الشهداء كالأوطان لا يموتون.. ذكرى استشهاد القائد البطل عبداللطيف السيد
اليوم تمر علينا الذكرى الأولى لاستشهاد القائد البطل عبد اللطيف السيد وهو يخوض أحد أهم معارك وطننا الجنوب وشعبه ضد التنظيمات الإرهابية، حيث تم استهدافه بعمل إجرامي إرهابي جبان، في وقت كان يواصل فيه قيادة عملية سهام الشرق التي أطلقتها قواتنا المسلحة الجنوبية في ال 22 من غسطس 2022 لتطهير محافظة أبين من الإرهاب الذي جرى تصديره وزرعه في خاصرة الجنوب والجنوب بشكل عام وتكللت هذه العملية بنجاحاتٍ غير مسبوقة وغير معهودة في تدمير أهم وأكبر معاقل الإرهاب ومعسكراته ومعامله المخصصة لصناعة المتفجرات وصناعة الأحزمة الناسفة وبالذات في وادي عومران وأودية أخرى كوادي الرفض والجنن والخيالة، واستطاع القائد البطل عبداللطيف السيد ورفاقه من أبطال قواتنا المسلحة من توجيه أكبر ضربة قاصمة لظهر التنظيمات الإرهابية وحواضنها السياسية والحزبية اليمنية، ليس فقط داخل الجنوب فحسب وإنما على مستوى الجزيرة العربية ، وسطر الشهيد القائد " أبو محمد" ورفاقه بدمائهم ملحمة بطولية استثنائية وصفها القاصي والداني داخل وطننا الجنوب وخارجه وعلى مستوى التنظيم الدولي للإرهاب القاعدي والداعشي بأنها أكبر هزيمة يتلقاها تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب منذ ظهوره إلى الوجود وخسر فيها كل ما سبق لهذا التنظيم أن حققه من نجاحات على صعيد البناء التنظيمي والعسكري والبنية التحتية للإمداد اللوجستي ومعامل صناعة وسائل القتل والدمار الإرهابية ، وتقلص إلى حد كبير نفوذ وخارطة انتشار وخطر هذه التنظيمات الإرهابية على المستوى الوطني واليمن والإقليم والمنطقة بشكل عام، وانتهت سمعته وهيبته كما انتهت مقومات وعناصر قوته ونشاطه ، وانكشف أنه كان منبوذا اجتماعيا وفكريا وعقائديا وأن حاضنته لم تكن سوى أجندات سياسية احتلالية خبيثة رعتها قوى الاحتلال ومؤسساتها وأجهزتها العسكرية والاستخباراتية والأمنية والحزبية ، وها قد أصبح التنظيم مطرودا من أكبر معاقله ومعسكراته وملاحقا من قبل مؤسساتنا وقواتنا الدفاعية والأمنية الجنوبية، فارا إلى حيث تنتشر المعاقل السياسية والعسكرية لتنظيم الإخوان المسلمين في المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت وفي مأرب وداخل مناطق سيطرة المليشيات الحوثية ومعاقله العسكرية في المحافظات اليمنية المحادة للجنوب.
إن إحياء المجلس الانتقالي الجنوبي، ذكرى استشهاد البطل المغوار العميد عبداللطيف السيد، إنما يجسد حقيقة تبجيل وتعظيم وتقدير واهتمام شعب الجنوب وقيادته وعرفانها بالأدوار البطولية للشهيد القائد وتضحياته وإنجازاته في الحرب على الإرهاب، وهي إنجازات تتعدى في أهميتها وأبعادها ومكتسباتها محافظة أبين الإباء وإطارها الوطني الجنوبي إلى الإقليمي والدولي.
إن هذا الحفل التأبيني الحاشد الذي أقيم اليوم في العاصمة عدن وبرعاية الرئيس القائد عيدروس الزبيدي ، في الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبداللطيف السيد ، لهو إحدى المحطات والأشكال والأساليب العملية لتخليد وتوثيق ونشر عطاءات وخبرات وتجارب المقاتل الصلب والقائذ الفذ وإعادة غرسها وإحيائها في وعي وثقافة الأجيال كمدرسة قتالية وطنية و كبصمات مشهودة وتجارب ناجحة بالحرب على الإرهاب وفي خدمة القائد لوطنه وشعبه بتفاني وإخلاص وفداء ونكران للذات.
في هذه الفعالية المركزية لإحياء الذكرى الأولى لاستشهاد القائد البطل عبداللطيف السيد وبالتزامن مع الذكرى الثانية لانطلاف عمليتي سهام الشرق، أوضح الرئيس القائد في كلمته
أن المجلس الانتقالي الجنوبي وبإحيائه لهذه الفعالية الوطنية والشعبية، إنما يعبر من خلالها عما يقتضيه الواجب الوطني من اهتمام بمثل هكذا قادة وأبطال تاريخيين، وتخليد أعمالهم وبطولاتهم وتضحياتهم باعتبارها جزءً من تضحيات شعب الجنوب ومؤسسته الدفاعية والأمنية التي حملت على عاتقها مهمة مكافحة الإرهاب القاعدي الداعشي بأبعاده الوطنية والإقليمية والدولية.
هذه الفعالية الكبرى التي ضمت كل الطيف الجنوبي وعاش أجواء زهوها وعظمتها كل أبناء الجنوب في الداخل والخارج ، من خلال التغطية الإعلامية الواسعة، وما تعكسه من قيم الوفاء والفداء ولحمة الصف ومواصلة النضال والتضحية على ذات الدرب ، هي في حقيقة الأمر حضورا للقائد الشهيد عبد اللطيف السيد واستمراراً لأدواره وتأثيره والسير بخطى ثابتة ومتراصة نحو الهدف الأسمى الذي استشهد في سبيله.
هذه الفعالية المركزية والعظيمة في عنوانها ورسائلها ، تعبير رمزي عن اعتزازنا كوطن وشعب بتضحيات أبنائه وتقدير وتبجيل لكل قادة وطننا الجنوب وشهدائه في معركة المصير واستعادة الدولة على مدى العقود الثلاثة المنصرمة، تقديرا لكل قائد عسكري وأمني وطني جنوبي فذ خاض معارك الجنوب بشجاعة وحنكة وفداء عبداللطيف السيد، ضد جحافل الغزو والاحتلال الحوثي العفاشي الإخواني وأدواتهم في مهمة تدمير الجنوب واستهداف نسيجه الاجتماعي وإرهابه وإعادة السيطرة عليه واحتلاله عبر هذه الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي ألحق بها شهيدنا القائد عبداللطيف السيد أقسى الهزائم وستتلوها هزائم ماحقة لا سيما وأن عبداللطيف السيد بات جيشا وأجيالا من أبطال الجنوب
إن الشهيد البطل الذي نحيي الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده اليوم، يمثل بكل المعايير الوطنية نموذجا ملهما وتاريخا حياً للقائد الفذ ومقاتل جاء من أوساط الشعب وكرس ونذر حياته مدافعاً عن أمنهم واستقرارهم ومنتصراً لإرادتهم وحقوقهم ومصالحهم وتطلعاتهم النبيلة وفي سبيل استعادة دولة الجنوب.
وأخيراً نقول: "إن إحياء الذكرى السنوية لإطاستشهاد القائد العميد عبداللطيف السيد ، إنما تحمل في طياتها رسالة عميقة ذات أبعاد ودلالات وطنية وعسكرية وأمنية كبيرة، تؤكد التزامنا واستمرارنا بمواصلة الحرب على الإرهاب وتنظيماته، وأن المعركة التي بدأها الشهيد ورفاقه الشهداء وفي طليعتهم إخوانه، مستمرة وهي حرب مصير ووجود لا هوادة فيها، مستلهمين من خبراتهم و تجاربهم وأعمالهم وأساليبهم الفذه الدروس والعبر التي لاتقدر بثمن"، وهذا ما أشار إليه الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في كلمته.