الرئيس الزُبيدي في حضرموت .. حضور في التاريخ وتحضير للمستقبل
تأتي زيارة الرئيس القائد عيدورس الزبيدي لمحافظة حضرموت في شكلها الرسمي وبرنامجها ومدتها وابعادها واهميتها وخريطة فعالياتها والاستقبال الشعبي والرسمي في العاصمة المكلا وغيرها ، كإعلان عن نصر تحقق للتو للجنوب ومن حضرموت ، على اخطر المشاريع التي تستهدف حضرموت ونسيجها ووحدة صفها عوضاً عن امنها واستقرارها واثر ذلك على الجنوب بشكل عام ..
الزيارة التي تزامنت مع انعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية في حاضرة حضرموت المكلا ، وعقب اسبوع من نجاح اللقاء التشاوري الجنوبي بالعاصمة عدن ،وصدور حزمة من القرارات الرئاسية ذات الصلة بالهيكلة والاصلاحات المؤسسية التنظيمية للمجلس ، بهدف التطوير والتحديث لضمان شراكة اوسع، تجلت فيها حقيتين ، الاولى ان حضرموت بساحلها وواديها وصحرائها وهضبتها ، متشربة حد الارتواء الكامل بالوعي السياسي الوطني الجنوبي الرائد والمجابهة بجدارة لمشاريع قوى الاحتلال اليمني وعلى راسها مشروع شق الصف الحضرمي الجنوبي ، كما اثبتت حضرموت في زخم تفاعلها الجماهيري والقيادي والمجتمعي ، انها قد اعدت نفسها بمقوماتها الدائمة التي لا تزول، لان تجعل من حدث زيارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لها ، انطلاقة لمرحلة جنوبية وجهتها تحرير ما تبقى من التراب الوطني الجنوبي، والبداية بكل تأكيد من وادي وصحراء حضرموت ، وذلك بإخراج المنطقة العسكرية الاولى ومليشياتها الاخوانية وفرض السيطرة العسكرية والامنية على كامل حضرموت بقوة حضرمية وفي طليعتها النخبة الحضرمية التي اثبتت كفاءتها وقدرتها واقتدارها على تولي هذا المهام الذي هو الهدف الحتمي وعنوان الرئيس للهبة الشعبية الحضرمية وكل ابناء الجنوب .
في زيارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لحضرموت والى جانبه النائبين اللواء فرج سالمين البحسني واللواء احمد سعيد بن بريك ومحافظ المحافظة الاستاذ مبخوت بن ماضي وقيادات اخرى رفيعة المستوى سياسية وعسكرية واجتماعية وسط ترحيب واستقبال شعبي منقطع النظير ، تجددت حقيقة اخرى ، هي ما ثلة على الدوام للداخل والخارج ، مفادها ان الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وبما يمتلكه من حنكة وشجاعة ذاتية وشخصية جامعة وعبقرية قيادية وحب وولاء وتفويض شعبي، على درجة عالية من القدرة والجدارة في تحويل هذا الزخم الجنوبي وعنفوانه الجماهيري وترابط وتماسك نخبه وقياداته الى ضمانات نجاح بناء دولة جنوبية حديثة فيدرالية تصون الحقوق وتجسد الشراكة الفاعلة وفقاً لمعايير السكان والمساحة والثروة .
ومثلما هي حضرموت، رائدة النضال الجنوبي ومصدر إلهامه وتنويره، ورافده الفكري ومخزونه القيادي وتجربته المثلى في تحصين مناعة وحدة صفه رغم محاولات الخرق والتفتيت من قبل قوى الاحتلال، فإن الرئيس القائد ومن خلال الالتفاف الشعبي حوله ، اكثر الشخصيات السياسية الجنوبية في الماضي والحاضر استلهاماً لإرادة ومطالب شعب الجنوب وتطلعاته، ليس لانه عيدروس الزبيدي الذي جاء من وسط الجماهير ومن ميادين نضالهم السلمي وخنادق ومتارس كفاحهم المسلح وحسب ، بل لأنه الاكثر صدقاً ووفاءً في قيادة المشروع التحرري الجنوبي، مشروعاَ شاملاً ومتكاملاً مستوفياً شروطه وثوابته وهو الاستقلال وبناء الجنوب الجديد، الذي شرع فيه مستندا على الجماهير نفسها، وفي نضال وعمل تشاركي شمل كل المكونات والقوى الوطنية الجنوبية الحية، وكل الطيف الجنوبي .
وقد تبين ذلك بوضوح لا تخطئه العين، من خلال بناء القوات المسلحة الجنوبية من مختلف خارطة الجنوب، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي بتفويض شعبي كحامل سياسي جنوبي جامع يدافع عن قضيته ويمثلها في الداخل والخارج ، ومن خلال إتخاذ الحوار والشراكة مبدأ ومسؤولية والتزام، ومنهج وطني جنوبي سليم للإنطلاق نحو المرحلة المفصيلة والفاصلة من ذات المشروع .