في الذكرى الـ52 لتأسيسه .... الجيش الجنوبي يستعيد أمجاده

  بمناسبة الذكرى الـ 52 لتأسيس الجيش الجنوبي العظيم الذي سطر في صفحات التاريخ مواقف مشرفة له وللأمة العربية و الأسلامية ، حيث كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في صبيحة الأول من سبتمبر عام 1971م على موعد مع الإعلان عن تأسيس الجيش الجنوبي خلال حفل افتتاح الكلية العسكرية بصلاح الدين بالعاصمة عدن.   وهي أول مؤسسة عسكرية تم بنائها وتأهيلها وتطوير قدراتها العسكرية والدفاعية و كانت النواة الأولى التي ارتكزت عليها دولة الجنوب بعد الإستقلال الأول للجنوب واصبح  الجيش الجنوبي المتكفل بمهمة تثبيت  الأمن والإستقرار لدولة الجنوب وحماية الحدود الجغرافية والحفاظ على استقرار الأوضاع داخلياً وصمام أمان الجنوب من أي عدو خارجي .   تأسيس الجيش الجنوبي ومراحل تطوره   ومع إعلان إستقلال دولة  جمهورية الجنوب العربي  في 30 من نوفمبر عام 1967م تم الإعلان عن تأسيس الجيش الجنوبي في الأول من سبتمبر 1971م كجيش رسمي، وأزداد عتاده العسكري وقدراته الدفاعية  أبان الصراع العالمي بين المعسكرين الغربي والشرقي، حيث اصبحت دولة الجنوب في العام 1981م من الدول الحليفة للاتحاد السوفييتي في معاهدة صداقة مع كل من ليبيا وأثيوبيا وعدد من الدول الصديقة وهو الأمر الذي اسهم تالياً في دعم الجيش الجنوبي بكافة انواع الأسلحة الحديثة والمتطورة وتأهيل قدراته العسكرية والقتالية  من قبل الإتحاد السوفيتي سابقاً   قدرات عسكرية ودفاعية ضاربة   كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من ضمن الدول المهابة التي تمتلك جيش مؤهل بقدراته العسكرية الضاربة والمدرب بمهارات قتالية عالية على مستوى  منطقة الشرق الأوسط ، فقد بنيت مداميكها العسكرية على أسس وطنية ونظم محكمة ، من حيث التأهيل العلمي والفني والتقني لأفرادها وقياداتها العسكرية، ومسلحة بأحدث الأسلحة وأكثرها تطوراً مقارنة بالقدرات التسليحية لمعظم الجيوش العربية، وهذا التوصيف المجرد من الزيف والمبالغة يمكن إثباته لمن لا يصدق هذه الحقيقة بالبيانات والأرقام المعتمدة من مصادرها الرئيسية والتي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن دولة الجنوب كانت تمتلك جيشاً قوياً ومؤهلاً علمياً وثقافياً، ولديه قدرات وخبرات في استخدام مختلف الأسلحة الروسية والتي كان لدول المنظومة الاشتراكية وعلى وجه الخصوص جمهوريات الاتحاد السوفيتي الاشتراكية (سابقا)، الفضل في تأهيل كوادر جيش (ج.ي.د.ش ) في أرقى الجامعات وأحدث المعاهد والأكاديميات العسكرية، كما كان للسوفيت دوراً فاعلاً ليس في التأهيل والتوجيه والدعم بالخبرات اللوجستية (السياسية والعسكرية) فحسب، وإنما بمنح وتزويد القوات المسلحة الجنوبية  بالأسلحة المتطورة والقدرات العسكرية البرية والبحرية والجوية .   الجيش الجنوبي وقدرة الردع العالية   ومنذ استقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967م وتحرير أرضه من الإحتلال البريطاني التي كانت كأقوى إمبراطورية عالمية عرفها التاريخ هيمنة ونفوذاً في العصر الحديث، وتحديداً بعد التحولات الثورية لما عرف حينها بخطوة التصحيح المجيدة في 22 يونيو 1969م ، أولى النظام السياسي لدولة الجنوب  اهتمامًا كبيراً في مسألة بناء القوات المسلحة الجنوبية وذلك على أسس وطنية وقيم إنسانية، تتحلى بالإخلاص وحب التضحية والإستعداد القتالي العالي للذود عن حياض الوطن وحماية مكتسبات الدولة الفتية.   