[caption id="attachment_304" align="aligncenter" width="225"]
ا
لمركز الإعلامي للقوات المسلحة الجنوبية[/caption]
الموقف العام هذه المرة قد تغير كثيراً عن سيناريوهات الحروب المعتادة، فقد أعلنت حالة الحرب، وبدأت العمليات الفعلية بحملة إعلامية موجهة، وانطلقت الأقلام المقاتلة لتنفيذ مهامها
ما يدل على أن العمليات تغيرت جذرياً عما عرفناه سابقاً، ولم تعد فقط عمليات تقوم بها وحدات مقاتلة من القوات المسلحة الجنوبية، وتغيرت بذلك وسائل الحرب وأدوات تنفيذها لتأخذ شكلاً ونمطاً جديداً كلياً بتغير الزمان وتطور الإنسان واكتشافه لوسائل جديدة يدير بها حروبه ويسجل فيها انتصاراته إذ تكون خفية أحياناً ومعلنة وقوية في أحيان كثيرة لدرجة أن العدو يخسر فيها الكثير ويبذل أقصى ما يستطيع لاستعادة مواقعه ولكن بلا جدوى؛ لأن الكلمة أصبحت أسرع من الرصاصة، ومداها غير محدود، وفعالية تأثيرها أصبحت لا تقدر بمسافة وزمن، فهي تتجاوز حدود وطننا الجنوبي والإقليم لتشمل عالماً بأكمله تشكله وتصوره كيفما أراد المخططون لها بقوة مفرداتها وإرادة من يكتبها
إنها حرب الإعلام الجديدة التي يتشابه فيها كثيراً الإعلامي مع الجندي، فكلاهما في استعداد دائم لخوض المعركة: الأول متسلحاً بقلمه أو آلته والثاني متسلحاً ببندقيته وما في حكمها من سلاح، وكلاهما يضع الجنوب نصب عينيه ولا يغفل عنه أبداً، عين على عدوه والأخرى على وطنه، وإخلاص الاثنين لوطنهما لا يقدر بثمن، فالكلمة توضح وتساند وترفع المعنويات، وهي بذلك تكون العون والسند، وبدونها يكون السلاح ضعيفاً وغير فاعل حتى لو كان قوياً وحديثاً.
يعتبر الإعلام بفلسفته الواسعة وبوسائله المتطورة أقوى أدوات الاتصال العصرية، بل إن الإعلام في ظل ثورة الاتصال والمعلومات حمل معه تقنيات واسعة أدت إلى إحداث تطورات ضخمة في تكنولوجيا الاتصال، والإعلام الحربي يعد أحد الفروع المتخصصة للإعلام الشامل، بل إنه أصبح يمثل ركيزة مهمة من ركائز بناء الأمن الوطني لدولة الجنوب والوسيلة الرئيسية لإيصال نشاط ودور القوات المسلحة الجنوبية إلى الرأي العام، وهو دور يقوم على أساس التفاعل مع التحديات والتهديدات الموجهة للأمن الوطني الجنوبي من أجل تأكيد إستراتيجية الجنوب في مواجهة هذه التحديات، وذلك من خلال الإسهام في مناقشة هذه القضايا وإيجاد الحلول المناسبة لها، كما أن له رسالة مهمة في مواجهة الغزو الفكري والثقافي المعادي الذي يستهدف النيل من وحدة الجنوب.
غايات الإعلام العسكري الجنوبي:
1. غرس مبادئ العقيدة العسكرية وتأكيد قيم التضحية والبذل والعطاء في سبيل العقيدة والوطن، والتهيئة النفسية والمعنوية لتعمل على تكوين الكيان العسكري للدولة.
2. غرس روح الانتماء لهذا الوطن والحفاظ عليه، وفرض إرادة الشعب على من سواه، وتأكيد الولاء لله والوطن.
3. التصدي إعلامياً لأية هجمة إعلامية لحرب نفسية قد يكون من شأنها التأثير على الروح المعنوية وأداء القوات المسلحة الجنوبية والمواطنين بشكل عام.
4. التعريف بالموقف السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي وتطوراته من خلال شرح أبعاد الرأي العام الداخلي والخارجي وموقف القوى المختلفة سواء المؤيدة والمساندة لموقف المجلس الانتقالي الجنوبي أو المتحالفة والمؤيدة لأعدائها.
