ضمانات النجاح من جلسة الافتتاح
في افتتاح اللقاء التشاوري للمكونات السياسية الجنوبية، الذي انطلقت فعالياته صباح امس الخميس بالعاصمة عدن، تضافرت عوامل عدة وشكلت في مضامينها ودلالاتها الوطنية والسياسية والتاريخية ضمانات نجاح مسبق للقاء التشاوري الذي ستستمر اعماله الى يوم الاحد ال7 من مايو .
كانت كل هذه العوامل التي سنفصلها متساوية في الأهمية ، فالحضور الحاشد والمهيب لممثلي المكونات والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني الجنوبي، رسم بالوجوه المشاركة، شكلاً اولياً لخارطة مستقبل وطننا الجنوب الذي نسعى ومهما كلف الثمن لاستعادته وبناء دولته الفيدرالية .
إذ بدا وفي قوام المشاركين من كل الخارطة الجغرافية والمجتمعية الجنوبية، نجاح اللقاء في تمثيل الجميع، وهو بذلك عاملاً اساسياً لكسب مقومات نجاحه، وتجاوز كل المعوقات والتباينات.
كما ان الحوار بهدف تعزيز وحدة الصف الجنوبي بالنسبة للمكونات والفعاليات المشاركة، لهو إمتداداً حقيقياً لثورتهم التحررية الجنوبية التي حسمت في ميادين النضال السلمي والعسكري انتصار إرادة شعب الجنوب على كل ادوات الكبح والتتويه والتجزئة والانقسام والارهاب والترهيب ، الذي ما فتأت قوى الاحتلال اليمني اسخدامه واعادة إنتاجه.
وعوضاً على ذلك وترجيحاً لكفة نجاح اعمال اللقاء التشاوري الجنوبي بصورة مسبقة ، هنالك مقومات وعناصر اكيدة ، منها ان اللقاء كان إمتداد لحوارات وتكليلا لها ، و جاء بدعوة وبرعاية المجلس الانتقالي الجنوبي المفوض من قبل الشعب ككيان سياسي جامع لكل المكونات الجنوبية ، وكلقاء تاريخي فارق وسابقة وطنية إنطلقت من الثوابت الجنوبية التحررية وكشرط انتقال من الجدل العقيم والسجلات العبثية إلى الرزانة والرصانة ورجحان العقل لرسم خارطة مستقبل الجنوب شعباً واجيال ودولة مستقلة ونظام حكم فيدرالي منصف وعادل .
منذ لحظة دخولهم، الى قاعة الجلسة الاولى وحتى إختتامها بكلمة الرئيس القائد ، اثبت المشاركون في اللقاء التشاوري الجنوبي، ان الحوار حاجة ملحة ومصيرية .. في باحة القاعة وفي الشوارع المحيطة بها ، إتضح للعيان، ان الحوار ثقافة شاملة ومزاجاً وطنياَ جنوبياً عاماً وجاد، إذ تجلى التطلع الشعبي وزخم المتابعة عن قرب ، ما يؤكد ان للقاء معناً عظيماً في معنويات الشعب وتطلعاتهم .. لقاء تشاوري حواري جنوبي تنعقد عليه آمال وتطلعات كل الجنوبيين ، وترعاه وتدفع به قدماً، قيادتهم الثورية والسياسية العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي ، و تقرره إرادتهم من خلال مجلسهم الانتقالي ومكوناتهم ونخبهم السياسية والثقافية والاجتماعية ومنظماتهم المدنية الفاعلة وشبابهم ومختلف شرائحهم، وليس حوار أطراف أو جهات لا تلتقي على ثابت ومبدا , او مفروضاً من فئة على أخرى ولا مشروطاً أو مقيداً.
ومن جانب آخر وانطلاقاً من قاعدة، ان نجاح اي حوار وطني وتحقيق غاياته وأهدافه مرهون بمدى الإيمان به من قبل الشعب وقواه وقيادته واستيعابها لأهميته ولضرورته على الصعيد الوطني ، وكذا مرهون بمستوى المشاركة الفاعلة في دعمه وإسناده وترسيخ مفاهيمه وقيمه في الوعي المجتمعي العام، فإننا ومن قراءتنا الفاحصة لحضور هذه العوامل من عدمها ، في جلسة الافتتاح للقاء التشاوري الجنوبي صباح امس الخميس ، يمكننا القول ان هذه العوامل كانت حاضرة ومتفاعلة مع بعضها ، اعطتها كلمة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي طاقة وثقة وإصرار ، في إعتماد الحوار مبدأ ومنهجاً ووسيلة نضالية وحضارية، لتسوية التباينات وتجسيد وتعزيز وحدة الصف والتلاحم الوطني الجنوبي الشراكة والديمقراطية ، حوار بشفافية ووضوح ومصداقية وجرأة وحس وطني عال بالمسؤولية.