الحوثي يواصل المهمة .. ترتيب صفوف تنظيم القاعدة ومعالجة ازمة التجنيد
بات للحديث عن العلاقة بين تنظيم القاعدة الارهابي والمليشيات الحوثية حقيقة مطلقة لا تقبل الجدل ، كحقيقة علاقة تلك المليشيات بإيران ، الجدل ومقاربات الاجابة تدور حول المستفيد من هذه العلاقة وصفقاتها ؛ تنظيم القاعدة ام الحوثي !
قياساً على خدمة تبادل عناصر القوة الى نقاط ضعف كلا منهما لا سيما في الحرب على الجنوب التي يشنها التنظيمين الإرهابيين، رشحت ترجيحات طفيفة ظرفية لصالح الحوثيين وتحديداً في اشغال القوات المسلحة بحرب اخرى ضد العناصر الإرهابية ، غير ان هذه الترجيحات اضمحلت إثر عمليات أمنية وعسكرية نفذتها القوات المسلحة الجنوبية طهرت المدن الرئيسية من الخلايا الإرهابية وصولاً الى المناطق النائية التي كانت تتواجد في اكبر معسكرات ومعاقل تنظيم القاعدة على مستوى الجزيرة العربية كوادي ”عومران والخيالة “ بمحافظة ابين واودية اخرى بشبوة وحضرموت الساحل، ويمكن القول إن التنظيم قد دفع ثمن العمل بالوكالة لصالح الحوثي بالجنوب ابهض الاثمان وذلك بمصرع العشرات من عناصره وقياداته الميدانية وفقدانه كل ما بناه طيلة ربع قرن من تصديره الى الجنوب .
من جانب آخر ذات الصلة بمكتسبات تنظيم القاعدة من علاقته بالمليشيات الحوثية، بدئاً بإطلاق سرح عناصرها منها العناصر القيادية التي القي عليها القبض واعتقالها في سجون صنعاء قبل سيطرة المليشيات على مركز وعاصمة السلطة اليمنية ، فيبدو ان تلك الصفقات قد لبت حاجة ملحة بالنسبة للتنظيم لا سيما بعد مقتل اهم عناصره وقياداته الميدانية على يد القوات المسلحة الجنوبية وبدعم من دول التحالف العربي وتحديداً دولة الامارات العربية المتحدة .
خلال السنوات الماضية ، إستعاد التنظيم معظم عناصره التي كانت تقبع في سجون صنعاء وتقدر بالمئات ، ونجح فعلا في تعزيز صفوفه وتجاوز ازمة التجنيد نظرا لرفض جذب عناصر جديدة ، تشير التقارير انه لم يبقى في سجون صنعاء سوى عناصر اقل مما يطالب بها ، كما ان بقاءها يوفر للحوثي غطاء يحول دون إنكشاف صفقاته مع تنظيم القاعدة امام المجتمع الدولي .
تمثلت اول خطوات الفعل الارهابي المشترك بين تنظيم القاعدة والحوثيين ، في مخطط ان تسيطر القاعدة على مدن الجنوب ، كما حدث في مدينة المكلا حاضرة حضرموت وابين ومناطق في شبوة ، وصولاً الى محافظة لحج وحتى العاصمة عدن ، فيما الحوثي ومليشياته تركض خلف التنظيم ورايته السوداء ليكسب السيطرة على الارض ويظهر امام العالم انه يكافح الإرهاب، لكن إفشال هذا المخطط من قبل القوات المسلحة الجنوبية بدعم من دول التحالف العربي ، قد اناب العالم في إرساء حقيقة أن الارهاب لا يكافح الارهاب وكشف الستار عن سيناريوا آخر من العلاقة الحوثية القاعدية الإرهابية ، وعبر عنها الحوثي وما يزال في اعلامه وخطابته وكذلك الاعلام الدعائى لتنظيم القاعدة وسبق وان تناولناها في قراءة عن جذور ذات العلاقة من طهران الى صنعاء .
السيناريو الجديد هو تسليح تنظيم القاعدة الإرهابي من قبل الحوثي ، بعد ان اثبتت الوقائع في مسرح عمليات الحرب على الارهاب التي تخوضها قواتنتا المسلحة فشل سيناريو اعادة ترتيب صفوف التنظيم من خلال اطلاق سراح كبار عناصره والتي كان يراهن عليهم في الحفاظ على معاقله ووجوده في الجنوب .
تنظيم القاعدة كشف في اعلامه الدعائي مؤخراً، انه نفذ عملية ارهابية بطائرة مسيرة على قوات دفاع شبوة، ما يعني ان بيده تقنية هجومية حوثية إيرانية عابرة للحدود ولم يسبق لاي فرع من فروع التنظيمات الارهابية في العالم إقتناؤها ، ولولا ان المجتمع الدولي يتعامل مع الارهاب بإنتقائية ، لما تجرأت ايران في تزويد ذراعها الارهابي الحوثي بالطائرات المسيرة ومنه الى تنظيم القاعدة.
حاول الحوثي من خلال اعلامه وإعلام اطراف يمنية مساعدة من إعطاء كثير من عمليات اطلاق سراح العناصر الارهابية، إخراجاً جريئاً ووقحاً ، كإعلانها صفقات تبادل اسرى مع اطراف متورطة في تاريخها وحاضرها في العلاقة مع التنظيمات الارهابية التي جرى تصديرها الى الجنوب، فيما عمليات اخرى تتم ويبدو انه ، ليس لأي من الطرفين مصلحة في الإعلان عنها، منها اطلاق سراح عناصر ارهابية بعدد 252 وكان ذلك عقب سيطرة المليشيات الحوثية على صنعاء، وتلتها العديد من العمليات.
جرت وقائع إحداها ، غداة إعلان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي أمام قمة ميونيخ للأمن، امتلاك حكومته أدلة عن تخادم الميليشيا الحوثية مع التنظيمات الإرهابية وقوله ان من بين العناصر الارهابية التي افرجت عنهم المليشيات الحوثية " عناصر ضالعة بتفجير البارجة الأميركية "يو. إس. إس كول "بميناء عدن في أكتوبر 2000" ونفذو عدة عمليات إرهابية ولقو مصرعهم مؤخراً على يد وحدة مكافحة الإرهاب بمحافظة الضالع بعد تسلل هذه العناصر الارهابية المطلوبة دولياً من محافظة البيضاء الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي .