إعادة الهيكلة والتطبيق الخلاق لنتائجها جسر عبور الجنوب من الثورة الى الدولة
إن القراءة الدقيقة للنشأة التأسيسية للمجلس الانتقالي الجنوبي في 4 من مايو 2017 م تضعنا أمام حقيقة مهمة، مفادها ان المجلس استطاع مواكبة التطورات والتعاطي معها ونجح في توسيع آفاقه تحت سقف القضية التي يحملها ووفقاً لرؤية مستندة إلى الثوابت الوطنية الجنوبية والتنظيمية ، وقد حتم عليه الإلتفاف الشعبي الدائم حوله والمهام التي يتولاها على الساحتين الداخلية والخارجية في الوقت الراهن والمستقبل، التحديث المستمر ، إنطلاقا من المهام الوطنية التحررية، و الإيمان العميق بالنهج الديمقراطي والشراكة.
جاء المجلس الانتقالي الجنوبي بتفويض من الشعب حاملا سياسيا لقضيته ومدافعا عنها وممثله في الداخل والخارج وكانت عناصر بنائه التنظيمي متسقة ومنبثقة، من هذه الكينونة الوطنية، الارض والشعب والوهوية والثورة والمبدأ والهدف ، بمعنى انها على نحو مختلف عما هو كائن في إرث النشوء للتنظيمات السياسية المعروفة بالاحزاب والتي في معظمها تمثل إمتداد لتوجهات نخب متنافسة على السلطة فيما المجلس الانتقالي إمتداد لثورة الجنوب التحررية وتتويج لها .
كما ان المجلس الانتقالي، هو خلاصة إرادة شعب الجنوب ونخبته القيادية ، وحامل اهداف ثورته ومؤطر بها ، وتدار دفته بأبرز القادة التاريخيين لها على الصعيدين السياسي الجماهيري والعسكري ، وتترابط تكويناته الهيكلية بصيغ مؤسسية تقترب بها اعمال التحديث والتطوير كثيرا من صيغ الدولة المؤسسية، ومن خلال عملية الهيكلة المرتقبة لهيئات ودوائر المجلس، سيقطع الجنوب المسافةالباقية، وذلك تحقيقا لنهجه بوصفه ديناميكية الجنوب المتحركة نحو مواصلة تأصيل الشراكة في النضال والشراكة في القيادة والإدارة لإستكمال إنجاز الاهداف والغايات التي ضحى في سبيلها شعب الجنوب الالاف من الشهداء والجرحى على مدى ربع قرن من النضال التحرري
وعلى ضوء ما سبق نقول ، ليست هيكلة وتنظيم القوات المسلحة والامن وحدها محور إستراتيجية التحديث والتطوير التي اقرتها قيادتنا العليا ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي ، بل ايضا هيكلة المجلس الانتقالي هي الاخرى المحور الاساس لذات الاستراتيجية ، وهي بتوصيف ادق عنوان توجه القيادة العليا وحاجة منتظرة الانجاز من قبل الشعب الجنوبي.
إن عادة هيكلة هيئات ودوائر المجلس الانتقالي، وبذات الاستراتيجية التي اعدها نخبة من الخبراء والكفاءات الجنوبية المتخصصة ، وبعد تجربة خلصت منها نجاحات معتبرة وإنجازات فارقة ، واخرى خضعت لمراجعة نقدية جادة وتقييم شامل على اسس ومعايير وطنية ، ستضمن دون شك إعادة هيكلة الجبهة الوطنية الجنوبية الواسعة بمختلف محاورها السياسية والعسكرية والدبلوماسية والاعلامية والجماهيرية ، وهي بذلك ضمان اكيد لنجاح الحوار الجنوبي الجنوبي الذي دعا إليه الرئيس القائد عيدروس الزبيدي اكثر من مرة وشكل لجنتين لإدارته في الداخل والخارج ، كما ان اعادة الهيكلة ذاتها ضرورة جنوبية اولا واخيرا، باعتبارها جسر من جسور عبور الجنوب من حالة الثورة الى الدولة.
الرئيس القائد عيدروس الزبيدي إلتقى اواخر الاسبوع الماضيي رئيس لجنة الهيكلة الاستاذ محسن عبيد واعضاء اللجنة وشدد في اللقاء على ضرورة إنجاز ما تبقى من مهام للجنة في أسرع وقت ممكن مؤكدا ان هيكلة المجلس باتت ضرورة حتمية لمواكبة تطورات المرحلة، وتطوير عمله، من خلال ضخ دماء جديدة شابة قادرة على العطاء، ، وتحديث لوائحه ووثائقه لاستيعاب المكونات السياسية الراغبة في الاندماج في إطار المجلس، باعتباره الكيان الحاضن لجميع أبناء الجنوب بمختلف انتماءاتهم.