إنطلاقا من ذكرى إبريل المشؤوم.. كيف حول شعب الجنوب ذكرى كل مأساة الى انتصار
في ظروف صعبة ومعقدة وفي ظل القبضة العسكرية والامنية الحديدية وسياسة الإرهاب والترهيب والبطش والملاحقات والتنكيل التي مارستها منظومة الاحتلال اليمني في الجنوب، تولدت لدى إرادة شعب الجنوب افكار و إبداعات ثورية تحررية إحتار أمامها نظام الاحتلال وازلامه وفقد بوقعها وتأثيرها توازنه، بل جن جنونه، حيث إستطاع شعبنا ومن خلال نخبته القيادية ورواد مسيرته النضالية التحررية، وهم في الغالب من ضباط الجيش والأمن الجنوبي، تحويل ذكرى الأحداث والنكبات التي مني بها ودفع ثمنها باهض الأثمان، وليس اغلى من ثمن العشرات الالاف من الشهداء والجرحى، جراء وقوعه في شراك (الوحدة) المقبورة الى فعاليات جنوبية، وجعل ذكرى كل مأساة والم وغبن لحق بالجنوب وشعبه الى محطة إنطلاق ثوري تحرري ونصر.
ساهمت ذات الفكرة في إثارة وإيقاد نار الزخم الثوري في كل مدن وارياف الجنوب من شرقه الى غربه، خصوصا بعد نجاح فكرة جمعية ردفان ,ومنها ذكرى 27 أبريل يوم اعلان الحرب على الجنوب التي نحييها اليوم بزهو وفخر بما أنجزته ثورتنا التحررية الجنوبية في النضال السلمي والكفاح المسلح الذي قاده وأسس مداميكه الرئيس القائد عيدروس الزبيدي منذ اول طلقة من خلال الجناح العسكري الذي قاده مرورا بالمقاومة الجنوبية التي قادها وأسسها وصولا إلى إنشاء القوات المسلحة الجنوبية والأمن التي تواصل مهامها في إستكمال تحرير الجنوب وحفظ مكتسباته وسيادته وإستعادة دولته.
كما استطاعت ثورتنا التحررية الجنوبية تحويل مناسبة 22 مايو ومناسبة 7 يوليو المشؤومتين إلى انطلاقات ثورية عارمة إذ تم تنفيذ فعالية التصالح والتسامح في 27 أبريل 2006م في زنجبار عاصمة محافظة أبين التي كانت محاطة بسياج أمني عسكري استخباراتي لكن ابنا الجنوب من مختلف المحافظات والمناطق استطاعوا وبعزيمة فولاذية صلبة وعصية على القهر والاسكات تنفيذ تلك الفعالية للتصالح والتسامح وصدر بيان سياسي عن تلك الفعالية ,,وجاءت ذكرى 22مايو وعقد ابنا الجنوب لقائهم الثالث للتصالح والتسامح في 21 مايو 2006م في الضالع في مقر التعاونية الاستهلاكية منطقة زبيد وجاءت ذكرى 7يوليو من نفس العام وعقد ابنا الجنوب اللقاء الرابع للتصالح والتسامح في محافظة شبوة منطقة العرم , واللقاء الخامس في 22 مايو2007م لقاء حضرموت في مدينة المكلا واللقاء السادس في 26 يوليو 2007م لقاء المهرة في مدينة حوف واللقاء السابع في 10 يوليو 2007م لقاء يافع لبعوس، واللقاء الثامن في 5 سبتمبر 2007 لقاء حوطة لحج.
كانت وسائل تلك الأفكار الثورية الخلاقة التي قضّت مضج ومركز نظام الاحتلال بسيطة وذات طابع سلمي، لكن صداها وتوقيتها وزخم حشودها أقوى من دوي المدفعية، نجحت في تحويل تلك المناسبات المشؤومة التي حاول الاحتلال إحيائها على امل إحباط وكسر الزخم الثوري التحرري الجنوبي وتكريس وفرض الاحتلال كأمر واقع.
يمكننا القول وبفخر وإعزاز أن ما حققه شعب الجنوب خلال تاريخه النضالي المديد وفي ميادين الحراك السلمي الجنوبي التحرري وفي عهد مجلسه الانتقالي وقواته المسلحة يعكس دينامية وطاقة متجددة وروحاً فدائية خلاقة، وحساً إبداعيا، وخبرة متراكمة في الإنطلاق والحسم وقدرة فائقة على اجتراح البدائل والخيارات والاستعصاء على الانغلاق والتقوقع.
اليوم تحل ذكرى يوم إعلان نظام الاحتلال اليمني الحرب التكفيرية الارهابية على الجنوب في صيف 1994م، وحري أن نتذكر 29 عاما من المذابح والمجازر والنهب والاستباحة للأرض والانسان الجنوبي، نتذكر فتوى الحرب والتكفير لشعب الجنوب وخطابات الجهاد الغنيمة والاغتنام التي احتشد لها تتار العصر ومعهم الالاف من الافغان العرب الذين تحولوا بعد اجتياح الجنوب واحتلاله ونهب مقدراته الى ضباط في جيش الاحتلال واجهزته الاستخباراتية ومن ثم قادة مؤسسين لتنظيم القاعدة باليمن وجزيرة العرب، نتذكر بأننا الشعب الرائد على مستوى العالم في مقاومة الإرهاب والحرب عليه، كيف لا …ومنذ 29 عاما ونحن نقاوم ونخوض حربا مصيرية ضد الإرهاب وقواه الراعية لوجوده وامداداته المادية والبشرية والفكرية وفتوى غزواته الأكثر توحشا وارهابا ودموية.. هذا الإرهاب هو في الحقيقة نظام إحتلال متعدد الرؤوس، و لا سلام إلا بطرده واستكمال تحرير الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة.