من مايو 1990 وحتى اليوم .. الإرهاب يمني وحدوي بإمتياز
جاء هذا اليوم المشؤوم 22 مايو ليؤكد ان الوحدة المقبورة لم يبقَ في الجنوب منها شيئ عدا بقايا فلول إرهابها ، اما بنيته التحتية التي شيدتها على مدى ربع قرن كالمعسكرات والمعاقل فقد دكتها ودمرتها قواتنا المسلحة الجنوبية في حرب وجود ومصير لا هوادة فيها.
جاء ليربط بين ماضيه وحاضره ؛ بين العمليات الإرهابية القاعدية والحوثية التي تستهدف الجنوب وقواته المسلحة وتلك التي استهدفت فقط قادة الجنوب وكوادره بصنعاء عقب اعلان الوحدة المشؤومة.
لنعود قليلاً الى ما قبل وقوع الجنوب في فخ ذات اليوم الاسود، سنجد ان قوى صنعاء ظلت تتلكأ من " الوحدة " مع جمهورية اليمن الديموقراطية " ”الجنوب العربي تاريخياً " لكنها إندفعت بخبث وخسة، وتحديداً بعد ان انجزت اهم مقومات مؤامرتها على الجنوب ، وهي وضع مخطط تصدير الإرهاب الى الجنوب ، وضمان تنفيذ مخطط آخر شل قدرات جيش الجنوب وقوته الدفاعية من خلال تشتيته خارج مسرحه العملياتي الوطني ، تلا ذلك وبعد التوقبع على" الوحدة المقبورة" اكبر عملية تفويج وتسليح للعناصر الإرهابية والمتطرفة من وسط اسيا ومنطقة القوقاز " افغانستان والشيشان " ثم تغذية نهمها الدموي بفتوى تكفيرية للحرب على الجنوب وإحتلاله ضمن القوات والمليشيات اليمنية .
ثم واصلت الوحدة التي ماتت بسعارها الدموي، تأسيس مقومات بقائها في الجنوب بالدم والموت، من خلال تنفيذ اكبر عملية بناء وإيواء للعناصر الارهابية، كانت المراحل الاولى في معسكرات مشتركة مع الجيش اليمني ، بل كان ابرز العناصر الارهابية التي تقلدت فيما بعد مناصب عليا في تنظيم القاعدة الارهابي منهم ناصر الوحيشي وقاسم الريمي من كبار ضباط تلك المعسكرات و الجيش والمخابرات اليمنية بشكل عام ، ففيها وجد التطرف البيئة الآمنة لفقس اول بويضات الارهاب بشكله المعاصر، " تنظيم القاعدة " لحاجة كانت في نفس منظومة صنعاء ومازالت ، وهي توطين الارهاب في الجنوب واسقاط الهوية الجنوبية عليه ، وكذا إبتزاز دول الجوار وعلى راسها المملكة العربية السعودية من خلال جعل اليمن مصدر تهديد لأمنها واستقرارها.
فناصر الوحيشي الذي عمل كسكرتير خاص لاسامة بن لادن وعقب هروبه من سجن الامن سياسي بصنعاء في 2006 ضمن 22 عنصراً آخر من "القاعدة" بطريقة مشبوهة، اثبتت التحقيقات وطبيعة المهام التي نفذها الوحيشي فيما بعد، انها عملية خروج واطلاق سراح ، حيث عمل على توحيد ودمج فرعي تنظيم القاعدة الارهابي في اليمن والسعودية تحت مسمى "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في عام 2009م ، حدث هذا بالتزامن مع تركيز خطاب نظام صنعاء على ترهيب دول الجوار مما يشهده الجنوب من حراك ثوري تحرري سلمي عم كل مدن الجنوب وبلغ ذروتة لم تستطع قوى صنعاء بآلة القمع والقتل كبح جماحه.
وهكذا ، دأبت قوى الاحتلال اليمني التي باتت اليوم مليشيات متنافسة على كسب ولاء تنظيم القاعدة الارهابي ، إنطلاقاً من كونها الاصل الذي تخلق منها ، على إستخدام الارهاب وتنظيماته وتوظيفه والتحكم به للحرب على الجنوب، منها الحرب الاعلامية القذرة التي تعتمد على تحريف الحقائق وإخراجها عن سياقها الفعلي بطريقة مفضوحة ينفيها الواقع ولايستسيغها المنطق .
فمنذ ذات اليوم الموؤود في مهده، بيد صنعاء نفسها، يوم 22 مايو 1990م والإرهاب سلاحاً مسلطاً على الجنوب قتل الالاف من كوادره وشبابه ، مرة ان الجنوب شوعي ،فأعلنت عليه حرب احتلال واجتياح بفتوى تكفيرية في صيف 1994 م ومرة ؛ الجنوب إرهاب وشعبه داعشي، فشنت عليه حرب إجتياح ارهابية حوثية بفتوى جهادية في 2015 م ، ورغم ذلك إستطاع الجنوب بنظالاته السلمية والعسكرية وبقواته المسلحة وضع العالم امام الصورة الحقيقية للإرهاب ، والتأكيد بما لا يقبل الشك ان الارهاب المصدر الى الجنوب يمني وحدوي بإمتياز ، ومازال يعبر عن هذا الانتماء من خلال بقايا فلوله الملاحقة وتلك التي تهنأ ببيئة آمنة لها حيث تتواجد في معسكرات القوات اليمنية ومليشياتها، وتحديداً في نطاق سيطرة المنطقة العسكرية الاولى .