الى الفاعلين الدوليين.