أن مستقبل استقرار الدول والشعوب مرهون بمدى الفهم الموضوعي لحجم المخاطر والتهديدات المرئية والمستترة التي تستهدف الدولة بقوامها المادي والبشري والسيادي، وبكل تأكيد يمثل الاعلام العسكري اهم مصادر هذا الفهم الوطني الواعي، أما في الحرب فإن الإعلام العسكري يعتبر صاحب الاسهام الرئيس في بناء الفكر الحربي للشعب، ومن خلال تجربتنا العسكرية سواء العملية أو العلمية نستطيع القول إن الاعلام العسكري هو المعمل الفكري التعبوي القادر على تحويل الهم الشعبي إلى همة جبارة والمعني إلى معنويات عالية.
أعلامنا العسكري في القوات المسلحة الجنوبية اكتسب منذ بداياته قوة الإسناد والدور الشعبي عبر وسائط التواصل الاجتماعي وهذه المفارقة لا يمكن تأصيلها إلى ما يسمى بالإعلام الشعبي واجتهاداته بل تنم عن نضوج الفكر الحربي لدى المواطن الجنوبي مدنيا أو عسكريا ووصوله إلى مستوى الجاهزية الشاملة، بيد أن ما يجب الانتباه له في هذه الحالة المليئة بالانفعالات الحماسية هو أن الاعلام العسكري له خصائصه وسماته ومحاذيره.
أن المعلومات العسكرية من أخطر ما يتم تداوله في وسائل الاعلام، نقول ذلك مع ادراكنا أن الصحفي والناشط الجنوبي بات على وعي بإن : " الاعلام الحر في زمن الحرب ممنوع" إلا في حالات التنسيق والتنظيم ضمن إطار الرؤية والترتيبات العسكرية التي يمثل واجهتها ومصدرها في هذا الجانب المركز الإعلامي للقوات المسلحة الجنوبية وموقعه الاخباري (درع الجنوب) الذي سررنا بإطلاقه ليكون المصدر الوحيد للأخبار والأنشطة العسكرية والمرآه التي يتابع من خلالها شعبنا قواته المسلحة وانتصاراتها والمهام التي تؤديها في الدفاع عن المواطن ومصالحة والوطن الجنوب وسيادته.
إن الجهود والاعمال المتفانية التي بذلها ويبذلها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في إعادة تنظيم وتأهيل القوات المسلحة الجنوبية وايصالها إلى مستوى التحديات وفق استراتيجية قد اثمرت وانعكست خطواتها الإجرائية العملية في مختلف هيئات وهياكل القوات المسلحة الجنوبية ووحداتها، وكان من بين ثمارها إنشاء المركز الإعلامي للقوات المسلحة الجنوبية والبدء في تنفيذ مهامه الوظيفي بفريق متخصص.
وفي المجمل أن المعركة الوطنية الجنوبية التي نخوضها مصيرية ووجودية يقترن فيها سلاح البندقية والقلم وهما في الأهمية سواء، والطلقة الأكثر تأثيرا هي المسنودة بأثر الكلمة.