الـذكرى التاسعة لتحرير العاصمة عدن .. نقطة تحول تاريخية في الجنوب

درع الجنوب: تقرير/ عنتر الشعيبي

تحل اليوم الذكرى التاسعة لتحرير العاصمة عدن من قبضة المليشيات الحوثية في الـ27 من شهر رمضان المبارك بمعركة” السهم الذهبي“ ، التي توجت بملحمة الإنتصار الجنوبي الذي سطرها ابطال المقاومة الجنوبية وبدعم واسناد من الأشقاء في التحالف العربي وتحديداً القوات المسلحة الإماراتية، محققين بذلك النصر المؤزر على قوى الشر و الإرهاب الحوثية وهزيمة مشروعها الإيراني في الجنوب والمنطقة .

وتأتي هذه الذكرى الغالية بعد مرور تسع سنوات منذُ تحرير العاصمة عدن من رجس الغزاة المحتلين ، و لم ينسى شعبنا الجنوبي صمود أبطال الجنوب  الأسطوري في وجه الإحتلال اليمني  ضمن عملية أطلق عليها ”السهم الذهبي“ ، وقد تُوِّجت بالنصر الذهبي بالفعل، عبر بطولات عسكرية للمقاومة الجنوبية ساهمت في دحر وطرد  مليشيا الحوثي الإرهابية  ، وسرعان ما حقّقت انتصارات  كانت البداية في تحرير مطار عدن الدولي وتلت ذلك بقية مديريات العاصمة ، حتى عادت عاصمتنا عدن إلى حضن الجنوب.

وكانت معركة تحرير العاصمة عدن  ملحمة بطولية ووطنية بامتياز ، حيث تكاتف الجنوبيون بوحدة صفوفهم  بوتيرة غير مسبوقة وقادت إلى تحرير العاصمة عدن، ولم يكن الانتصار مجرد عملية عسكرية وحسب، لكن النصر أعاد للعاصمة ريادتها ومكّنها من استعادة مكانها الحقيقي كصانعة للقرار.

وشهدت معركة تحرير العاصمة عدن مشاركة واسعة  لشباب المقاومة  الجنوبية ، مما شكّل انتفاضة شاملة النطاق ضد المشروع الإيراني ومليشياته الإرهابية ، وهو ما ساهم في قلب موازين المعركة لصالح الجنوب.

كما كانت معركة تحرير العاصمة عدن والخطة التي تم تنفيذها في هذا الإطار اتبعت عدة مراحل، بدأت بتكتيك الاستنزاف وإرهاق مجاميع مليشيا الحوثي، عبر حصار استمر 70 يوما، وهو ما ساهم في إضعاف العدو الحوثي وصولاً إلى حسم المعركة ضده.

وفي المرحلة التالية، تأهبت المقاومة الجنوبية  للهجوم ونفذت هجوماً استباقيا ، بالتزامن مع تقييم دقيق للنتائج على الأرض من قبل غرفة العمليات المشتركة للتحالف والرفع للقيادة العليا، وهنا برز دور رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد الذي وجّه بتوفير كافة الإمكانيات والدفع بـ120 آلية للضمان الكامل لتنفيذ الخطة المعدة.

ساهمت الخطة العسكرية في تحرير مطار عدن الدولي في غضون ساعات، ثم انهارت المليشيات الحوثية سريعاً لا سيما بعد تدخل كتيبة "الفرسان" التابعة لدولة الإمارات وذلك لمساندة المقاومة الجنوبية في ملاحقة بقايا الجيوب والخلايا الحوثية في مديريات خور مكسر وكريتر والمعلا والتواهي.

أن الحديث عن ذكرى تحرير العاصمة عدن، سرعان ما يعيد إلى الأذهان الدور الأسطوري والملحمي الذي بذلته القوات الإماراتية في معركة تحرير العاصمة عدن، ولا أدلّ على هذا الدور من أنّ أول شهيد ارتقى في تلك الحرب كان الإماراتي الملازم أول عبدالعزيز الكعبي.

الدور الإماراتي في المعركة سواء عبر العمليات العسكرية بشكل مباشر أو من خلال تسليح وتدريب القوات المسلحة الجنوبية، كان له عامل الحسم في إنهاء هذه المعركة لصالح الجنوب وتوجيه أول خسارة للمليشيات الحوثية.

*الجنوب اليوم قوة عسكرية وسياسية على الأرض*

وفي ظل هذه القدرات العسكرية المتزايدة، يتمتع الجنوب أيضًا بقوة سياسية يجب أن تُعترف بها على المستوى الدولي، فقد أثبت الجنوب قدرته على تنظيم الحكم وإدارة شؤونه الداخلية بكفاءة عالية، حيث تم تشكيل مؤسسات حكومية قوية وقادرة على تحقيق التنمية المستدامة في الجنوب.

ومن الجوانب السياسية الأخرى التي تبرز قوة الجنوب، و دوره الفاعل في المشهد الإقليمي والدولي ، فقد أصبح الجنوب شريكًا مهمًا لدول التحالف العربي وبأعتراف المنظمات الإقليمية والدولية.

وفي النهاية، يجب أن يتم الاعتراف  بالجنوب اليوم واعتباره جزءًا لا يتجزأ من الواقع السياسي والعسكري ، فالجنوب  أصبح قوة حقيقية تسهم في بناء الأمن والاستقرار في البلاد والمنطقة بأكملها خصوصاً بان القوات المسلحة الجنوبية خلال تسع سنوات لعبت  دورًا هامًا في محاربة الإرهاب والتطرف وحماية المدنيين.

*دولة الجنوب المستقلة تلوح في الأفق*

نحنُ نؤمن بأن الجنوب له الحق في أن يكون دولةً مستقلة، وهذا ليس مجرد حلم بعيد المنال، بل هو واقع يمكن تحقيقه ، و تطلب هذه الخطوة المزيد من التلاحم ووحدة الصف خلف القيادة السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي ، القائد الاعلى للقوات المسلحة الجنوبية ، نائب رئيس المجلس الرئاسي بالإضافة إلى بعض الجهود والتفاوض والعمل الدبلوماسي الجنوبي وفقاً  للقانون الدولي الذي يقر بحق الشعوب في تقرير مصيرها، وهذا الحق ينطبق أيضًا على شعب الجنوب في استعادة دولته الفيدرالية  المستقلة على كامل ترابها الوطني وعاصمتها السياسية والأبدية عدن .