الإمارات ودورها الخالد في تاريخ ووجدان شعب الجنوب

إطلعت دولة الإمارات بدورها المحوري في إسناد قواتنا المسلحة ، وكانت الاوضاع الأمنية في كل حواضر مدن الجنوب، هدف السيطرة الكاملة للتنظيمات الإرهابية ، كما حدث في المكلا عاصمة حضرموت ، وزنجبار عاصمة محافظة أبين ، والحوطة عاصمة محافظة لحج، في حين كانت العاصمة عدن، ترفرف الرايات السوداء وتضج بزوامل "عاصب الرأس " تكاد ان تتحول مدنها الى إمارات تابعة لتلك التنظيمات الإرهابية ، التي جرى الدفع بها نحو الجنوب وتنمية قدراتها من قبل منظومة صنعاء، وتوقيتها للحظة التي تنتصر فيها إرادة شعب الجنوب ، وهذا ما حصل عقب تحرير عدن ومدن اخرى من المليشيات الحوثية الإرهابية .   هذا المنعطف العصيب والتحدي الأصعب الذي رأى فيه الناس ان حقهم في الحياة بات على المحك، ويحدوهم أمل بأن يجترح ابطال قواتهم الجنوبية، العسكرية والأمنية ،معجزة الخلاص ، لا ينسى وغير قابل للتظليل والتزييف والمحو، وقلب حقائق وقائعه ، كما لا يُنسى الدور الإماراتي الذي جاء في التوقيت المناسب وبمستوى التحدي وبكل متطلبات المجابهة والصمود والانتصار المصيري والوجودي لشعبنا .   الدور الإماراتي في كل الجوانب الإنسانية الإغاثية والأمنية والعسكرية، ونتائجه على الارض وفي أمن المواطن وعيشه ، وإنعكاساته واهميته التي تجاوزت النطاق الوطني الجنوبي الى المنطقة والعالم، لا سيما في مكافحة الإرهاب ، اثار مخاوف قوى واطراف وجماعات يمنية وعلى رأسها جماعة الإخوان ، وكشف حقيقة موقفها من الحوثي والتنظيمات الإرهابية ، وجعل ثنائي الإمارات والجنوب محط حملات إعلامية معادية تشاركتها تلك الأطراف مع الحوثي ، وتحديداً عقب تحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية وتطهيرها من العناصر الإرهابية وحتى يومنا هذا، تتواصل تلك الحملات التظليلية الزائفة.   ادركت تلك الأطراف المعادية المعروفة بعلاقتها التاريخية بالإرهاب ، ان الإنتصارات التي أنجزت في معركة التصدي للمليشيات الحوثية ومشروعها الإيراني وفي مكافحة الإرهاب في الجنوب ، كان من الصعب تحقيقها ، لولا الدور الذي إضطلعت به دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية،و إزاء ذلك سخرت هذه الأطراف كل إمكانياتها، بل وامكانيات مؤسسات الدولة للحكومة " الشرعية " المادية والسياسية الإعلامية لإستهداف دولة الامارات وقواتنا المسلحة الجنوبية في سياق حملات إعلامية سياسية معادية مظللة، تقوم على الإفك والبهتان والمغالطات وتزييف الحقائق .   لا يخفى على أحد الدور الفاعل الذي لعبته الإمارات في مكافحة الإرهاب وملاحقة فلول تنظيم القاعدة إنطلاقا من العاصمة عدن الى غيرها من مدن الجنوب ، ولم يقتصر هذا الدعم في توفير المطلبات اللوجستية للمعركة، بل في تشكيل وتنظيم وتأهيل وتدريب الوحدات العسكرية والأمنية الجنوبية التي أنجزت وحققت نجاحات تجاوزت المستحيل ومثلت اضافة نوعية للحرب الدولية على الإرهاب ، وبالطبع، هذه الإنجازات لم تأتي من فراغ، بل جاءت ثمن تضحيات جسيمة قدمتها القوات المسلحة الجنوبية ودعم وإسناد لا محدود من دولة الإمارات العربية المتحدة .   ومن اهم النجاحات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في ملف الحرب على الإرهاب بدعم وإشراف وإسناد القوات الإماراتية تحرير وتطهير مدينة المكلا حاضرة حضرموت من سيطرة تنظيم القاعدة الارهابي في الـ24 من أبريل 2016، على أيدي ابطال النخبة الحضرمية ، تلتها عمليات نوعية سبقت عمليتي سهام الشرق وسهام الجنوب في شبوة وابين ولحج وفي العاصمة عدن ، وفي اودية حضرموت الساحل ، واسفرت في مجملها عن تطهير معظم تراب الجنوب من الإرهاب ، وتدمير بنيته التحتية ودك معاقله ومعسكراته ولم يبقى لها وجود وملاذ آمن إلا في بعض مناطق الجنوب التي مازالت تحت سيطرة جماعة الاخوان وقواتها ومليشياتها وتحديداً في وادي حضرموت ، ومعاقل ومعسكرات تجنيد واعادة تجميع وتسليح في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية .