أثر تواجد المنطقة العسكرية الأولى على تزايد نشاط وتكوينات الإرهاب بوادي حضرموت
تقرير - درع الجنوب
يعيش وادي محافظة حضرموت تحت وطأة منطقة عسكرية شكلت لغرض حماية شركات النفط المنتجة للنفط الخام، بينما في الاساس هو حماية كبار المتنفذين بالدولة المتسلطين على نفط المحافظة الغنية، وجلهم من خارجها، وباتت تعيش وضع احتلال واضح، مع تواجد أكثر من 40 ألف جندي من محافظات الشمال.
تلك المنطقة العسكرية التي تعج بالألوية المدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والطائرات القتالية، ويوالي قاداتها جماعة الإخوان المسلمين (الإصلاح في اليمن)، بات نطاق انتشارها مأوى لعناصر الإرهاب الذين اذاقوا الحضارم ويلات الاغتيالات والقتل والتنكيل.
أطلق الحضارم على وادي المحافظة (وادي الموت) في ظل حكم عسكري إخواني يقمع كل صوت منادي لاستعادة دولة الجنوب، وتولي أبناء المحافظة حماية محافظتهم ومحاربة الإرهاب، وأصبحوا يمارسوا ارهاب على الاهالي وكل رافع لشعار الجنوب.
وما يؤكد بوضوح ان عمليات القتل والقمع والاختطاف والاعتقال تلك ...عمليات تحدث بالقرب من المنطقة العسكرية الأولى، وبالتالي تشير كل المعلومات والمعطيات على ان المجرمين يقتلون بدم بارد ثم يتجهون الى المنطقة الأولى كملاذ امن لهم.
يتزايد مسلسل الاغتيالات في الوادي ويستفحل كلما مرت الايام وتعالت الاصوات ضد المنطقة، واصبحت كل عملية اغتيال تسجل ضد مجهول، رغم تواجد ما يقارب الـ 40 آلاف جندي ضمن وحدات المنطقة العسكرية الأولى منتشرةً في مديريات الوادي، في الوقت الذي تعاني جبهات المحافظات ضد الحوثي.
وسنتناول في هذا التقرير الخاص بموقع "درع الجنوب" تفاصيل وضع حضرموت وآثار وجود المنطقة العسكرية الأولى على تزايد عمليات الإرهاب وتكوينات عناصره، وضرورة استبدالها بأبناء حضرموت (النخبة الحضرمية).
وادي حضرموت وضرورة رفع رأيه نُخبة ابناءها:
بالرغم من تواجد اربعين الف جندي شمالي ضمن وحدات المنطقة العسكرية الأولى المنتشرةً في تلك المديريات، الا ان مسلسل الاغتيالات لم تتوقف ولم تستطع كل هذه الأجهزة القاء القبض على أي مجرم بمعنى أوضح خلف كل عملية اغتيال تشير الى تلك الأجهزة القمعية الاخوانية التي تستهدف رموز ونشطاء الحضارم المطالبين باستعادة الدولة الجنوبية ورفض المطلق للتواجد الاخواني في كل متر في حضرموت.
وادي الموت ... تسمية اطلق عليها الحضارم كنتاج عن القتل اليومي الذي استهدف أبناء المديريات فيوماً بعد يوم اطلقت هذه الصفة عنوة لكثرة عمليات القتل والاغتيال ضد شرائح مختلفة من ابناء مديريات وادي حضرموت، والتي ترصد دوماً ضد مجهول، دون تحرّك من جحاف الالوية والوحدات العسكرية وجمودها في ثكناتها .
تزايد عمليات الاغتيالات اكدت انفلات المنظومة الامنية وفشل الاجهزة العسكرية التي تمثلها قيادة المنطقة الأولى، حيث تُنفذ أغلب عمليات القتل بالقرب من مقرات ونقاط المنطقة الأولى دون محاولة لاحباطها، مما يوحي الى ان تلك القوات وقوامها الكبير من الجنود الذين تتفاخر بهم المنطقة الأولى تغيب وتختفي عند أي عملية اغتيال وبالقرب من ثكناتها!
جرائم ومخاوف
أثبتت الجرائم الإرهابية المتواصلة على مستوى اريحية حركة تلك العناصر في وادي حضرموت وذلك لوجود الاجواء الملائمة في تنفيذ عملياتها بحق المدنيين والكوادر العسكرية الحضرمية، وسط صمت من قوات المنطقة الاولى التي لم تحرك ساكناً في ردع عناصر الإرهاب.
