في وجه الإرهاب .. الجنوب على خطى إستعادة الدولة كحليف استراتيجي في المنطقة
ما إن انطلقت عاصفة الحزم واعادة الأمل بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لمواجهة التمدد الفارسي في المنطقة ، الذي وجد من الشمال بيئة مناسبة لتعزيز نفوذه في الجزيرة العربية والبحر الأحمر، استطاع الجنوبيون من تحرير وتأمين جغرافيا الجنوب والدخول في شراكة مصيرية مع دول التحالف العربي لمواجهة المد الفارسي، وخطر الإرهاب الذي برز كأداة موجهة نحو الجنوب فور التحرر من المليشيات الحوثية إبان ٢٠١٥م.
الجماعات الإرهابية التي جرى الدفع بها وتصديرها الى محافظات الجنوب، سارعت في استهداف المؤسسات الجنوبية، والقيادات الجنوبية البارزة، بصورة انتقائية فاضحة، تفصح عن حجم التآمر والتخادم بين الحوثي والأخوان والجماعات الإرهابية تجاه الجنوب.
تخادم إرهابي يأتي نكاية بالجنوب بعد أن استطاع من بتر كل تطلعاتهم المرسومة لديهم ضمن المخطط الكبير في المنطقة، في ظل التدخل العسكري للتحالف العربي دعما للشرعية الذي حاول ان يفرغ أزمة معقدة بكل جوانبها، ومازال في ظل تحولات استراتيجية في الاليات المتبعة من دول التحالف في الآونة الأخير تجاه الحكومة الشرعية لإعادة ترميمها في محاولة لاحتواء ما أفرزته جماعة الإخوان من تراخي وتواطؤ وتخادم في حربها مع المليشيات الحوثية.
التحولات الأخيرة في الأزمة كان لها أثرها الإيجابي على الداخل الجنوبي الذي بات متماسكا وقويا على الأرض أكثر من أي وقت مضى في مواجهة المليشيات الحوثية والجماعات الإرهابية, ضف إلى ذلك بروزه ككيان قويا و منظما سياسيا وعسكريا وأكثر إلماما وإدراكا بأهمية المرحلة إلى جانب تنامي الوعي الجنوبي الذي بات ذاته يشكل داعما أساسيا ومقوما للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يؤكد بخطواته المتزنة أنه بات قادرا وبكل ثقة على التغلب على كل التعقيدات والتحديات سواء في المعترك المحلي والخارجي والاستفادة منها وقيادة المصير الجنوبي بصورة جدا مرنة , فيما على الجانب الآخر وفي الشمال تحديدا لاتزال المليشيا الحوثية المدعومة من إيران هي صاحبة اليد الطولى, فقط بضع المناطق التي تقع تحت قوى متنازعة ومترهلة والتي نفسها أثبتت سياسية قوى الشمال ذات الطابع المتقلب.