وخلال مرحلة قصيرة جداً من عمر التجربة العسكرية ، استطاع الجيش الجنوبي أن يواجه الجيش اليمني عام 1972م في حرب غير متكافئة بشرياً وعسكرياً فاحبط أول مؤامرة عدوانية لاحتلال أرض الجنوب بل حقق نصراً كبيراً ، وأثبت لقوى الشر والعدوان في الجمهورية العربية اليمنية وحلفاءها، بأن هناك جيش نظامي ونظام سياسي قادر على حماية سيادته الوطنية، وعلى خصومه والمناوئين له أن يضعوا له ألف حساب..   بعد ذلك تسارعت وتيرة البناء والتحديث للجيش الجنوبي وتعززت مثل الانضباط والربط العسكري الواعي ، والالتزام الصارم والدقيق بالنظام والضوابط والقواعد المنصوص عليها في القوانين وفي الأنظمة العسكرية ، ليغدو في منتصف ثمانينات القرن الماضي من أكثر الجيوش العربية تأهيلاً و تسليحاً و تدريباً .   القوة البشرية والمعدات والآليات   قوام الجيش الجنوبي  80,000 - 100.000 ضابط وجندي بالإضافة إلى 60,000 من القوات الشعبية والاحتياط العام.  
  • قوام رئاسة هيئة الأركان العامة 18 دائرة بمختلف أنواعها وتخصصاتها، كليتين عسكريتين ، مدرسة متخصصة , 8 ورش مركزية للصيانة و 216 فرعية , لواء النقل العام يملك أكثر من 2500 وسيلة من وسائل النقل الخفيف والمتوسط والثقيل,  مستشفيات مركزية و 164 مركز صحي ، و 500 منشأة عسكرية صنع متكامل للذخائر والعتاد العسكري ومزرعة إنتاجية بكافة ممتلكاتها 150,00 متر مربع .
  ج- قوام الوحدات العسكرية وأسلحة القتال وتتكون من 40 لواء نظامي مشاة - ميكا - دبابات - مدفعية - صواريخ - قوى جوية ودفاع بحرية ... الخ موزعة كما يلي:-   أ) - القوى البرية وتتكون من 16 لواء مشاة ،أربعة ألوية مشاة ميكانيكية ،لواء إنزال مظلي ، ثلاثة ألوية دبابات عشر كتائب إسناد مستقلة مكونه من 550 دبابة حديثة.   ثلاثة ألوية مدفعية مكونة من 480 مدفع وراجمة صواريخ،  لواء صواريخ سكود مكون من 21 منصة إطلاق صواريخ ثابت ومتحرك ،3 ألوية للمليشيات الشعبية ،3 ألوية احتياط عام.   ب ) القوى الجوية والدفاع الجوي   3 ألوية طيران قتال بقوام 92 طائرة ميج - سوخوي 3 الوية طيران هيلوكبتر قتال نقل استطلاع بقوام 48 طائرة لواء للنقل والشحن الجوي بقوام 12 طائرة منها اثنتين عملاقة ولواء رادار.   3- ألوية دفاع جوي (فولجا- دفينا- بتشوراء- كقادرات)   عشر كتائب مستقلة   5 مطارات عسكرية   2 قواعد جوية   ج) القوى البحرية والدفاع الساحلي يتكون من 6 ألوية بحرية يدخل في قوامها 12 زورق من قاذفات الصواريخ والطوربيدات و15 دوريات خفر سواحل واستطلاع ،7 سفن إسناد و 8 سفن إنزال ونقل إضافة إلى قاعدتين بحريتين ،إضافة إلى قاعدتين بحريتين .   إعادة بناء وتأهيل الجيش الجنوبي   الجيش الجنوبي  يعيد قواه بعد أن تم تدميره اثناء احتلال الجنوب في حرب صيف عام 1994م من قبل قوى الإحتلال في الجمهورية العربية اليمنية وما اعقب تلك المرحلة من تصفية وانهاء ما تبقى من المؤسسات العسكرية وتصفية كوادرها وتسريح وملاحقة منتسبيها المنتمين للجيش الجنوبي.   