الحوار... بوابة العبور العظيم الى جنوب لكل وبكل أبنائه
التجسيد الحقيقي والواقعي لوحدة الصف الجنوبي كأساس ثابت وسلاح ناجع لمواجهة التحديات الراهنة وعلى رأسها مؤامرات الإحتلال ومليشياته ، يكون اولاً وقبل كل شيئ في الإنخراط بالحوار الوطني الجنوبي الذي ظل ومنذُ ست سنوات اوسع الأبواب التي فتحها المجلس الانتقالي على جميع المكونات الوطنية الجنوبية الحية المؤمنة بالمشروع التحرري الجنوبي ، بل حرص المجلس ان يكون الحوار مبدأ ومنهجاً وباب العبور العظيم الى جنوب لكل وبكل ابنائه .
إن المرحلة الحالية والظروف الموضوعية التي يمر بها الجنوب وقضيته إن لم تكن هي الأخطر، فهي بكل تأكيد الأهم والأدق ، وهذا الامر يحتم على كل القوى الوطنية الجنوبية بمختلف توجهاتها ان تكون بوصلتها نحو تعزيز التلاحم الوطني الجنوبي
والتمسك بثوابته التحررية والاصطفاف خلف المجلس الانتقالي بوصفه الممثل الشرعي لشعب الجنوب وقضيته و الكيان الحاضن لجميع أبناء الجنوب بمختلف انتماءاتهم.
شعبنا الجنوبي بمختلف شرائحه وعلى رأسها القوات المسلحة الجنوبية ، قدم نموذجاً يحتذى به في التلاحم ووحدة الصف، فعلى مدى تسع سنوات من حرب التحرير والتصدي والصمود والتضحية ، كان ومازال أبطال قواتنا المسلحة والأمن ، مدرسة غنية دروسها ومعارفها وتجاربها وانتصاراتها وتضحياتها في التلاحم الوطني ووحدة الصف الجنوبي والتحلي باليقظة والوعي والحس والمسؤولية والثقة المطلقة بالقيادة السياسية العليا والإدراك التام بمؤامرات الاعداء ودسائسهم ، هذه المدرسة هي مصدر إلهام كل شعب الجنوب ونُخبه، وهي مثله الأعلى وضمانته الاكيدة لتحقيق تطلعاته وأهدافه وعلى رأسها إستعادة دولته الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة ، وبالتالي فإن من يرفض الحوار كحاجة ملحة ومبدأ وطني وسلاح مقاومة وصمود وتحرير وإستقلال، وكقيمة حضارية لتقريب وجهات النظر وتسوية التباينات، ويتلكأ عن تلبية دعوة المشاركة في اللقاء التشاوري الجنوبي الذي ستنطلق اعماله الخميس المقبل بالعاصمة عدن، لا حجة له ولا منطق .
إننا اليوم نقف على اعتاب مرحلة جديدة توفر متطلبات وشروط توظيف مناخاتها فرصة امام المكونات الجنوبية التي لم تقرر مصيرها ، إما البقاء كأجزاء او اللحاق للإلتصاق والتلاحم مع الكل الجنوبي العظيم في إطار الكيان السياسي الجامع" المجلس الانتقالي الجنوبي"
إن مقتضيات المرحلة وإستحقاقات الجنوب ومصالحه العليا المتمثلة بالاستقلال واستعادة وبناء دولته ، تحتم على الجميع تغليب هذه المصلحة العليا الجامعة على مصالح الذات ، وان يكون صلب إهتمامنا واعلى سلم أولوياتنا المساهمة الفاعلة في إنجاز الحوار الجنوبي وتكليل ما بذل من جهود واعمال في سبيل تهيئته ومقاربة أطرافه في الداخل والخارج ، وبالطبع فإن نجاحنا بتحقيق ذلك ، نكون قد نجحنا في إمتلاك اقوى أسلحة المواجهة مع الاحتلال وقواه ومليشياته.