فور إنهزامها في الجنوب عسكرياً، تسلحت القوى اليمنية المعادية بسلاح الشائعات، أنشأت منابر وقنوات وصحف ومواقع ومطابخ وشبكات واسعة في وسائط التواصل الاجتماعي ، وفتحت كل فضاء بثها ونشرها للأخبار الكاذبة، على امل ان تأخذ حيزًا كبيرًا من اهتمام الجنوبيين، وتشغلهم بجدالاتها السلبية، وبما تثيره من ردود فعل غاضبة و مقلقة.
ومعروف ان لهذه القوى الإخوانية الحوثية على وجه الخصوص تاريخ اسود في صناعة وترويج الإشاعات وتزييف الحقائق تشويه الوعي وإثارة الفتن , وتؤدي دورها في الحاضر كما كانت الماضي ضمن اجندات ومشاريع اقليمية ودولية تستهدف الجنوب ، وكيان الامة وتحديداً دول الخليج العربي ومصادر مناعتها ووحدتها وأمنها واستقرارها .
في الساحة الجنوبية ، ومنذ أول المواجهات العسكرية مع المليشيات الحوثية في حرب التحرير الأخيرة وما تلاها من عمليات عسكرية ناجحة ضد الإرهاب وحواضنه العسكرية الاخوانية، شيدت الانتصارات روافع معنوية علت من خلالها إرادة وعزائم المقاتلين أبطال القوات المسلحة الجنوبية الى المستوى الفوقية عن سطح الشائعات المضادة، غير ان الجهات المعادية المنهزمة، فتحت نافورة إشاعاتها التظليلية المحبطة الى الشارع العام في جميع القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والإجتماعية ، وكان إنتشارها في الغالب عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، لتنتقل كما خطط لها وحسب دورتها، الى وسائل الإعلام المعادية الرسمية التلفزيونية والإلكترونية ، وتلك الرديفة التي أنشُئت لهذا الغرض ، وفيما بعد إلى وسائل الإعلام التي تعاملت ويتعامل البعض منها حتى اليوم دون أي تحقق وإثبات، كذلك هو الحال عند بعض الناشطين المحليين .
قنابل معنوية تبطل فاعليتها التجربة وتحري الحقيقة
الشائعات هي أخبار من مصادر غير رسمية، أو غير مثبتة، وبالتالي إطلاقها عملية سياسية، برع اعلام الحوثي والاخوان في إنتاجها وصناعتها وتوجيهها لتشويه دور دول التحالف العربي وارباك المشهد في الجنوب المحرر ، كان الغرض ومازال ان تكون تلك الإشاعات قنابل معنوية عاطفية شديدة الانفجار والتأثير في نفسية المواطن الجنوبي وثقته بقيادته العليا ، لتشكل في وقعها الى جانب ما تحدثه العبوات الناسفة الإرهابية أثراً مدمراً ومروعاً في الرأي العام الجنوبي .
غير ان ذلك الهدف لم يتحقق، ولن يتحقق طالما وان قطاع واسع من الراي العام الجنوبي إستفاد من تعاطيه مع تلك الإشاعات وبحكم التجربة ايضاً ، لتعزيز مناعته المعرفية والفكرية السياسية، وبات المواطن العادي يتعاطى مع تلك الإشاعات المضادة وحتى الملتبسة في قوالبها ومحتواها، اقرب الى خبير متفجرات ، وهنا يمكننا القول ، إن إبطال مفعول الإشاعات الموجهة والمغرضة تكون في كشف حقيقتها والتحذير منها حيث إنتشارها في وسائط التواصل الإجتماعي او في الحديث العام والتواصل المباشر.
*حتى لا ننسى*
الكل لا زال يتذكر عندما تمر ذكرى تحرير العاصمة عدن وايام المقاومة والتصدي الباسل ، كيف ضربت وسائل الإعلام الإخوانية تماهياً مع الاعلام الحوثي والعفاشي وقتذاك مواعيد سقوط النطاق الجغرافي الذي تتوثبه المقاومة الجنوبية ، كما لا ننسى تلك الأخبار الكاذبة التي إندلعت من مصادر اعلامية حوثية واخرى إيرانية مساندة تجملاً وتماهياً مع ما كينة اعلامية إخوانية قطرية في الـ 29 من أغسطس 2019 ، لن ننسى تلك الروايات الخيالية التي كانت تتفنن في بثها ونشرها امبراطوريات اعلامية تتبع تنظيم الإخوان الدولي وإيران وحوثتها ، وتسوقها للراي العام الجنوبي بصيغة العواجل على ان هذا ما يحدث في العاصمة عدن.
وكان غالبية الناس في الجنوب تبتلع تلك الروايات الهوليودية على انها الحقيقة التي تجري ، لن ننسى ان كوكبة من الإعلاميين الجنوبيين ابطلوا مفعول تلك الإشاعات، وحري بنا ان نتوجه بالشكر والامتنان لجيشنا الالكتروني الجنوبي وجنوده المجندة في الداخل والخارج.
*مرحلة الإفلاس والبدائل الفاشلة*
اليوم فقدت المطابخ الإعلامية الدعائية المضادة الكثير من إمكانيات إنتاجها ، بات الحديث الكاذب عن القوات المسلحة الجنوبية في قدراتها العالية وامكانياتها وإعدادها وجاهزيتها العالية ، غير قابل للتصديق ، بيد ان الاعلام المضاد عاد ليشتغل على السيادة الوطنية من منطلق جنوبي ، و بطريقة تلامس هاجس المواطن الجنوبي الحريص على مكتسباته الوطنية، حيث عمدت ادخنة الاعلام المضاد إشاعة اخبار هلامية رافلة بالسخف والكذب المثير للسخرية، تتحدث عن تسلم قوة غير جنوبية هذا المعسكر او ذاك بالعاصمة ، وما اشيع مؤخراً عن قاعدة العند الجوية إلا مثالاً لتلك الإشاعات ، كما ان الاعلام الدعائي المضاد الاخواني على وجه الخصوص ، زاد من وتيرة ضخه للشائعات التي يعتقد انها قد تؤثر في ثقة الشعب الجنوبي بدول التحالف العربي وتحديداً المملكة العربية السعودية الشقيقة وقواتها ، وهو إعتقاد خاطئ ومفلس وإن واصل الاخوان الاشتغال على تغذيته بالشائعات والفبركات الف عام .
إن سبر اغوار الشائعات الدعائية المضادة وتحليل مضمونها لكشف غاياتها ، يؤدي الى حقيقة مفادها ان مصدرها ،جماعة الإخوان ، ومليشيا الحوثي تعملان على ذلك وفق إستراتيجية لجملة من الاهداف التي لن تتحقق ومن ابرزها ، محاولة الحفاظ على معنويات عناصرها وذلك من خلال نشر أخبار كاذبة عن إنتصارات مزيفة، تصور انها قادرة مجدداً العودة لإحتلال الجنوب، وان بقاء الشمال تحت سلطتها نعمة تستحق ان تحمد عليه ، وان يؤمن الناس بخرافة كرامات سلطتها وحكمها بإعتباره تكليف وإختيار إلهي ، وان بطشها بالمواطن هناك وترويعه وتعذيبه تمحيص الحق من الباطل والصبر عليه عبادة.