الرئيس الزُبيدي يشهد الحفل الذي أقامته الجاليات الجنوبية في الولايات المتحدة وكندا على شرف زيارته الأولى لنيويورك
شهد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مساء السبت، في مدينة نيويورك، الحفل الذي أقامته الجاليات الجنوبية في الولايات المتحدة، وكندا، على شرف زيارته الأولى للولايات المتحدة للمشاركة في الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي اختتمت أعمالها يوم الجمعة الماضي.
وألقى الرئيس القائد في الحفل الذي افتتح بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني الجنوبي، كلمة مهمة في ما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، محمد بن عبدالله الصادق الأمين
الأخوات والإخوة.. أبناء الجالية الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه لمن دواعي سروري، أن أتواجد بينكم اليوم في مدينة نيويورك مركز صنع القرار الدولي، في أول زيارة لنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
أبنائي وإخواني.. الحاضرون جمیعا
أسمحوا لي أولاً، أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لأبناء جاليتنا الجنوبية العظيمة في مدينة نيويورك، على ما أولوه لنا من حفاوة استقبال، وبذات القدر أثمن عاليا حرص من تحمّلوا مشقة السفر الطويل، للوصول إلى ولاية نيويورك من مختلف الولايات الأمريكية، لحضور هذا اللقاء، لتبادل الآراء والأفكار، ومشاركة الهموم والتطلعات عن كثب، فقد كنتم جميعا، ولازلتم أنموذجا للمواطن الجنوبي المحب لبلاده، والمرتبط بتراب وطنه في حِلّه وترحاله، فما لعبتموه من دور محوري في دعم الحركة الوطنية الجنوبية، منذ اندلاع الثورة الجنوبية التحررية، إلا دليلا على ارتباطكم الوثيق بوطنكم الأم وتربته الطاھرة، ومعايشتكم الحقيقية لمعاناة أھلكم في الداخل.
أبناء الجنوب الأحرار
إن دور أبناء الجنوب في كل مواطن الاغتراب ومنها الولايات المتحدة، بارز ومشهود في كل المراحل التي مرّت بها ثورتنا التحررية الجنوبية، واليوم يعوّل عليكم شعبكم مواصلة هذا النضال الوطني التحرري الرائد، من خلال المشاركة الواسعة بخبراتكم التي اكتسبتموها في النهوض التنموي والاقتصادي لبلدكم الجنوب وبناء مؤسسات دولته.
الأخوات والإخوة
لقد تعلمنا من التاريخ وتجارب الشعوب الأخرى التي مرّت بذات النضال والكفاح التحرري الشاق والمرير الذي نمرُّ به اليوم، إن معظم الثورات التحررية الوطنية التي شهدها العالم منتصف القرن الماضي، ما كان لانتصاراتها أن تتوج ببناء الدول، لولا إسهامات وأدوار أبنائها في المهجر.
الحاضرون جميعا
إنني في منتهى السعادة بلقائكم هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، التي انخرطتم في مجتمعها وكنتم وستظلون جزءا رئيسا من مجتمعها، وتعلمتم منها أولا وقبل كل شيء، أن عوامل نهضة الشعوب وتطورها، تقوم على قيم التعايش والتنوع والقبول بالآخر واحترام النظام والقانون والتنافس في الإبداع والابتكار الخلاق خدمة للوطن والإعلاء من شأنه ومكانته.
أبناء الجنوب الأحرار
لقد أتينا إلى نيويورك، للمشاركة في المحفل الدولي الكبير، حاملين معنا همَّ شعب وقضية أمة، نحثُّ الخطى ونواصل المسير في ذات الطريق الذي اختطته دماء الآلاف من أبناء شعبنا ممن سقطوا شهداء وجرحى على محراب الكرامة، ونحن اليوم هنا نواصل الدرب ذاته، متسلحين بإرادة الله وإرادة شعبنا الحر الجبار وعدالة قضيتنا.
أبناء جاليتنا الجنوبية الكرام
كنا ولا زلنا دعاة سلام وسنواصل دعم كل جهود السلام، السلام العادل الذي لا ينتقص من نضالات شعبنا، ويستجيب لتطلعاته، وحقه في حقيقة تقرير مصيره، ومن هذا المقام نجدد الشكر والامتنان للأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الأمارات العربية المتحدة على كل ما بذلوه ويبذلونه من جهود أخوية مخلصة لإنهاء الحرب وإحلال السلام في بلادنا، ونتطلع لأن تتكلل تلك الجهود بتحقيق سلام عادل ومستدام، سلام يبنى على الحقائق الماثلة على الأرض.
الحاضرون جميعا
لقد ناضل شعبنا في الجنوب لفترة طويلة من أجل الحصول على الضروريات الأساسية وفي مقدمتها الكهرباء، والخدمات الصحية الملائمة، كما عانا شعبنا طويلا من الإرهاب، الذي تخوض في مواجهته قواتنا المُسلحة البطلة معركة مصيرية، ولقد قدمت قواتنا في هذه المعركة عددا من خيرة الرجال، الذين كان آخرهم القائد البطل الشهيد عبداللطيف السيد، كما إني على يقين بأن العديد منكم قد فقدوا أفرادًا من عائلاتهم وأصدقاء مقربين لهم بسبب الحرب والإرهاب، لذا فإن واحدا من الأهداف التي حملناها في زيارتنا هذه إلى هذا البلد العظيم، هو التحدث نيابة عن أمهاتنا وآباءنا في الوطن الذين يسعون إلى حياة أفضل لأبنائهم وأحفادهم، ونيابة عن جنودنا الذين يضحون كل يوم من أجل الحفاظ على سلامة شعبنا وحماية بلدنا.
إخوتي وإخواني أبناء الجنوب في الولايات المتحدة
سأعود إلى وطننا الجنوب متفائلا ومتحفزا، فما تحقق لنا من خطوات مهمة خلال هذه الزيارة، يعطينا الأمل بأن القادم سيكون أفضل لشعبنا الذي مرّ بالعديد من الشدائد والصعوبات، والقمع والتنكيل على مدى العقود الثلاثة الماضية، ورغم ذلك، كانت شجاعتهم هي السمة البارزة، وتمسكهم بقضيتهم العادلة هو الأقوى.
ختاما، أتوجه بالشكر الجزيل لكل من حضر والشكر موصول لأصدقائنا الذي كانوا معنا وإلى جانبنا في هذه الزيارة، الى ان نلتقي في زيارة قادمة، أستودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأعلن الرئيس القائد بعدها إرجاء عودته إلى أرض الوطن بضعة أيام، سيخصصها للقاء أبناء الجالية الجنوبية في الولايات المتحدة وكندا، للاستماع منهم إلى مشكلاتهم وهمومهم، وقضاياهم داخل الوطن والعمل على حلها وفقا للإجراءات والنظم القانونية.
وكان الحفل، قد شهد إلقاء عدد من الكلمات، أبرزها كلمة ممثلة الإدارة العامة للشؤون الخارجية سمر أحمد، وكلمات لممثلي الجاليات الجنوبية في الولايات المتحدة، والقصائد الشعرية، التي عبرت جميعها السعادة بزيارة الرئيس الزُبيدي للولايات المتحدة، مؤكدة الوقوف خلف المجلس الانتقالي الجنوبي، حتى تحقيق كامل الأهداف التي ضحّى لأجلها شعب الجنوب وفي طليعتها استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على كامل ترابها الوطني، بحدودها المعترف بها دوليا حتى 21 مايو 1990م.