الذكرى الــ 29 لإعلان فك الارتباط: انجازات ومكاسب عسكرية وسياسية جنوبية
لم تأتي ذكرى اعلان فك الارتباط هذا العام لتذكرنا فقط بالحق التاريخي لشعبنا الجنوبي في استعادة دولته، بل لتضع العالم اجمع أمام عظمة هذا الشعب ومسيرة نضاله وكفاحه وتضحياته وانتصاراته في سبيل تحقيق ذات الهدف السامي والمقدس.
يحيي شعب الجنوب الذكرى الـ 29 لاعلان فك الارتباط في 21 مايو عام 1994م مع الجمهورية العربية اليمنية بزخم له دوافع معنوية عدة أبرزها الانتصارات التحررية التي حققتها قواته المسلحة الجنوبية والتي توجت بمكاسب سياسية ودبلوماسية فارقة وعلى راسها انتزاع الاعتراف والتعاطي الاقليمي والدولي بقضية الجنوب وحق شعبه في تقرير مصيره ، عوضاً عن الانجازات التي تحققت على صعيد تعزيز لحمة الصف الجنوبي الذي تجلى بأنصع صور التلاحم من خلال اللقاء التشاوري الجنوبي ، وما تمخض عنه من مخرجات ونتائج تاريخية حددت وصاغت خارطة طريق للجنوب على طريق استعادة دولته الفيدرالية وفقاً لميثاق عمل وطني وقعت عليه كل المكونات والقوى والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني الجنوبية .
هذه الذكرى ستعم غداً فعاليات إحيائها كامل جغرافيا الجنوب وتحديداً حضرموت روح الجنوب وعمقه التاريخي والحضاري، وذلك في افتتاح أعمال الدورة السادسة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي وبحضور الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وأعضاء هيئة رئاسة المجلس.
هذه الذكرى التي جاء إعلانها من حضرموت وسيأتي ختامها من حضرموت، تتيح لنا الاحتفاء بفخر انجازاتنا والزهو بثقتنا بأنفسنا و بقيادتنا وفي الوقت نفسه تفرض علينا استحضار ملاحم وفصول الكفاح الوطني التحرري الجنوبي والتضحيات الجسام التي قدمها الشهداء الأبرار والإشادة ببطولاتهم والتعريف بإسهامات جميع شرائح شعبنا واستلهام ما تزخر به هذه الملاحم من قيم وطنية لتعزيز مسيرة الحاضر والمستقبل ، واستخلاص العبر والدروس من دلالات هذا الإرث النضالي التحرري على مدى ربع قرن ونيف، وتعظيم المكاسب الكبيرة التي حققتها قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة ، حيث وان تلك المكاسب والانتصارات ثمرة من ثمار تصميم وإصراره شعب الجنوب على جعل لحظة اعلان فك الارتباط في الـ 21 من مايو 1994 م إنطلاقة لعزائمهم الثورية نحو التحرير والاستقلال الثاني .
لقد كان لهذه الذكرى رجال شجعان حفظوا لها الاستمرارية في الفعل والنضال والمقاومة والرفض واضاءوا ببنادق كفاحهم المسلح على مدى ربع قرن دروبها وإيصالها الى هذا الضياء لتبدو اليوم وبجلاء امرا واقعا وحقيقة على الارض ، وكان من ابرز هؤلاء الرجال الباسلين الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي قاد خيار الكفاح المسلح وبنى مداميكه على أطوار عدة وفي أحلك الظروف واعقدها واستطاع مع رفاق السلاح فرض معادلة الردع والتصدي وصولاً الى انجاز مهمة التحرير من خلال المقاومة الجنوبية التي أسسها وقادها ومن ثم تشكيل القوات المسلحة الجنوبية وتنظيمها وإعدادها وتأهيل قدرات منتسبيها لتصبح على ما هي عليه اليوم درع الجنوب وحامي مكتسبات شعبه وسيادة أراضيه .