أصدرت مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، إصدارا جديداً في الثالث من نوفمبر 2022م، حمل عنوان "الأب الروحي لـ"تنظيم القاعدة" عبدالمجيد الزنداني.. من ميادين تجنيد الأفغان العرب إلى قصر الرئاسة اليمنية"، استعرض تأريخ رجل الدين الإخواني المثير للجدل ودوره في تجنيد ما سمي بالأفغان العرب، وكيف وصل الى الرئاسة اليمنية عقب توقيع مشروع اتفاقية الوحدة الهش بين عدن وصنعاء في مايو 1990م.
وقالت المؤسسة في مقدمة الدراسة "إن البحث في نشأة تكوين التنظيمات الإرهابية في اليمن يقودنا للعودة إلى تاريخ وجذور هذه الظاهرة ككل في المنطقة والإقليم مع الإحاطة الكاملة بأهم التحولات الثني شهدتها أهم تلك التنظيمات بداية من النشأة مرورا بمختلف المراحل وصولا إلى أهم الاستراتيجيات المتبعة من قبل تلك التنظيمات".
وأكدت مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات "أن المعلوم أن معظم التنظيمات الإرهابية، هي تسمية ابتكرتها المخابرات الغربية وارتضاها الجهاديون. انبثقت فكرة التنظيم من رحم المشروع الجهادي الذي دعمته الولايات المتحدة وكان موجهاً ضد الوجود السوفييتي في أفغانستان، وكان محكوماً بمخاوف أمريكية من أن يصل الاتحاد السوفييتي السابق إلى المياه لدافئة في الخليج وينافس واشنطن في السيطرة على أهم منابع النفط في العالم، وكان هناك سبب آخر وهو رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في الانتقام من الاتحاد السوفييتي الذين أغرقوها في حرب مدمرة بفيتنام، خرجت منها خاسرة.
وقالت إن الحركة الجهادية نشأت بتدبير من أجهزة الاستخبارات الأمريكية وبإسناد من حكومات المنطقة، التي كانت في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم تقاتل حتى تتجنب خطر المد الشيوعي، كما تقاتل اليوم حتى تتجنب مخاطر تمدد الموجة الثورية التي يتهم الإسلاميون بتحريكها في المحيط العربي الكبير.
وأشارت الدراسة إلى أن تنظيم القاعدة بالنسبة لليمن هو منتج خارجي بامتياز، فهو التعبير الصارخ عن السلفية الجهادية، التي خرجت من عباءة السلفية التقليدية، وهذا الخروج تغذى من التجربة الجهادية الميدانية التي خاضها مقاتلو الجزيرة العربية في أفغانستان (الأفغان العرب)، وترافق انتشار المذهب الجهادي في المنطقة العربية واليمن، مع تنامي حركات الإخوان المسلمين، والتي وصلت إلى مرحلة التطابق تقريباً في فترة الحرب ضد الاتحاد السوفييتي، بل أن حركة الإخوان المسلمين التي كانت تقدم نفسها على أنها حركة إصلاحية دعوية، باتت جزء من الحركة الجهادية المتطرفة إبان فترة الحرب ضد الروس في أفغانستان، وكان هذا بالطبع بتشجيع من بعض الأنظمة العربية".
وأضافت "لقد كانت الحركات الاسلامية اليمنية متواجدة منذ انطلاق ثورة سبتمبر 62م ضد المملكة المتوكلية وبدعم من تنظيم الاخوان فرع مصر، وكانت مرحلة الصراع الافغاني الروسي دافعا قويا في ظهور تلك الحركات الاسلامية في اليمن للعلن ومثل اجتياح السوفييت لأفغانستان بداية ذلك الظهور فقد ادى ذلك الاجتياح لتعاطف شعبي واستغلته هذه الحركات للدعوة للجهاد في افغانستان ضد السوفييت وهو ما لقي قبول شعبي كبير حيث تم استغلال هذه الظروف لإعطاء الطابع الدولي للحركة الاسلامية اليمنية من خلال التنديد بالتدخل الروسي.
وقالت اليوم الثامن "إن معظم التنظيمات الإرهابية كان مسرح أحداثها في أفغانستان حيث اختارت الولايات المتحدة الأمريكية أواخر سبعينيات القرن المنصرم ذلك البلد ساحة لإغراق الاتحاد السوفييتي في حرب لا تمكنه من التموضع في أفغانستان ناهيك عن محاولاته الوصول إلى المياه الدافئة، وفي غضون تلك الفترة انتصرت طالبان وعاد معظم المقاتلين من البلدان العربية نشأت كثير من التنظيمات التي تتبنى هذا التيار الإسلامي المتطرف في بلدانهم متبني فكرة الجهد ضد المشركين في الوطن العربي والاسلامي والكفار في العالم وقام نشاطه بأعمال عديدة ومثيرة وتتالت الاحداث في مختلف مناطق العام بدءا في اليمن الجنوبي الذي يعد في نظرهم شوعي مشرك ومرور بمصر والجزائر ...وغيرها من البلدان".
