الرئيس الزُبيدي يدشن أعمال اللقاء التشاوري للمكونات السياسية الجنوبية
دشن الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الخميس، أعمال اللقاء التشاوري للمكونات والأحزاب السياسية الجنوبية ومنظمات المجتمع المدني، الذي يعقد في العاصمة عدن خلال فتره 4 - 7 مايو، تحت شعار " من أجل جنوب جديد يجسد تطلعات شعب الجنوب في الاستقلال واستعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة".
وتحدث الرئيس الزُبيدي خلال اللقاء بكلمة رحب في مستهلها بكافة الحاضرين من مختلف المكونات والأحزاب السياسية الجنوبية وفي مقدمتهم اللواء الركن محمود الصبيحي وزير الدفاع الاسبق، مشيرا إلى أن تدشين هذا اللقاء من عاصمة الجنوب عدن يعد عهداً جديداً من النضال الذي سيضع فيه المشاركون لبنة أخرى في مدماك تعزيز وحدة الصف الجنوبي ليؤكدوا بذلك أن الحوار وسيلة حضارية لحل القضايا وانهاء التباينات السياسية.
وأكد الرئيس الزُبيدي أن انعقاد هذه اللقاء يأتي تزامناً مع الذكرى السادسة لإعلان عدن التاريخي، يعتبر تجسيدًا واضحًا، لالتزام الجميع بما عبرت عنه الإرادة الشعبية الجنوبية في ذلك اليوم التاريخي بإنشاء كيان سياسي لإدارة شؤون الجنوب من أجل تحقيق هدف استعادة الدولة على قاعدة الجنوب لكل وبكل ابناءه.
وقدم الرئيس الزُبيدي خلال كلمته شكره وتقديره للجهود الكبيرة التي بذلها فريق الحوار الوطني الجنوبي في الداخل والخارج، من خلال الماراثون الطويل من اللقاءات والنقاشات مع مختلف المكونات الوطنية الجنوبية التي أذابت الجليد وحققت توافقات حول معظم القضايا والأطروحات، مؤكدا أن المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه انتهج الحوار والتزم به وسيستمر في ذلك من أجل خلق شراكة مع جميع القوى والمكونات السياسية للدفاع عن حقوق الشعب الجنوبي وحماية مكتسباته.
كما أكد الرئيس الزُبيدي، أن المجلس الانتقالي ومن أجل إقامة بنية مؤسسية صلبه لحمل اهداف شعبنا الجنوبي وإدارة شؤونه وتحقيق تطلعاته، عمل على تطوير وتحديث الهيكل التنظيمي والبناء المؤسسي وتوسيع هيئات المجلس وإشراك الجميع في العمل الوطني.
وأشار الرئيس الزُبيدي في كلمته إلى ما تحقق من أمن واستقرار في مختلف محافظات الجنوب جاء بفضل ثبات القوات المسلحة الجنوبية، مجدداً العهد على أنهم سيظلون محط اهتمامه ورعايته، وسيتم العمل بكل جهد وإمكانيات من أجل تطوير قدراتهم ومهاراتهم فهم سند الجنوب وسياجها المنيع.
وتطرق الرئيس الزُبيدي في كلمته إلى تطورات العملية السياسية وجهود المجتمع الدولي لوقف الحرب والبدء بتسوية شاملة، مجددا موقف المجلس الانتقالي الداعم لجهود الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمجتمع الدولي الهادفة إلى وقف الحرب وإحلال السلام، مؤكدا على أن أهم شروط انخراط المجلس في عملية الشراكة المنبثقة عن اتفاق ومشاورات الرياض هي معالجة الوضع الاقتصادي وتحسين المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية في محافظات الجنوب المحررة.
وفي ختام كلمته تمنى الرئيس الزُبيدي التوفيق والنجاح للمشاركين في اللقاء، متمنياً أن يخرج بنتائج مأموله ترتقي إلى مستوى تطلعات شعب الجنوب وتواكب تحديات الحاضر ومتطلبات المستقبل.
من جانبه القى الدكتور صالح محسن الحاج رئيس فريق الحوار الوطني الجنوبي الداخلي كلمة رحب فيها بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي وكافة الحاضرين، موضحاً بأن الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية في حياة شعبنا الجنوبي اليوم لم يكن سهلاً ولم تكن الطريق سالكة لكي نجتمع في مثل هذه اللوحة الوطنية المليئة بالدروس والانجازات.
وأشار الحاج إلى أن رؤية الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي قد وضعتنا أمام تحديات الواقع في وطننا الجنوبي من خلال اتخاذه القرار الوطني التاريخي في إطلاق الحوار الوطني الجنوبي قبل عامين مع جميع المكونات والقوى الوطنية في أرض الجنوب أو التي اضطرت للبقاء خارج الوطن، وتم إجراء العديد من اللقاءات داخليا وخارجيا ليكلل هذا باستكمال محطات الحوار التي حملها قرار الرئيس الزُبيدي في تشكيل فريقي الحوار الوطني الجنوبي الداخلي والخارجي.
وأكد الحاج بأن فريق الحوار كان حريصاً على إشراك الجميع في هذه المهمة الوطنية وبذل قصار جهده مع جميع الأطراف الجنوبية كي تكون حاضرة بقوة في هذه الأيام، وجاءت الاستجابة بعلو هامة هذا الوطن الجنوبي الكبير، حيث بلغ عدد المندوبين إلى (270) مشاركا من جميع القوى الجنوبية، مشيراً إلى أن فريق الحوار لا يزال فاتح قلبه قبل يده للجميع دون استثناء للانخراط الإيجابي مع المشروع الوطني لشعب الجنوب وبناء توافق واصطفاف جنوبي نأمل أن يكلل بالتوفيق من قبل الجميع على الميثاق الوطني الجنوبي.
واضاف الحاج قائلاً ان المهمة الوطنية الملقاة اليوم على عاتق النخب المختارة من كل القوى والمكونات السياسية والحزبية والمجتمعية الجنوبية التي تلتقي في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ نضال شعبنا الذي قدم قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين خلال سنوات الحراك الجنوبي وفي كل المنعطفات التي ألقت بثقلها وزادت من معاناة شعبنا، مشيراً إلى أن كل هذه التعقيدات جاءت لتؤسس مرحلة جديدة في مواجهة التحديات وما ستحمله استحقاقات المرحلة القادمة.
هذا وكان اللقاء الذي عقد بمشاركة واسعة من مختلف أطياف ومكونات الشعب الجنوبي السياسية في الداخل والخارج، قد استهل بآيات من الذكر الحكيم، ومن ثم النشيد الوطني الجنوبي، والوقوف دقيقة حداد لقراءة الفاتحة على ارواح شهداء الجنوب.
وفي الجلسة الثانية لليوم الأول من اللقاء التشاوري جرى توزيع الوثائق الخاصة في اللقاء التي سيتم مناقشتها، حيث تم تداول آلية إدارة هذه اللقاء خلال أيام انعقاده التي ستستمر لمدة أربعة أيام على التوالي.