في سياق تعزيز تحالفه مع الحوثي والإخوان.. إصدار جديد لتنظيم القاعدة الإرهابي
تشير التحولات المتكررة التي يحاول تنظيم القاعدة الارهابي إبرازها على مستوى الخطاب الاعلامي واصدارته الدعائية، بحالة التخبط والضعف الذي يعيشه التنظيم، وتعبر في الوقت نفسه، عن هزيمة قاسية مُني بها في ابين وشبوة، فإصداراته الاعلامية، التي اطلقها بعد خسارته لمعاقله ومعسكراته، وإفتقاده لقدرة الحركة والمناورة وإيجاد مأوى بديل دخل شبوة وأبين.
تتجاوز عدد إصدارته طيلة سنوات سيطرته على معاقله ومعسكراته في كلا المحافظتين، وهو ما يؤكد أيضا أن التنظيم وعقب طرده و فرار قياداته وعناصره البارزة إلى محافظة البيضاء قد تأثر بالمنهجية الاعلامية الحوثية التي تلجأ الى التضخيم اثناء الضعف، ويعد ذات التأثير ضمن الظواهر الصوتية، المصاحبة لحالة التخادم السائد بينه والحوثيين.
آخر التسجيلات والاصدارات الدعائية التي اطلقها تنظيم القاعدة الارهابي امس الاثنين، جاءت مفرداته ومصطلحاته، منسجمة اكثر من اي وقت مضى، مع مفردات ومصطلحات الاطراف اليمنية المتطرفة المعادية للجنوب ودول التحالف العربي، كالمليشيات الحوثية وجماعة الاخوان، حيث عكس الخطاب والتعليق المصاحب لصور و مشاهد مرئية، قال إنها هجمات استهدفت نقاط أمنية لقواتنا المسلحة الجنوبية، وتفجيرات عن بعد بواسطة العبوات الناسفة بالإضافة إلى إسقاط قذائف من طائرات دون طيار.
أن التنظيم قد بالغ في كسب ود حلفائه، الحوثي وجماعة الاخوان، حد تقديم نفسه في ذات الاصدار بوجهين، وجه يشير من خلاله انه بات على مقربة من الانعتاق من الجهادية الارهابية العابرة للحدود في إطار تنظيمه الدولي، والتوجه الى الجهادية الارهابية البراجماتية التي تنهجها مليشيات الحوثي وجماعة الاخوان، تحت عناوين الوطنية والسيادة والوحدة ، والعدوان، والعملاء، والمرتزقة، والصهيونية، وغيرها من العناوين وتنم هذه الإشارات إلى قبول التنظيم خدمة اهداف سياسية تكتيكية اخوانية حوثية كما تكشف أن تنظيم القاعدة قد اسقط على نفسه تخوفات جماعة الاخوان حيال مستقبلها في ظل التحولات السياسية والميداية ومتغيراتها على الصعيد الداخلي والخارجي، اما الوجه الاخر فهو الإرهاب الدموي اصله وتأصيله فكرا وسلوك.
ركز إصدار تنظيم القاعدة على مصطلح الجنوب، وقال مركز سوث 24 للأخبار والدراسات، أن الاصدار المرئي الاخير لتنظيم القاعدة الارهابي ركز بشكل لافت على مصطلح "الجنوب" مشيرا أن عنصرين مجهولي الهوية هاجما المجلس الانتقالي الجنوبي ودولة الامارات العربية المتحدة واتهما أبوظبي باحتلال محافظات الجنوب وهي التهمة الزائفة التي إنظم تنظيم القاعدة الى تسويقها وإستخدامها ضمن الجوقة الاعلامية الحوثية والاخوانية وفي سياق الحرب على الجنوب وعلى امل إعادة إحتلاله.
التنظيم أيضا وفي ذات الاصدار الدعائي المرئي، تحدث عن خسارة مني بها الحوثي والاخوان في شبوة مطلع العام الماضي، وتحديدا في عملية إعصار الجنوب، ليؤكد في مدلول حديثه، انه هو الاخر كان الخاسر الثالث، حيث بدأ حديثه في هذا الجانب، من حيث يبدأ اعلام حزب الاصلاح الاخواني عن النصر الذي حققته القوات المسلحة الجنوبية بشبوة، تحدث عن ضعف "الشرعية" التي قال إنَّها سلّمت شبوة للمجلس الانتقالي وُهزمت بسرعة هناك.
وقال أحد المتحدثين في ذات الإصدار المرئي "هذه الشرعية الضعيفة لا تُمثّل رجال اليمن" ويفهم منه، ان الشرعية التي تمثل "رجال اليمن " هي تلك التي وفرت له الملاذ الامن، و مكنت الحوثي من السيطرة على مديريات بيحان ، او انها الحوثي ذاته الذي ينفي على الشرعية شرعيتها بذات القول.