وقالت "إن اعتماد معظم تلك التنظيمات على أداتهم الإيديولوجية والتنظيمية التعبوية بشكل ناجح في الصراع مع الإيديولوجية الماركسية التي كانت خصماً قوياً له قبل الوحدة، دخل الإسلاميون إلى جانب النظام في الصّراع المسلّح العنيف مع الجبهة عبر صيغة المعاهد الإسلامية في تلك المرحلة، علاوة على شراكتهم في منظومة إقليمية تموّلها بعض الدول العربية، وبإدارة أمريكية، وموافقة رسمية على تغذية “العمليات الجهادية” في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي “الكافر.
وقسمت الدراسة مراحل تطور التنظيمات الإرهابية الدولية في اليمن وعلاقتها بحياة الشيخ والأب الروحي لتلك التنظيمات الإرهابية، وهي كالتالي:
في المبحث الأول، عبدالمجيد الزنداني المولد والنشأة وبدايات التكوين الفكري الإخواني، التدريب والحشد للحرب الأفغانية الروسية، وفي المبحث الثالث، التحالفات بين صالح والاحمر والزنداني، وفي المبحث الرابع، الزنداني من تواربوا إلى قصر الرئاسة اليمينة، وفي المبحث الخامس، المؤامرة على مشروع الوحدة اليمنية، المبحث السادس، الحرب المقدسة على الجنوب، المبحث السابع، تهديد المصالح الدولي في اليمن، المبحث الثامن، تشكيل الحركات الإرهابية في اليمن وجزيرة العرب.
وخلصت الدراسة الى مجموعة من النتائج منها "إن الجنوب يعد من أكثر الشعوب ضحايا للتنظيمات الإرهابية فمنذ ثلاثة عقود وهو يقدم الآلاف الشهداء والجرحى والمعوقين نفسيا وفكريا وعقليا بسبب هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع الجنوبي.
وأكدت نتائج الدراسة "أن التحالف الاستراتيجي بين (علي عبدالله صالح والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وعبدالمجيد الزنداني) كان مبنيا على إفشال مشروع الوحدة وإعلان دولة إسلامية والقضاء على المد الاشتراكي والشيوعي في جنوب اليمن بحسب زعمهم".
وأشارت النتائج إلى أن أهداف صنعاء حشد المجاهدين العرب والتفاعل الكبير سياسيا بامتياز في سبيل توظيف هؤلاء المقاتلين في حربهم ضد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الجنوبية التي كانت حليفة للاتحاد السوفياتي وكانت الدولة العربية الوحيدة في شبه الجزيرة العربية تتواجد فيها قواعد عسكرية مشتركة لحماية المياه الاقليمية.
ومن ابرز ما خلصت اليه الدراسة ما تعرض الجنوب من الأزمات الاقتصادية ودمرت كثيرا من البنى التحتية والمنشئات الاقتصادية وتم نهب ثرواته ومقدراته من قبل تلك العصابات ولمدة ثلاثة عقود متتالية، والقضاء على معظم القيادات السياسية والعسكرية والقانونية والأكاديمية بغرض تجريف العقل الجنوبي النهضوي في سبيل الخروج من هذه الازمة التي يعانها شعب الجنوب.
وأكدت النتائج أن بنود الوثيقة حددت خطورة تلك التنظيمات الإرهابية التي اتخذت من صنعاء منطلقا لتهديد الامن والاستقرار لمشروع الوحدة اليمنية، فقد احتلت الاهتمام الأكبر والمرتبة الأولى في معظم القضايا المطروحة في الوثيقة فقد كانت بالنسبة لحياة شعب الجنوب وقيادته تمثل وجودهم ومستقبل حياتهم لكونهم أصبحوا في مواجهة مباشرة مع تلك العصابات الاجرامية المدعومة من النظام القبلي والسياسي اليمني".
ودعت الدراسة في توصياتها "القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي بسرعة التشريع لمكافحة الإرهاب المحلي والدولي، لكون شعب الجنوب اليوم يتعرض لحرب إجرامية يشنها تنظيمان ارهابيان دوليان هما الحوثي والاخوان وهما مصنفان عربيا ودوليا في قوائم الإرهاب الدولي".
وطالبت بمحاكمة رموز التنظيمات الإرهابية في اليمن وفقا للقانون الدولي لمكافحة الإرهاب لكوننا من أول الشعوب الموقعة على اتفاقيات مكافحة الإرهاب في محليا ودوليا، وكذا المطالبة بالتعويضات المادية والنفسية لما جرى لشعب الجنوب من عمليات إرهابية طول ثلاثة عقود حتى الحظة.
وشددت على كافة القوى الوطنية والدول العربية الى حظر كافة الأحزاب الإسلامية التي تشرع الإرهاب وتتخذ منه وسيلة لتحقيق أهداف سياسية او شخصية".. مؤكدة على أهمية توحيد الخطاب الإسلامية نحو مواجهة تلك التنظيمات الإرهابية المتطرفة والمنحرفة وتقزيمها لكون الإسلام منها براء".