درع الجنوب/ تقرير خاص
توظيف شخوص الصفات الرسمية في الحكومة لخدمة مشروع الارهاب وتنظيماته امر قديم دأبت عليه قوى صنعاء منذ ان وضعت البذرة الاولى للإرهاب في الجنوب مطلع تسعينيات القرن الماضي ، المختلف هذه المرة ان الحكومة تعمل على هذا النحو من داخل العاصمة عدن.
ومقارنة بما قدمته حكومات صنعاء لجماعات التطرف والتنظيمات الارهابية على مدى ثلاثة عقود ، نجد ان الحكومة الحالية وعلى عكس ما كنا نضن ونعتقد وفقا لمقتضيات الشراكة قد تهورت في الإنحراف عن اهم المهام الملقاة على عاتقها ، إذ ليس من المتوقع ان يخرج علينا علي الصراري بذات التصريح الذي إستهدف به سهام الشرق وسهام الجنوب لولا تلقيه إشارة من معين رئيس الحكومة، فعلي الصراري هو المستشار الاعلامي للحكومة ورئيسها و يعي جيدا تبعات ما يقوله .
على قناة الغد المشرق رمت الحكومة وعلى لسان مستشارها الاعلامي والسياسي عبوة ناسفة تضاف الى العبوات الناسفة التي تستهدف ابطال قواتنا المسلحة والامن في مسرح العمليات العسكرية والامنية " سهام الشرق وسهام الجنوب"
في محاولة بائسة، اراد الصراري ومن يقف خلفه نسف التفاعل الاقليمي والدولي مع قواتنا في ذات العمليتين العسكريتين وخلط الاوراق امام المنظور الداخلي والخارجي ، إذ كان في مضمون ما قاله منحازا كليا الى التطرف والارهاب مدافعا متذاكيا عن تلك العناصر الارهابية، أعاد الى الذاكرة وقاحة وصفاقة عبدالمجيد الزنداني المدرج لدى وزارة الخزانة الامريكية ضمن قائمة اخطر الداعمين للإرهاب ، الزنداني حرض عبر الاعلام الرسمي وغير الرسمي لنظام صنعاء على كل ما من شأنه الحرب على الارهاب في اليمن ، اعلن النفير والجهاد ضد من اسماهم بالغزاة الامريكان مع بداية دخول الطائرات المسيرة التابعة للتحالف الدولي لمكافحة الارهاب في اليمن ، كما انه إعتبر عملية السيوف الذهبية عام 2012 م وعملية الفيصل في حضرموت عام 2016 م حرب عبثية ودعا الى الحوار مع عناصر القاعدة وداعش ، ويبدوا انه قد لزم الصمت امام عمليتي سهام الشرق وسهام الجنوب "ربما لأن الدور هو دور الصراري، رفيق المئات من الكوادر حزبه " الجنوبيين " الذين جرى تصفيتهم على يد الرعيل المؤسس لتنظيم القاعدة الارهابي ، ذات الرعيل الذي إستلهم من الزنداني وتنظيمه فكرة جهاد التفخيخ وجز الرؤوس وإتخاذ محافظة ابين معقلا للعناصر الارهابية المصدرة"
كان من المتوقع ان تصدر الحكومة إعتذارا عما بدر من الصراري الذي زعم ان عمليتي سهام الشرق وسهام الجنوب تندرج ضمن الحرب العبثية وتصب في خدمة المليشيات الحوثية، ولم يكد يمر يوم من تصريحه حتى اصدر تنظيم القاعدة الإرهابي إصدارا جديدا ، هدف من خلاله إثبات وجود او على الاقل قرائن تدل عن قدرته الانتقامية وذلك بالعبوات الناسفة جراء خسارته للمعاقل وكل موضع قدم دائم في ابين وشبوة ، غير ان إصدار التنظيم ومن حيث لا يحتسب كشف عن حجم هزائمه وفداحة خسائره حتى بدا تصريح الصراري اقرب الى مواساة وشد للأزر والدعوة لعدم اليأس .
ينبغي على وزراء الجنوب وعلى رأسهم الوزراء المحسوبين على المجلس الانتقالي الجنوبي مجابهة الارهاب السياسي الذي تسلل الى راس الحكومة، عليهم إلزام الحكومة بالعودة الى صوابها وإصلاح إعوجاجها بصورة معلنة تبدأ بالاعتذار عما ورد على لسان مستشار الحكومة علي الصراري ، مع تأكيدنا لهم ولشعبنا وحلفائنا في مكافحة الارهاب الاخواني والحوثي جاهزيتنا في الانتصار لإتفاق الرياض بتنفيذ ما تبقى من بنوده بخياراتنا وفقا لما تقتضيه معركتنا المصيرية الوجودية .
كما ان على عاتق التحالف العربي والتحالف الدولي لمكافحة الارهاب مسؤولية في مراقبة أداء الحكومة لا سيما في مكافحة الارهاب ومحاسبتها على تلك التصريحات التي تعتبر إنقلابا على جهود مكافحة الارهاب وتمثل ورغم ضحالتها إستهداف للوعي بخطورة الارهاب وتنظيماته وضرب للتضافر والتكامل بين المجتمع والقوات المسلحة الجنوبية في الحرب على الارهاب الفكري والمادي و تنظيماته وخلاياه ومظلاته المترافعة عليه دفاعا وتظليل .