"درع الجنوب" - منصور السومحي
في ذكرى معركة "الفيصل" الخالدة نعود بالتاريخ إلى ما قبل أربعة أعوام وتحديداً في الـ18 من فبراير في العام 2018م ؛ حين أعلنت قيادة قوات النخبة الحضرمية تطهير وادي المسيني غرب مدينة المكلا من قبضة التنظيم الإرهابي بعد معارك ضارية؛ والذي يعتبر من أهم معاقل تنظيم القاعدة في حضرموت.
كانت العملية بدعم وإسناد جوي من القوات المسلحة الإماراتية، تلك العملية التي تعد ثاني عملية عسكرية بعد عملية تحرير مدينة المكلا ومناطق ساحل حضرموت بعد عام من سيطرة التنظيم الإرهابي عليها.
قبل المعركة
وضعت قيادة قوات النخبة الحضرمية وقيادة قوة الواجب الإماراتية خطة عسكرية محكمة لتطهير وادي المسيني آخر معقل للتنظيم الإرهابي بساحل حضرموت؛ والذي ظل يستخدمه كقاعدة لانطلاق عملياته الإرهابية نحو مدن ساحل حضرموت.
بدأت المعركة باستحداث نقاط عسكرية على مداخل ومخارج الوادي وذلك يوم الجمعة في الـ16 من فبراير، وإطباق الحصار عليه من ثلاث اتجاهات وقطع الامدادات ولمدة يومين، ومن ثم تم تنفيذ خطة الاقتحام.
انطلاق المعركة
في صباح الـ18 من فبراير 2018م أعلنت قوات النخبة الحضرمية إطلاق عملية "الفيصل" لاجتثاث الإرهاب وتجفيف منابعه بشكل كامل من وادي المسيني وساحل حضرموت، وتقدمت القوات من ثلاثة محاور وبغطاء جوي من صقور القوات المسلحة الإماراتية في إطار قيادة التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ؛ حيث لجأ عناصر التنظيم الإرهابي على استخدام العربات المفخخة وزرع العبوات الناسفة ، لإعاقة تقدم أسود النخبة الحضرمية؛ وأجترح أبطال النخبة أروع الملاحم ضد عناصر التنظيم وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، رغم وعورة تضاريس الوادي واتساعه والذي استغله تنظيم القاعدة لحشد مقاتليه وتخزين أسلحته في الكهوف والجبال.
تطهير وادي المسيني
سطرت قوات النخبة الحضرمية ملحمة بطولية ضد تنظيم القاعدة الإرهابي في معركة حاسمة استمرت يوم كاملاً بعد حصار خانق لمدة يومين قبل اعلان ساعة الصفر لانطلاق العملية، وفي وقت لاحق من يوم الأحد الموافق 18 فبراير 2018م أعلن المتحدث الرسمي لقوات النخبة الحضرمية دخول وادي المسيني المعقل الرئيسي للتنظيم بمحافظة حضرموت، وإلحاق هزيمة ساحقة بالتنظيم وطرده بشكل كامل من ساحل حضرموت؛ كان ذلك بإسناد ودعم مباشر وبغطاء جوي حاسم للقوات المسلحة الإماراتية .
كان وادي المسيني وموقعه الاستراتيجي بارتباطه ومحاذاته لمديريتي حجر وبروم بساحل حضرموت يشكل تهديد لأمن المكلا والساحل الحضرمي وبتأمينه وتحريره فقد حققت النخبة الحضرمية إنجاز استراتيجي مهم وضربه قويه وخساره فادحة للإرهابيين ستلقي بظلالها عليهم، فهم خسروا أحد اهم اوكارهم على مستوى حضرموت وشبة الجزيرة العربية.
حصيلة المعركة
أسفرت عملية "الفيصل" عن استشهاد جنديين إثنين من أبطال النخبة الحضرمية؛ ومقتل أكثر من ثلاثين عنصر إرهابي، وأسر العديد منهم بينهم مصابين وقيادات، واغتنام عتاد واسلحة متوسطة وثقيلة وقذائف متنوعة؛ والسيطرة على بيت ومزرعة القيادي بتنظيم القاعدة مطهر باغزوان بوادي المسيني.
جهود قوات التحالف والعنصر الأساسي في التحرير
الانتصارات التي حققتها عملية "الفيصل" واسفرت عن هزيمة تنظيم القاعدة الإرهابي في وادي المسيني تمت بدعم وإسناد وتخطيط من القوات المسلحة الإماراتية في إطار قيادة التحالف العربي ، انطلاقا من الدور الأخوي والعروبي، وما يشكله التنظيم الإرهابي من تهديد للسلم والأمن الدوليين، ولإرساء دعائم الأمن والاستقرار في محافظة حضرموت والجنوب، حيث شكل الدعم الذي قدمته القوة الإماراتية والغطاء الجوي العنصر الأساسي لتطهير وادي المسيني وكامل مدن ساحل حضرموت بشكل عام؛ والقبض على عناصر إرهابية خطيرة مطلوبة دولياً، وحماية السواحل والمياه الإقليمية ومكافحة تهريب السلاح والممنوعات، وضبط أكثر من 85 طنا من الألغام والقذائف والذخائر والمتفجرات في مخابئ التنظيم بساحل حضرموت.
جهود كبيرة بعد المعركة
صرح المتحدث الرسمي لقوات النخبة الحضرمية بأن الفرق الهندسية تمكنت من تفكيك ما يزيد عن ( 2052) عبوة ولغم أرضي، زرعها تنظيم القاعدة الإرهابي، بوادي المسيني، في أماكن متفرقة، وعلى جنبات الطرق المؤدية للوادي ووسطها، كذلك رفع ما خلفه التنظيم الإرهابي من قذائف، وذخائر ومتفجرات، وغيرها من مخلفات الحروب؛ حيث كانت العبوات الناسفة والألغام الأرضية شديدة الانفجار زرعت لتفخيخ سبع طرق رئيسية مؤدية إلى المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة، وذلك لاستهداف الجنود، وإلحاق الضرر بالمواطنين، وقامت الفرق الهندسية بعد تطهير الوادي من العناصر الإرهابية بمباشرة نزع الألغام وإعطاء الأولوية لفتح الطرقات وتسهيل وتأمين حركة المواطنين وإعادة الحياة إلى طبيعتها في الوادي.
حملات مضادة للإخوان ضد معركة الفيصل
وصفت وسائل الإعلام الإخوانية معركة تحرير وادي المسيني من عناصر القاعدة بأنها أطماع إماراتية في التوسع بالمناطق الغنية؛ وان قوات النخبة الحضرمية تسعى للسيطرة على مناطق وادي حضرموت، وذهبوا الى التشكيك بحقيقة عملية "الفيصل" والحديث عن وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النخبة ومسلحين من تنظيم القاعدة باعتبارها محاولة لصناعة معارك وهمية الهدف منها انتشار قوات النخبة في وادي حضرموت، وإحكام السيطرة الكاملة عليه؛ حيث تعد حملات الاستهداف الإعلامي للقوات المسلحة الجنوبية بمختلف تشكيلاتها من قبل إعلام الاخوان يكشف بما لا يدع مجال للشك مدى الضربات الموجعة والهزائم الساحقة التي وجهتها القوات الجنوبية للجماعات الإرهابية التي تعد إحدى الأوراق التي يستخدمها الإخوان للسيطرة على الجنوب ونهب ثرواته.