أنين الرحيل
إنَّ ألق العطاء سر من أسرار الخلود في الحياة، وتُجسد هذا السر في شهيدنا الراحل الشهيد البطل عبداللطيف السيد -رحمة الله عليه-، وشكل نمط حياته، وبالتالي إن غيبة الموت عنا جسدا"غير أن ذكراه ومآثره تضل خالدة حيًة باقيةً في قلوبنا وقلوب من عايشه ورافقه طوال مسيرة حياته، التي كانت مليئة بالمآثر والبطولات العظيمة وستضل تراثاً عابقاً تستمد منه الأجيال القيم والمبائ والعزيمة والصمود والإرادة القوية والتضحية.
شاءت الاقدار الربانية أن تغيبه والجنوب في مخاض عسير، ومنعطف عصيب ومرحلة نضالية كنا فيها بأمس الحاجة للقادة أمثاله، فكم هي مؤلمة اللحظات التي تفقد فيها رجلاً من خيرة الرجال، رجلاً صادقاً وطنياً مخلصاً وشهماً، نَذَر عمره في خدمة الجنوب.
برحيل الشهيد /عبداللطيف السيد -رحمة الله عليه-وبخسارته فقد الجنوب أبا"بارا"،وقائدا" عسكري نزيها" شريفا" يعد من خيرة ماأنجبت أرض الجنوب، رجل حمل في فؤاده هُموم الوطن، فلم يستكين يوما"،ولم يضعف أمام الهزات وموزعي المتفجرات، وضل مثالا" حيَّا" للصبر والصمودوالإصرار والعزم نقيا"طاهرا"في الوطنية وصادقا" في الذود عن حياض الجنوب حتى استشهاده.
نم شهيدنا مرتاح البال والضمير، فقد أديت دورك الوطني على أكمل وجه، فالرجال أمثالك لا يموتون، بل يظلون خالدين في أذهان ووجدان شعبهم،، فطوبى لك يا عاشقاً لدينك ووطنك وعروبتك وأمتك وتراثك، فكما كنت عظيماً في حياتك، فأنت اليوم عظيما"بعد مماتك كما قال الشاعر:
الناس تفنى وفي الدنيا شمائلها
تحيا مع الحي ولا تفنى مع الحقب
أنَّ اللقاء به كان حلماً بالنسبة لي للتعرف عليه عن قرب وتحقق حلمي بلقاء جمعني به مره واحدة أثناء تخرج اللواء الثاني دعم وإسناد من الدورة التدريبية في رأس عباس في عام 2023م فقد شاهدت فيه الزهد الديني والوقار والتواضع وأحببته نفسي كثيراً وكنت على حلم اللقاء به في قام الايام ولكن لم أكن أدرك أن الموت يخطفه منا ليستشهد في عومران أثناء كفاحه الوطني ضد الإرهاب وكان خبر استشهاده مؤلم جرح قلبي وسيضل رحيله مع الشهيد أبو اليمامه ندبه في قلبي دوماً.
* ركن التوجيه المعنوي للواء الثاني دعم وإسناد