وتنفس الجنوبيون الصعداء في تموز/ يوليو 2015 ، حين قامت المقاومة الجنوبية بتحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية بعد غزوها للجنوب في العام 2015م ، وكانت المقاومة الجنوبية قد اعادة تنظيم وترتيب صفوفها  بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي ، وقيادات سلفية  وقيادات من الحراك الجنوبي  بعد أن كانت قوات مقاومة جنوبية محدودة في الضالع وردفان ويافع وشبوة منذ بعد احتلال الجنوب في 7 يوليو عام 1994م حتى جاءت مرحلة توسعة قدرات المقاومة الجنوبية وتوسعة جبهاتها وانتشارها في جميع الجبهات والمحاور القتالية وهي كانت النواة الأولى لإعادة تأسيس  جيش الجنوب .   حيث سارعت القيادة العليا للمقاومة الجنوبية في فتح معسكرات التجنيد والتدريب لاستقبال كوادر الجيش الجنوبي القديم وكذلك المقاتلين من المقاومة الجنوبية في الضالع وردفان ويافع ولحج والعاصمة عدن وابين و شبوة وتم  تشكيل  وحدات من المقاومة الجنوبية تحت ظروف الحرب، لكن الشيء الملهم هو أن لدى هذه القوات إرادة عظيمة ونادرة إلى جانب أن سنوات الحرب قد أكسبتها مهارات قتالية كبيرة وحققت كثيراً من الإنتصارات، وهناك ثلاثة عوامل رئيسية إذا توفرت في أي جيش سيكون عظيماً ولا يُغلب، وهي قوة الإرادة، حب الوطن والولاء له، اكتساب المهارات القتالية، وكل هذه العوامل متوفرة في الواقع في الجيش الجنوبي والمقاومة الجنوبية، لهذا يبقى من السهل جداً بعد أن تضع الحرب أوزارها أن تجعل منها جيشاً نظامياً عظيماً خلال فترة قصيرة مثلما كان عليه جيش الجنوب السابق.   واثناء تولي الرئيس القائد عيدروس الزبيدي منصب محافظ العاصمة عدن واللواء شلال شائع مديراً لأمنها في مطلع العام 2016 تم العمل بوتيرة عالية في استعادة المؤسسات الأمنية والعسكرية وإعادة بنائها وتأهيل افرادها ورفدها بالكوادر العسكرية والأمنية المؤهلة وبناء الإجهزة الأمنية المختلفة من الأساس وفتح المعسكرات والتدريب والتأهيل بدعم من دولة الأمارات العربية المتحدة.   وفي مايو 2016، صدر مرسوم رئاسي قضى بتعيين منير اليافعي المعروف بأسم أبو اليمامة في منصب عميد قائد في اللواء الأول دعم والإسناد. وجرى أيضاً تعيين محمد علي مهدي الفضلي اللواء الثاني ونبيل المشوشي ) اللواء الثالث وحيدر الشوحطي . قائداً في اللواء الرابع. كما تم إنشاء اللواء الخامس بقيادة مختار النوبي في نوفمبر 2017م.   كما تم تشكيل ألوية العمالقة وكتائب حزم وقوات العاصفة ووحدة مكافحة الإرهاب  وألوية الصاعقة وعددها 15 لواء والنخبة الحضرمية والشبوانية وغيرها.   حيث نجحت القوات الجنوبية وتشكيلات الأمنية  الكثير من النجاحات على الأرض، وارساء دعائم الأمن والإستقرار ومكافحة العناصر الإرهابية و القضاء عليها وتجفيف منابعها ومصادر تمويلها وتحديداً في العاصمة عدن ولحج ثم  أبين وشبوة وحضرموت وتم القضاء عليها  بصورة نهائية بعد ان كان تنظيم القاعدة الإرهابي يسيطر عليها  معلناً امارات اسلامية  في كل من أبين وحضرموت بعد أن تم تسليم هذه المناطق إليه من قبل قوات الاحتلال اليمني عنوة وبتواطؤ من الشرعية المختطفة من جماعة الإخوان مستهدفة بذلك إغراق الجنوب في أنهار من الدماء والقضاء على شعبه العظيم، بحيث يتسنى لها في نهاية المطاف من السيطرة على أرض الجنوب وثرواته ولكنها منيت بهزائم نكراء".   