قراءة في الدور والمكانة والريادة ..من حضرموت خاتمة انتصار الثورة وبداية بناء الدولة
في الماضي كانت موطن لاقدم الانبياء ومهداً لاقدم الحضارات الانسانية في المنطقة ، إنها أرض الاحقاف ماشهدته مكانتها ودورها عبر مراحل التاريخ المختلفة كموطن للحضارات لم ياتي من فراغ وإنما لتفردها وتميزها بما تمتلكه من مقومات للنهوض الحضاري، ومن ابرز هذه المقومات جغرافيتها وثرواتها الاقتصادية المتعددة والمتنوعة مصادره ونشاطاتها التجارية والصناعية والحيوانية والبحرية ، مايمتلكه سكانها من ثقافة وموروث تاريخي وحب للعلم والعمل وقدرات فكرية ابداعية وابتكارية خلاقة في مختلف المجالات .
فقد استشهروا بانهم عمالقة البحار والملاحة البحرية ورواد استخدام حركة الرياح الموسمية ورواد في صناعة السفن في مختلف اشكالها واحجامها والتي ربطت حضرموت والجنوب بشكل عام بالعالم منذو القدم تجارياً واقتصادياً وثقافياً ومعرفياً، رواد في صناعة أقدم ناطحة سحاب عرفتها البشرية حيث استوطن وسكن الحضارم القصور الشاهقة في الوقت الذي كان البشرية يسكنون الكهوف واكواخ القصب، هم أول من ابتكر صناعة شبكات الري والقنوات الزراعية والافلاج في ري الحقول والمزارع لمساحات شاسعة، لقد كان سكان حضرموت منذو ماقبل عصور التاريخ الحديث بناة دولة وحضارة ورجال حكم وادارة وعلماً وثقافة توارثوها وطوروها عبر الاجيال.
وحين اجبرتهم ظروف الحياة على الهجرة نقلوا معهم علومهم وتجاربهم وتراثهم الثقافي والاخلاقي إلى شتى اصقاع الأرض، وحيث استقروا وعاشوا ، غرسوا هذه البذور الحضارية في اوساط مجتمعاتهم الجديدة واسهموا في ازدهارها وتقدمها ونهضتها الحضارية، واليوم فأن الكثير من الشعوب لا زالت تدين لابناء حضرموت في كل ما وصلوا إليه على سبيل المثال إندونيسيا وسنغفورة وماليزيا وبعض المناطق من الفلبين والهند شرقاً وتنزانيا وجنوب افريقيا وفي مصر والمغرب العربي واقطار كثيرة غرباً علاوة على ذلك في دول الجوار ، دور الحضارم واسهاماتهم في النهوض في الحياة الاقتصادية والعمرانية والثقافية والدينية في دول الجزيرة العربية والقرن الافريقي وشرق افريقيا وغربها.. إنها باختصار أرض الاحقاف أو حضرموت عمق الجنوب ومنبع تكوينه وكينونته، حضرموت التي شكلت على الدوام أحد منارات الحضارة الانسانية المشعة على مستوى المنطقة والعالم .
وعلى ضوء ذلك ، فإن اجتماع القيادة الجنوبية اليوم في حضرموت وعلى رأسهم الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لتدشين الدورة السادسة للجمعية الوطنية بالمجلس ، في ظل تحديات جسيمة و منعطفات حاسمة يمر بها وطننا الجنوب يحمل الكثير من الدلائل والابعاد والرسائل ليس اقلها التأكيد مجدداً في دور ومكانة حضرموت الأرض والإنسان في تاريخ الجنوب، وهذا ما ركز عليه الرئيس القائد في كلمته التي القاها امس في اللقاء الموسع مع مشائخ مقادمة ووجهاء واعيان حضرموت وفي كلمته اليوم في إفتتاح اعمال الدورة السادسة للجمعية الوطنية .
كما ان ذات الحدث التاريخي الجنوبي الذي تشهده حضرموت، هو في الوقت نفسه مناسبة لإعادة إستلهام وإحياء وتجديد هذا التاريخ وهذا الدور الحضاري في الحاضر والمستقبل لحضرموت العمق الاستراتيجي للجنوب، جغرافياً وهوية وتاريخ وحضارة ، ومنطلق ثورته التحررية ومحور الصراع الوجودي بين شعب الجنوب واعدائهم، حيث وان حضرموت بالنسبة للجنوب ، كانت وستظل الحاضنة والقوة الأكبر، فهي بما تمتلكه من مؤهلات جيو سياسية واقتصادية وتاريخية وثقافية واجتماعية تتسم في رقيها الحضاري والمدني متأصل في الوعي الجمعي وفي السلوك والأخلاق والتعامل لابنائها جعل منها وبكل المعايير والحسابات قاطرة الجنوب ومحركات مسيرته النضالية المعاصرة نحو الغايات النهائية لاستعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية.
فمن حضرموت إنطلقت أول شرارة الثورة الجنوبية التحررية المعاصرة، واختط بدماء أول الشهداء من ابنائها في هذه الثورة المسار التحرري لشعب الجنوب وأهدافه ومصير ومستقبلة وفيها تتحدد اليوم أفاق المرحلة القادمة ومنها أيضاً ستكون خاتمة انتصار الثورة وبداية بناء الدولة الجنوبية المدنية الفدرالية الحديثة وهذا ما سيكون وماسيرجوة الشعب الجنوبي باذن الله تعالى.. وإناغداً لناظره قريب