5. التوعية الوطنية من حيث إبراز التاريخ العسكري للجنوب وتاريخ معارك القوات المسلحة الجنوبية لتأكيد مفاهيم الحرية والهوية والانتماء للوطن وواجب الدفاع عنه.
6. التنسيق والإسهام مع أجهزة الإعلام الوطنية في تنشيط دور الجيش وتفعيله لخلق جيش جنوبي ذي حس وطني واعٍ ومثقف يعرف حقوقه ويؤدي واجباته، ويكون مدافعاً عن وطنه وشعبه ، والتأكيد على تقدير واحترام أبناء الشعب الجنوبي لمهام قواتهم المسلحة المسلحة الجنوبية.
7. تنمية إرادة القتال ورفع الروح المعنوية لأفراد القوات المسلحة الجنوبية للدفاع عن الوطن.
8. تغطية العمليات العسكرية في الحرب ونقل الصورة الصحيحة لانتصارات القوات المسلحة الجنوبية في جبهات الشرف والكرامة في جميع الجبهات بحيث تتصف بالموضوعية والصراحة.
الجهات المستهدفة من الإعلام العسكري الجنوبي:
تحدد القيادة العسكرية الجنوبية سياستها الإعلامية في عدد من الأهداف يسعى الإعلام العسكري إلى تحقيقها بالتنسيق مع كافة أجهزة الإعلام الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، ولتحقيق هذا الهدف يتم تحديد الجهات المستهدفة التي يوجه لها الإعلام العسكري رسالته، وهي:
1. أبناء الشعب الجنوبي في الداخل والخارج.
2. منتسبو الجيش والعاملون فيه.
3.الأجهزة المدنية التي تتعاون مع الجهات العسكرية.
خصائص الإعلام العسكري الجنوبي:
يجب أن يتميز الإعلام العسكري الجنوبي بكافة وسائله بما يلي:
أ. الموضوعية: يجب أن يتناسب دور الإعلام العسكري مع واجب وحدات الجيش الجنوبي في مختلف المهام المنوطة بها مع تقدير مستوى الحالة الأمنية التي يجب أن يتعامل بها مع الأخبار والأحداث العسكرية بحيث ينقل الأحداث بموضوعية تامة دون اللجوء إلى الإثارة وتضخيم مجريات الأحداث بما يؤثر سلباً على الحالة العامة للجنوب.
ب. دقة المعلومات: هي أحدى النقاط المهمة التي تؤثر في مصداقية الإعلام العسكري؛ لذلك يجب أن تصل تلك المعلومة إلى المتلقي بالاسم والوصف والاستخدام والتوقيت الصحيح بما يجعله متفاعلاً وواثقاً من تلك المعلومة.
ج. السرعة في إيصال المعلومة: هي إحدى أهم مزايا الإعلام العسكري المهمة، وأحد عوامل نجاحه، وتأتي أهميتها من حيث مواكبة الإعلام العالمي في نقل وتتبع الأحداث وكذلك من أجل احترام المشاهد وإيصال المعلومة إليه وقت حدوثها ومن مصدرها الحقيقي وبكل حقائقها قبل أن تشوه من خلال وسائل الإعلام المضادة.
ح. المرونة: ويستطيع الإعلام العسكري من خلالها مجابهة المتغيرات التي تحدث سواء على المستوى الوطني الجنوبي أو العربي أو العالمي.
خ. التكامل: وذلك من خلال التنسيق مع وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمرئية والمسموعة بما يحقق له دوره الوطني في إطار منظومة العمل الإعلامي للجنوب.
د. التطور: بحيث يستطيع مجاراة الأحداث داخل حدود الجنوب، ويتسم بالتفاعل الدائم واقتناء الوسائل المتطورة واستخدام النظم والأجهزة الحديثة لتحسين جودة المنتج الإعلامي.
هـ . التنوع: بحيث يؤدي رسالته من خلال برامج متنوعة تغطي الأبعاد التالية: الدينية، العلمية، الاجتماعية، الثقافية، الوطنية، الترفيهية، الرياضية.و. الأمن والوقاية: بحيث يخضع لرقابة شديدة في مراحل التخطيط والإعداد والتنفيذ، كما يخضع لتحليل المضمون وقياسات الرأي العام في كثير من الأحيان؛ وذلك لحساسية المضمون باعتباره يمس أمن الوطن والمواطن، ويمثل في كثير من الأحيان وجهة نظر المؤسسة العسكرية في الجنوب تجاه القضايا والأمور والمتغيرات الوطنية والدولية.
الأهداف الإستراتيجية الإعلامية:
ينبغي وضع إستراتيجية وطنية شاملة لمختلف فروع الإعلام في الجنوب والتأكيد من خلالها على دور الإعلام العسكري وتحديد أهداف وغايات ضمن مستويات عدة في سبيل الوصول إلى خطاب إعلامي متميز حر يسعى نحو الأفضل والعمل من خلال ذلك على الآتــــي:
1. تأكيد وحدة وتكامل العمل الإعلامي الجنوبي بكافة وسائله المسموعة والمقروءة والمرئية على مستوى الدولة، والقيام بعملية ترويج واسعة للمركز الاعلامي لإيجاد قاعدة انتشار وطنية وإقليمية وعالمية للوصول إلى أكبر عدد من المتابعين والمهتمين.
2. الإسهام في تحقيق الحوار بين فئات الشعب بما يحقق الإبداع والتواصل، وبذلك يحقق التآخي والترابط بين أبناء الشعب الجنوبي من أجل إنجاز الأهداف الوطنية عن اقتناع وبصورة مشرفة.
3. تعميق وعي المواطن الجنوبي وإثراء شخصيته وإقناعه بالقضايا المثارة التي تهدف أولاً وأخيراً إلى تحقيق أمنه والأمن الوطني للجنوب ككل، والواقع أن تحقيق ذلك لن يأتي من فراغ، ولكن من خلال تعاون كامل بين الأجهزة الأمنية المختلفة.
4. تقديم الرسالة الإعلامية بصورة تحصن المواطن ضد الغزو الفكري والإعلامي التي تقوم بها القوى المعادية للجنوب، وترسيخ الشخصية الوطنية، وتحقيق الأمن الثقافي والإعلامي الوطني في مواجهة التيارات الإعلامية الوافدة التي تهدد العادات والسلوك.
5. صياغة نظام إعلامي وطني جنوبي يكون قادراً في إبداعه وعطائه على أن يأخذ مكانه في هذا الزمن ويضمن له القدرة على مواجهة التحديات والمخاطر التي يمكن أن تواجه الجنوب في المستقبل، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الأصالة والهوية الوطنية الجنوبية وعدم إدماجها في تيار الفكر والثقافة الاخرى.
الإعلام العسكري الجنوبي:
في جنوبنا الغالي اليوم سوف يبرز المركز الاعلامي للقوات المسلحة الجنوبية كموقع رسمي للقوات الجنوبية ليتصدر المشهد الإعلامي العسكري الجنوبي، ويسعى جاهداً بأقلام محرريه بقيادة المقدم محمد النقيب الناطق الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية وعضو الجمعية الوطنية في المجلس الانتقالي الجنوبي، للإحاطة بكل جديد في عالم تقنيات الدفاع والأمن الوطني الجنوبي إلى جانب التعريف بالمؤسسة العسكرية الجنوبية محلياً وعالمياً، وذلك بالمشاركة في الملتقيات والمؤتمرات والمعارض المحلية والعالمية، وتقف إلى جانبه مجلات دورية سوف يتم تدشينها قريباً.
وتهدف كل هذه الوسائل الإعلامية الجنوبية الى تزويد الشعب والجيش الجنوبي بالمعلومات الصحيحة وإحباط نوايا الحملات المضادة التي تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية أو التأثير على التلاحم بين الشعب والجيش مع التأكيد على الولاء لله ثم الانتماء للجنوب .
كما تهدف أيضاً إلى نشر الأخبار والمعلومات الدقيقة عن الجيش التي ترتكز على الصدق مع تأكيد الموضوعية في مخاطبة الشعب الجنوبي والارتقاء بمستوى الطرح من أجل تكوين رأي صائب لدى الجماهير عن مدى كفاءة وقدرات وحدات الجيش، وفي الوقت نفسه مواجهة الإعلام المعادي.
يواجه الإعلام تحديات الاحترافية والمهنية والتخطيط الإستراتيجي والدراسات والبحوث، وهذا يعني أنه يجب التركيز على التكوين الفعال والمنهجي وكذلك التعليم المستمر والتحاور والالتقاء بين مختلف الإعلاميين، والتنسيق ما بين جهات التكوين والتدريب والمنظمات والمؤسسات المختلفة سواء أكانت مدنية أم عسكرية لخدمة الوطن والمواطن الجنوبي.