شهد وادي حضرموت، في الآونة الاخيرة رُعب مطبق في صفوف المدنيين، بعد انتشار العناصر الارهابية الذين لم تستطع قيادة المنطقة الاولى أن توقفهم او تفشل عملياتهم بحق المدنيين.
غضب شعبي
ادى فشل الاجهزة الامنية بوادي حضرموت الى موجة غضب من قبل شرائح المجتمع المختلفة في الوادي والذين طالبوا بضرورة تواجد قوات نخبة حضرمية وفرض سيطرتها على مديريات وادي حضرموت، واحلالها بدلاً عن قوات المنطقة الأولى، بل ارتفعت تلك المطالب إلى ضرورة ان تكون لحضرموت قيادة عسكرية واحدة، وتشارك فيها جميع الاطياف وذلك ما سيسهم في بسط الامن والاستقرار.
ترجح اغلب الحوادث والشواهد أن ما يحدث من اوضاع مأساوية هو بتخطيط وتدبير قوة الشر وبمساعدة حزب الاصلاح، بدعم من دول معادية لقضية الجنوب، حتى لا يُسلم الوادي لقوات النخبة، يعيشون وهم أنهم يمتلكون قوات المنطقة الأولى، هذه القوة المتمردة، التي تتغذى على تقطع الطرقات ونهب الممتلكات وتدمير الاستقرار ليس إلا وهو ما أثبتته الهبة الحضرمية الثانية.
رأي في قضية:
رصد “درع الجنوب” آراء لشخصيات عسكرية ومدنية حضرمية وجنوبية تدعم خروج قوات المنطقة الاولى وإعلان حضرموت منطقة عسكرية واحدة ، وتنفيذ توجيهات الرئيس عبدربه منصور بالتجنيد لأبناء وادي حضرموت ، ويطالب أبناء حضرموت و الجنوب بضرورة إسناد مهمة تأمين حضرموت إلى قوات النخبة الحضرمية وترحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى إلى مأرب لمجابهة المليشيات الحوثية التي تسعى للسيطرة على المحافظة ، كحل نهائي ومؤكد لوقف مسلسل عمليات القتل والاغتيال بوادي حضرموت.
عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي رئيس الجمعية الوطنية اللواء ركن أحمد سعيد بن بريك كتب في تغريده : ان حضرموت الوادي تنتفض، و أن ما تشهده مدن الوادي انتفاضة ضد المحتل، وناشد بن بريك التحالف، وأيضا الدول دائمة العضوية في مجلس الامن حماية الشعب من القوى الإرهابية في مناطق الجنوب عامة وفي وادي حضرموت خاصة.
وطالب بتمكين النخبة الحضرمية لتساعد على تأمين مديريات وادي حضرموت، وأن تكون حضرموت منطقة عسكرية واحدة ساحلا وواديا تحت قيادة عسكرية موحدة.
الخبير العسكري العميد خالد النسي، يقول في إحدى تغريداته بتويتر: إن رفع درجة الاستعداد القتالي الكامل في المنطقة العسكرية الأولى، لم نشاهده ضد الحوثي منذ سبع سنوات، بل عندما خرج أبناء حضرموت ليطالبوا بحقوقهم أرادوا قمعهم.
وأكد أن هذه المنطقة خطر على حضرموت والجنوب بشكل عام، مؤكدا أن مهمتها دعم الفوضى والإرهاب وقمع الأصوات الحرة.
وأضاف إن قوات الإخوان تحركت بعشرات الآلاف من المقاتلين مع كامل إمكانياتهم العسكرية من سيئون ومأرب وشبوة، عندما أرادوا اقتحام عدن، واليوم يزعمون بأن ليس لديهم إمكانيات لمواجهة الحوثيين وتحرير الشمال.
وأوضح أن الإخوان مستعمرون الجنوب ويريدون من الجنوبيين تحرير الشمال، وهذه معادلة غير طبيعية وصعب تفسيرها.
المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي علي عبدالله الكثيري قال إن الأفعال الإجرامية المدانة لا تصدر إلا عن قوات احتلال غاشم و امتداد لسلسلة الجرائم والانتهاكات التي ظلت تلك القوات الباغية تمارسها تجاه أحرار وادي حضرموت.. وتأكيد لممارستها العنجهية والتمادي في هذه الممارسات الاحتلالية.
مؤكداً الدعم الكامل لأهل وادي حضرموت في سبيل تمكينهم من ادارة مديرياتهم وتخليصهم من إجرام هذه القوات العسكرية الغاصبة الراعية للإرهاب
عضو هيئة الرئاسة بالمجلس الانتقالي العميد أحمد محمد بامعلم في تغريدة له حول ما تشهده حضرموت من كثرة الاغتيالات والانفلاتات الأمنية أصبحت المنطقة العسكرية الأولى مشكلة أمنية في محافظة حضرموت
وأضاف لا مزيد من الوقت والانتظار حتى يقتل العديد من أبناء حضرموت ولابد من تمكين النخبة الحضرمية في وادي وصحراء حضرموت لينعم بالأمن والاستقرار
وأشار أن كل الاغتيالات مصدرها المنطقة العسكرية الأولى التي تستهدف النخبة الحضرمية وأبناء حضرموت والتي تنتشر قواتها في الوادي والصحراء لأهداف خاصة بها ونشر مسلسل الاغتيالات.
فيما أكد رئيس لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام "حرو" رئيس لجنة التصعيد للهبة الحضرمية الشيخ حسن الجابري، على الاستمرار في التصعيد حتى تحقيق المطالب ورحيل قوات المنطقة الاولى من وادي حضرموت.
واضاف الجابري في تصريحات صحفية أن "على المنطقة العسكرية الأولى أن ترحل وتمكين أبناء حضرموت لحماية سيادة الأرض.
واكد ان التصعيد لن يتوقف حتى تحقيق المطالب ورحيل قوات المنطقة الاولى من وادي حضرموت تنفيذا لاتفاق الرياض.
حملات مواقع التواصل:
الحملات الاعلامية عبرت عن مدى الاستياء الكبير والمأساوي الذي يعيشه ابناء مديريات وادي حضرموت، جراء الانفلات الامني وتسييب الاجهزة الامنية من قوات المنطقة العسكرية الاولى في حماية المواطنين وتهاون اعمالهم مما ادى الى انهيار منظومة الامن.
ودشن نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي حملات تضامن مختلفة من المحافظات الجنوب، وتتضمن حملاتهم المطالبة ببسط قوات النخبة الحضرمية في وادي حضرموت مع خروج نهائي لقوات المنطقة الأولى.
أجمعت القوى السياسية في محافظة حضرموت وبقية محافظات الجنوب على ان الحل الوحيد لحل ازمة الانفلات الأمني بوادي حضرموت هو تسليم الملف الأمني لقوات النخبة الحضرمية وضرورة تدخلها بشكل عاجل للسيطرة على مداخل الوادي لإكمال عملية تطهير حضرموت بالكامل من الجماعات الإرهابية.
الهبة وحماية حضرموت
انطلقت الهبة الحضرمية الثانية في وجه الطغاة لكبح جماح وتعسف نقاط المنطقة العسكرية الأولى من خلال ممارسات النقاط العسكرية وابتزازها وفرض الإتاوات لتزيد من معاناة المواطن وزيادة الأسعار ووقف شلال الدم الحضرمي الذي يٌراق دون أدنى حق .
واليوم تسعى الهبة الحضرمية الثانية لفرض قوة حضرمية مع تعهدها بفتح التسجيل للمقاومة الحضرمية لحماية مصالح الحضارم حيق وضعت شرط للتفاوض ضرورة رحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى المنتهكة لكل الحرمات والتي تتعامل مع أبناء وادي وصحراء حضرموت كقوات احتلال والمطالبة بامتداد للنخبة الحضرمية المسيطرة على الساحل الذي ينعم بأمن واستقرار على كامل التراب الحضرمي.
ختام المشهد
تثبت مليونية اليوم الرغبة الحضرمية الجنوبية الجامحة من اجل تحرير الوادي من الهيمنة الاخوانية التي كشفت الاحداث الماضية خيانتهم من خلال التخادم (الإخواني-الحوثي) وعدم جدية القوات التابعة لهم بقتال مليشيات إيران وتسليم الجبهات دون مقاومة بل والفرار مخلفة للعدو ترسانة أسلحة.