قراءة تحليلية لإنجازات اليوم على ضوء ذاكرة الامس..الجنوب ومعركته الوجودية ضد الإرهاب

  أغسطس 2019 م ،  اعيد تجميع وتنظيم فلول العناصر الارهابية ، بل وتسليحها في اكبر عملية اعادة بناء وإيواء من قبل قوى معروفة بعلاقتها التاريخية مع التنظيمات الارهابية وفي سياق الحرب على الجنوب ومحاولة كبح إرادة شعبة عسكرياً وسياسياً .   الأمن والاستقرار الذي تشهده اليوم محافظات الجنوب منها ابين وشبوة ، لن ينسينا ، هول الإرهاب الاخواني الذي حرف مسار الحرب نحو الجنوب إنطلاقاً من مأرب اكبر معاقل التنظيم وفخوذه من التنظيمات الإرهابية ، هنالك ما لا يمكن محوه من الذاكرة ، كتلك الصور والمشاهد والهتافات وزوامل - جز الرؤوس- والغنيمة والفيد، لمئات من تنظيم القاعدة وانصار الشريعة الارهابيين ، وهم يتقدمون وقتذاك صفوف ما يسمى بالجيش الوطني المسيطر عليه من قبل جماعة الاخوان ، وينتشرون وقتها ، في شوارع عتق عاصمة محافظة شبوة ، ويوثقون انفسهم بالرايات السوداء وعلم اليمن على حد سواء، يتوعدون من ابين عدن  بالويل، وخلفهم وبين اوساطهم يردد حملة الرتب في الجيش الاخواني ( الله اكبر .. خيبر خيبر يايهود) ، ما اشبه تلك المشاهد بالتي لم يوثق منها الا القيل في الاجتياح والغزو التكفيري الاول للجنوب  صيف 1994 م ، عندما راى العالم الالاف من الافغان العرب الذين تم نقلهم من افغانستان ودول القوقاز الى صنعاء لينفذوا ضمن الجيش اليمني ومليشياته فتوى الجهاد على الجنوب وشعبه .   إن إحياء ما في ذاكرتنا ، وارشفتها، منطلق لمنطق تقديرنا وتعظيمنا لما تم انجازه على الصعيد العسكري والامني ، وهو في الوقت ذاته وثيقة تاريخية تؤكد دون شك ان الإرهاب الذي تم تصديره الى الجنوب وخاضت قواتنا منذ سنوات ومازالت حرباً عليه محققة إنتصارات وإنجازات في قتل وطرد عناصره وقياداته ودك بنيته التحتية معاقل ومعسكرات، وتفكيك خلاياه في عمليات عسكرية وامنية بدئاً بحضرموت وابين وشبوة وقبل ذلك في العاصمة عدن ولحج   ، كان إرهاباً سياسياً وسلاح إحتلال، وهو صناعة سياسية منظمة تعمل منظومة صنعاء على إنتاج روافده، وتصديرها الى الجنوب ،منذ احتلال الجنوب الاول وحتى اليوم .   إرهاب تخلق منه تنظيم القاعدة وتأطر به، وله اليوم ابعاد خارجية وانعكاسات وعواقب واضرار ومخاطر تفوق ما قد يتوقع البعض على الصعيد الاقليمي والدولي توازي  تلك التي قد تصيب الداخل الوطني، ولعل هذه المعادلة تستوجب إستمرار ودوام الشراكة القائمة بين القوات المسلحة الجنوبية ودول التحالف العربي.   إرهاب له خصائصه وسماته ، ويحتل في مسمياته التنظيمية مكانة متقدمة في التقييم والتصنيف الدولي الخاص بخطر الجماعات الإرهابية على الصعيد العالمي, وهذه الخطورة لا تقتصر من خلال الأعمال والجرائم الدولية الإرهابية التي شهدها العالم وكان لتنظيم القاعدة في اليمن والجزيرة العربية  ارتباط مباشر بها من خلال التدريب والتخطيط والتمويل وحتى التنفيذ, وإيجاد حواضن ومعسكرات آمنة لها في مسميات عسكرية يمنية اخوانية ، وبالتالي فإن شروط حسم معركة الحرب عليه تتطلب التكامل على الصعيد الدولي و ان تكون  حرباً عليه، مادياً وبشرياً وفكرياً وعلى كل روافده  ومظلات إيوائه وغرف تحريكه والتحكم به، من قبل تنظيمات سياسية دينية رادِيكالية يمنية، يمثل نشاطها وفكرها البيئة التي نبتت فيه التنظيمات الإرهابية  ونمت وترعرعت ومازالت تربة جذورها الخصبة، كجامعة الاخوان المسلمين ومليشيات الحوثي .