من تزييف الحقائق الى صناعة الزيف.. أهذا الذي أَغْرى قناة الـ BBC 

  بلغت الحرب الإعلامية السياسية الدعائية التظليلية ذروتها القصوى في استهداف قيادة وشعوب الجنوب وقواته المسلحة، ودول التحالف العربي، هناك مؤسسات إعلامية، قنوات، صحف ومواقع وشبكات ومطابخ ومنظمات ومئات من محترفي صناعة الاشاعة وانتاج الاكاذيب، وفي كل إنتاج  تتولى الحقيقة في اصطفافها إلى جانب الحق الجنوبي في إبطال مفاعيل تلك الأكاذيب.   الحق المقترن بالحقيقة، أهم اصول الجنوب وثورته، وسلاحه الامضى في الفتك بكل صادرات الأراجيف الزائفة، سلاح مصقول لامع بالوضوح والثبات والمسؤولية، كلف تلك المطابخ ومصادرها إنفاق باهض الثمن، حد الاستعانة بهيئات ومؤسسات إعلامية دولية، بعضها معروفة بضعف مناعتها من الاختراق الإيديولوجي المعادي للأنظمة والمتشابك مع أجندات ومصالح الكيانات والتنظيمات المتطرفة المارقة، وبعضها تتقبل وضع "الاُجرة" بدافع البحث عن مصدر تمويل وان كان ذلك على حساب مهنيتها وسمعة رسالتها الإعلامية.    يعرف القاصي والداني، أن مصادر إنتاج وتسويق وتمويل ودعم وتوجيه الحملات الدعائية التظليلية الشعواء الموجهة ضد الجنوب ودول التحالف العربي، وفي طليعتها دولة الإمارات العربية المتحدة، هي مصدر وتمويل الإرهاب وروافده الفكري والمادي والدعائي في الماضي والحاضر، وهي التي نصبت نفسها كمحامي دفاع عن العناصر الإرهابية وتنظيماتها، منذ بداية الحرب الدولية على الإرهاب، هي التي أباحت دماء شعب الجنوب بفتاوى تكفيرية وتحريض قتل واغتنام، هي ذلكم التحالف الشيطاني لأنظمة وتنظيمات ومؤسسات وأحزاب وجماعات جز الرؤوس، ومنابر متخصصة في خلط الأوراق وقلب الحقائق ولها تاريخ اسود في الإرهاب الفكري والثقافي وفي صناعة الموت وترويج الإشاعات وتزييف الحقائق وتشويه الوعي وإثارة الفتن، وتؤدي دورها ضمن أجندات ومشاريع الدم العابرة للحدود، تستهدف الشعوب وكيان الامة ومصادر مناعتها ووحدتها وأمنها واستقرارها, وعبر تاريخها المعاصر جعلت هذه الأنظمة والأحزاب والجماعات من نفسها خنجراً مسموماً زرعه الأعداء في خاصرة العرب والأمة الإسلامية، وسيفاً وتروس دفاع بيد الإرهاب وتنظيماته وعناصره.    لدى هذه الأطراف ومطابخها تجربة رائدة في الإنتقال من تزييف الحقائق إلى خلق وقائع لم تحدث اصلا، وسردها كذباً كرواية إنسانية حقوقية بغرض تحقيق أثر سياسي ومداخيل مادية لجوقة الإنتاج، التي أنتجت الكثير على شاكلة ما بثته قناة BBC مساء أمس الثلاثاء، وهو في الحقيقة توليفة من ذات التأليفات الزائفة التي ابتكرتها جماعة الإخوان على مدى ثمان سنوات بغية إعاقة الحرب على الإرهاب، من خلال تشويه الحرب على الإرهاب وجعلها مسألة جدل ووجهات نظر، وقوبل فيلم ال BBC بالسخرية والتندر، وثمة أسباب كثيرة جعلته عند المتلقي الجنوبي كمسرحية هزلية، ولسنا بصدد سردها.     المؤسف أن هذه السرديات الزائفة التي روجت لها  جماعة الإخوان وحلفائها، وبتكرار ممل، على مدى سنوات وفي كل وسائلها الإعلامية، قدمتها قناة ال BBC كعمل استقصائي غير مسبوق، صحيح أن العديد من المؤسسات الإعلامية الكبرى، اخترقت مهنيتها تأثراً بالدعاية والرواية الإخوانية الزائفة ضد الجنوب والدول الفاعلة في مكافحة الإرهاب وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أن قناة BBC اثبتت انها فعلاً اسيرة ذات الرواية، ولا تعرف غيرها، في انسياق واضح وراء تنظيمات وجماعات التزييف والتضليل الذي يستهدف الحرب الدولية على الإرهاب، وهذا ما يجعلها  على المحك، أمام جمهورها، إما بالعودة الى مبدأ الانحياز للحقيقة - على ما هو واقع - وإما السير في فلك تزييفها، بل والترويج لهذا الزيف، على نحو ما تدعيه قوى وجماعات الجبهة المعادية للحقيقة والحق.