كما إن جيش الجنوب حقق انتصارات عديدة منها تحرير محافظات الجنوب وتأمينها، وكذلك حقق انتصارات عظيمة في هزيمة مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في عمق أراضي الجمهورية العربية اليمنية، حتى وصل إلى محافظة الحديدة وإلى مديرية دمت الشمالية وتأمين الحدود وما زالت القوات الجنوبية تحقق الإنتصارات المتتالية  حتى هذه اللحظة ضد المليشيات الحوثية والإخوانية على كافة الجبهات بالإضافة الى تحقق الانتصارات ضد العناصر الإرهابية  وتأمين الحدود ومع الإستمرار  في تطهير كافة أراضي الجنوب من المهرة الى باب المندب.   القوات المسلحة الجنوبية وجهودها في مكافحة الإرهاب   منذ احتلال الجنوب في صيف 1994م سعى نظام الاحتلال اليمني الى جعل محافظات الجنوب مأوى للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة وداعش ، وقام نظام الاحتلال بتمويل تلك الجماعات واستخدامها لابتزاز الغرب والدول العربية المجاورة وافتتح لها معسكرات تجنيد في عدة محافظات شمالية بالاضافة معسكرات وادي عومران والخيالة وجنن وغيرها بمحافظة ابين وكذلك شبوة وحضرموت الوادي والتي نجحت القوات المسلحة الجنوبية مؤخراً في تحريرها وتطهيرها من العناصر الإرهابية .   لقد عانت محافظات الجنوبية من الإرهاب لسنوات طويلة ولكن بعد تحرير الجنوب وإعادة تشكيل الجيش الجنوبي ، والذي كأن له دور كبير في مكافحة الإرهاب في المنطقة.   عملية سهام الشرق   أطلقت القوات المسلحة الجنوبية في أغسطس 2022م ، عملية عسكرية واسعة سميت بعملية ( سهام الشرق) لتطهير محافظة أبين من العناصر الإرهابية وحققت نجاحات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب وإجتثاث قواعدة من عدة مناطق ووديان محافظة أبين والتي كان اخرها تطهير وديان وادي عومران والخيالة وجنن والحجله وغيرها من المناطق الواقعة على الحدود مع محافظة البيضاء اليمنية الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية التي اصبحت ملاذاً آمناً لتلك العناصر الإرهابية   أهداف سهام الشرق   كان الهدف من عملية ”سهام الشرق“  هو تطهير محافظة أبين من العناصر الإرهابية التي قام نظام الاحتلال اليمني بتصديرها وزرعها في محافظة أبين على مراحل متلاحقة كأدوات سياسية لضرب خاصرة الجنوب والجنوب بشكل عام، كما هدفت العملية الى دك اوكار ومعاقل ومعسكرات التنظيمات الإرهابية .   إنتصارات ساحقة   حققت القوات الجنوبية من خلال عملية سهام الشرق  انتصارات كبيرة وكان لتلك الإنتصارات دور كبير في إرساء دعائم الأمن والإستقرار بمحافظة أبين وتأمينها من فلول العناصر الإرهابية.   وحظيت تلك الإنتصارات باشادات واسعة محلياً ودولياً على مستوى العالم ،خصوصاً بعد ان تمكنت القوات الجنوبية من السيطرة على أكبر معسكرات تنظيم القاعدة  في وادي ” عومران” شرق مديرية مودية والذي يعد من أكبر معسكرات التنظيم في جزيرة العرب ، وكذلك السيطرة وادي جنن ووادي الخيالة، وتطهيرها من العناصر الإرهابية.   وهو ما يثبت  ذلك أن التنظيم الإرهابي المصطنع أوهن من بيت العنكبوت امام ضربات  القوات المسلحة الجنوبية التي اصبحت شريكة اساسية مع دول التحالف العربي و المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ومصادر تمويله. .