قواتنا المسلحة الجنوبية.. القوة في الصمود والجدارة في تحقيق الانتصارات
في ذروة الصراع العربي الاسرائيلي وفي لحظة اعتقدت الانظمة العربية أن عينها على العدو ويدها على الزناد، تسلل المشروع الإيراني متوازيا في الاتجاه والفكر والوسائل والأدوات مع جماعة الاخوان المسلمين إلى المنطقة وقلبها، ليتشكل على حين غرة خطران ماحقان على الأوطان والشعوب وهويتها وجيوشها وعقيدتها و أنظمتها ومؤسساتها وسيادتها، وتشكلت مظاهر الرعب وتداعت احداث لم يشهدها وطننا العربي من قبل في تاريخه، تنظيمات مسلحة متطرفة تكفر الأنظمة والحكومات ومتعطشة لدماء الشعب بحجة انه السبب، وظهرت بالتوازي مليشيات طائفية مهمتها وغايتها شن حروب وسفك دماء.
هذا الواقع، صمدت في مواجهته دول عربية، واخرى انسحبت جيوشها أمام ذات المليشيات وحدث هذا الأمر مرتين خلال عام في دولة عربية كان ضعفها أنها جارة لدولة اقليمية اسمها إيران، مركز إدارة هذه المليشيات ومصدر رافدها الفكري والعسكري والمادي، وحدث مرة اخرى في اليمن، البلد الذي سلمته جماعة الإخوان الإرهابية وجيشها، لمليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران منذ نشأتها وحتى اليوم.
ما كان لهذه الظاهرة الوحشية أن تجد حائط صد، لولا الجنوب ومقاومته وقواته المسلحة، وهنا يحق لنا القول: أنه لولا الجنوب وقواته المسلحة ومجلسه الانتقالي، ما كان للدعم والاسناد المقدم من قبل دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، أثرا على الأرض ومعترك الصراع العربي - الإيراني لولا الجنوب وقواته المسلحة.
ما من شك أن هناك عوامل عدة تقف وراء، صلابة وعظمة قواتنا المسلحة الجنوبية ونجاحها في اجتراح الانتصارات والصمود في حرب متعدّدة الأشكال والأنماط والجبهات والتصدي ببسالة لمليشيات وتنظيمات إرهابية تحالفت وأعدت وجهزت بإمكانيات وبتعبئة فكرية دموية على مدى عقود لإجتياح دول وإسقاط أنظمة، ولعل أبرز هذه العوامل، الالتفاف الشعبي الجنوبي حول قيادته وقواته المسلحة ودعمها وإسنادها ومؤازرتها، في تعبير وتجسيد للتلاحم الوطني الجنوبي الذي تعبر عنه قواته المسلحة وتشكل قيادته العليا محور ارتكازه، وتأكيد مستوى الوعي الجنوبي الذي يتمتع به الشعب، مما أحبط سلسلة من مخططات الأعداء وسيظل يحبطها بمناعته ووعيه.
ومن أهم هذه العوامل وجود قيادة عليا كقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، فهي العامل الأهم، في أن يحقق شعبنا الجنوبي اهم مكتسباته وهي القوات المسلحة وأن تصل هذه القوات الباسلة إلى ما وصلت إليه اليوم في قدراتها و احترافيتها العاليتين، سواء في التصدي للمليشيات الحوثية أو الحرب على التنظيمات الإرهابية كتنظيم القاعدة وداعش، وبنفس الأهمية يأتي عامل العقيدة الوطنية الجنوبية وقضية شعبه الوطنية التحررية، التي شكلت أساس التعبئة التي بُنيت عليها إنْ كان على مستوى القيادة، أو الضباط والافراد، فهذه العقيدة بقضيتها الوطنية وهويتها الجنوبية والعربية، حددت العدو والصديق منذ وقت مبكر لشعبنا وأمتنا وشكلت أساس تلاحم وتعاظم قواتنا المسلحة من ناحية، استعداد أبطالها البواسل للتضحية واجتراح الانتصارات والذود عن الجنوب وشعبه والإسهام في حفظ أمن واستقرار المنطقة.