الدورة السادسة للجمعية الوطنية .. أهمية ودلالات الزمان والمكان

  تعكس الدورة السادسة للجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي  التي تعقد تحت عنوان " لتعزيز الشراكة مع القوى السياسية والمجتمعية والرموز الوطنية لاستعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة" إصرار المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه عن تجسيد مبدأ الشركة على الواقع العملي في النضال والمواجهة والاستعداد للتحديات التي ستترافق مع المرحلة الفاصلة ، وفي صناعة القرار، والشاهد ان المجلس يتعاطى بمسؤولية وإلتزام بوصفه الحامل السياسي الجنوبي والكيان الجامع لكل المكونات ، هذا الاصرار والتعاطي المسؤول والمتطور بما يتواكب مع المتغيرات انجز الجنوب منه واحدة من اهم واعظم مقومات قوته ، ووحدة صفه الداخلي ومثوله امام العالم كجبهة واحدة على هدف واحد ، وهو ما اسقط رهانات اعداء الجنوب وابطل اخطر مشاريعها العدائية .   الدورة ببعدها الزماني والمكاني وفي ظل المتغيرات والتفاعلات على الصعيدين الداخلي ، ذات اهمية بالغة ، وتكتسب مقومات نجاح،  وإمكانبة إحداث متغير جديد وربما مفصلي، يضاف الى المتغيرات التي ضاعفت من قوة المجلس الانتقالي  في فرض خيارات وتطلعات شعبنا الجنوبي وإيصالها الى قائمة  اولويات الاهتمام والتباحث الاقليمي الدولي كخيارات آمنة وضامنة لعملية سلام دائم وشامل  .   في البعد المكاني ؛ تتجلى معطيات تاريخية ومعاصرة تكتسب من خلالها الدورة القدرة على مواكبة آمال وتطلعات شعب الجنوب في إنعقادها، وفي مخرجاتها، حيث وان النجاحات التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الفترة القريية من موعد انعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية، قد نقلت امل وصيرورة  شعبنا الجنوبي في إنجاز إستحقاقاته واهدافه العليا الى ماهو قريب وعاجل .   ويلعب مكان إنعقاد الدورة - حضرموت - عاملاً محفزًا لذات الصيرورة ، إذ ان حضرموت في الفكر النضالي الجنوبي وموروثه التاريخي وامتداده الى ماهو راهن اليوم بوابة عبور الجنوب الى الاستقلال الاول وقيام دولة الجنوب في 30 نوفمبر 1967م، وهي اليوم بوابة عبور الجنوب نحو إعلان الأستقلال الثاني، وقيام دولته الفيدرالية الحديثة، هذا الاعتقاد الشعبي، الذي له شواهده في كل الاطوار التي مرت بها ثورتي الجنوب التحررية ، هو ايضا قناعة وإيمان لدى قيادتنا السياسية العليا التي اقرت انعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية في حضرموت وحرصت على حضورها ومشاركتها إفتتاح اعمال الدورة .   ان انعقاد الدورة في حضرموت ، تعني ، أيضا ، الاقتراب من اهم إستحقاقات حضرموت ، بل ورأس اولويات ابنائها وكل ابناء الجنوب، وتتمثل بتمكين ابناء حضرموت عسكرياً وامنياً وادارياً على كافة مناطق حضرموت ساحلاً ووادياً وصحراء ، كما تكتسب  الدورة وفقاً للعامل الزمني، أهمية كبرى كونها تنعقد في مرحلة شهدت عدة تطورات ونجاحات جنوبية غير مسبوقة ، حيث يتزامن انعقادها هذا، مع عملية الهيكلة لهيئات المجلس الانتقالي الجنوبي بما فيها هيئة رئاسة المجلس، وذلك لتوسيع  الشراكة الوطنية الجنوبية على ضوء الرؤى والمشاريع التي صاغها ممثلوا المكونات والقوى والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني الجنوبية، التي حققت واحد من اهم الانجازات التاريخية الجنوبية والمتمثل باللقاء التشاوري الجنوبي ومخرجاته وعلى رأسها التوقيع على ميثاق عمل وطني جنوبي ووضع خارطة طريق لمستقبل الجنوب.