من حضرموت البداية ومنها المنتهى والختام الظافر
ونحن نتحدث عن إنجازات المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال السنوات الماضية ، في المعترك الداخلي والخارجي ، فإن أهميتها الاستراتيجية لا تقاس بالأرقام والبيانات، ولكن تقاس اولاً وقبل كل شيئ بنجاحه في خلق البيئة والممهدات والمتطلبات والشروط الوطنية والإقليمية والدولية المواتية لإستكمال تحرير الجنوب وإعادة بناء دولته الجنوبية الفيدرالية .. والحديث عن هذه الانجازات يعني الحديث عن تشكل خارطة مسقبل الجنوب بكامل ملامحها ، من خلال جملة من النجاحات والتحولات الفارقة ، التي يتحرك بها الجنوب قدما تحت قيادته العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي، نحو غاياته واهدافه العليا .
هذه الخارطة يصوغها ايضاً ، أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية بدمائهم في الجبهات الحدودية وحيث يؤدون مهامهم الأمنية والعسكرية السيادية من سقطرى شرقاً الى ميون وباب المندب غرباً .
قبل اسبوع حقق المجلس الانتقالي الجنوبي، واحد من اعظم المكاسب للجنوب ، ذلك في نجاح اللقاء التشاوري الجنوبي الذي تكللت اعماله بنتائج ومخرجات رسمت خارطة مستقبل الجنوب وترجمت الحوار الجنوبي الى ميثاق شرف وطني تم التوافق عليه من قبل كافة القوى والمكونات والاحزاب الجنوبية بالعاصمة عدن، بالتزامن مع قرارات تتعلق بالتطوير والتحديث المؤسسي للمجلس الانتقالي خلال اعادة الهيكلة وبما يضن تمثيل أوسع لكافة شرائح شعبنا وقواه ومكوناته الوطنية الحية في إطار المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان وطني جامع .
تقود النجاحات والانجازات التي يحققها المجلس الانتقالي الى نجاحات أكبر وبوتيرة أسرع ، عسكرياً ما تحقق على صعيد المجابهة مع المليشيات الحوثية على الجبهات الحدودية من إنجازات وانتصارات وفرض معادلة الردع ، كان له نظير في الانجاز و بذات الاهمية ، وذلك في معركة اخرى ميدانها مكافحة الإرهاب ، معركة لها خصائصها وسماتها الدولية، لكنها وجودية مصيرية بالنسبة لشعبنا الجنوبي.
سياسياً وعلى نحو يمثل القيمة المثلى للنجاحات العسكرية والأمنية وتضحياتها ، ينتقل المجلس الانتقالي الجنوبي بخطوات تلاحمية على الصعيد الشعبي والرسمي ، من إنجاز الى آخر، فعقب نجاح اللقاء التشاوري الجنوبي بالعاصمة عدن مقروناً بحزمة قرارات أصدرها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي تؤسس لشراكة حقيقية ، يشارك فيها كل شرائح شعبنا الجنوبي في صناعة ملامح مستقبل دولة الجنوب الفيدرالية .
يمضي المجلس الانتقالي ومعه إرادة الشعب بإصطفاف غير مسبوق، الى حضرموت ، الجناح الآخر الذي يحلق به الجنوب صوب دولته ، حضرموت روح الجنوب والعقل الذي يدبر به امره ويحدد مصيره ومصير شعبه واجياله بحكمة وقوة وصلابة .
وعلى طريق مواصلة الإنجازات وصوب الهدف الاسمى ، الجنوب وبكامل ثقله الى حضرموت ، عمق كينونته ، جغرافيا وإنسان ، وتاريخ وحضارة وثورة ، مبتدأ النضال التحرري الجنوبي الشاق وذروته وساحة ختامه الظافر .