كيف تختبر إيران فاعلية اخطر اسلحتها الإرهابية العابرة للحدود عبر ذراعها الحوثي

  تتواصل جهود مكافحة الإرهاب في الجنوب وتتمدد إنتصاراتها بمكاسب تتعدى البعد الوطني الى ماهو إقليمي ودولي ، في المقابل تتفاقم جرائم انتهاك حقوق الانسان في الشمال، وتكاد تكون صنعاء ورشة واسعة لصناعة المفخخات الارهابية العابرة للحدود وسجنا كبيرا للإعتقال والإخفاء القسري ، هذه الصورة تكرر نفسها كل يوم امام مرأى المجتمع الدولي والدول ذات التأثير في صناعة وهندسة القرارات الدولية و التي تقدم نفسها بأنها رائدة في مكافحة الارهاب والدفاع عن حقوق الانسان ، غير أن مواقفها لم ترقى الى ما تشاهده وتراه في ميزان هذه المعادلة التي يشكل المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته الدفاعية والامنية كفة المهام والاعباء وكل ما من شأنه حماية حق مواطنيها في الحياة الآمنة المستقرة والإطلاع بدورها الفاعل والمحوري في إطار الشراكة مع الاشقاء في التحالف العربي في تعزيز امن واستقرار المنطقة وممرات الملاحة البحرية وذلك من خلال تصديها للمشروع الايراني الحوثي الارهابي ومواصلة الحرب على الإرهاب وتنظيماته وعلى رأسها تنظيم القاعدة الارهابي الذي تصنف الولايات المتحدة الامريكية فرعه في اليمن وجزيرة العرب بأخطر فروع التنظيم على امنها القومي ومصالحها الاستراتيجية بالمنطقة والشرق الاوسط ، وتعتبره كل الدول الشريكة في الحرب الدولية على الإرهاب المخزون البشري لكل فروع التنظيم . حتى الان ، لم تبد الاطراف الدولية تفاعلا وموقفا جادا يرتقي الى مستوى الخطر الذي يشكله الحوثي ، موقفا حازما من جرائم الحرب التي عاودت مليشيات الحوثية على إرتكابها في الجنوب من خلال طائراتها الإرهابية المفخخة، موقفا يتعدى صيغ التنديد والتوصيف الذي تطور في موقف مجلس الامن الدولي مؤخرا حد وصف تصعيد المليشسات الحوثية بالعمل الإرهابي . إن معطيات القراءة الواقعية لهذا التصعيد الإرهابي الارعن تؤكد دون شك ان السلاح الحوثي لا سيما المسيرات المفخخة هو سلاح إيراني تحاول طهران تجريب واختبار فاعليته في بلدنا ودول الجوار عبر ذراعها الحوثي ، ليكون سلاحها في إستهداف خصومها خارج المنطقة العربية كأوربا ، وهذا ليس بالمستبعد فخارطة من تصنفهم طهران بالاعداء والخصوم تشمل كل دول العالم التي تحول في مواقفها دون نجاح طهران في إمتلاك السلاح النووي وترى ان اول شروط السلام في المنطقة يتمثل في كبح جماح إيران وقطع دابر مشروعها التخريبي والإرهابي الطائفي الذي عمدت على تصديره الى دول المنطقة منذ عقود وخلق جماعات طائفية إرهابية مسلحة كما هو حاصل في لبنان والعراق واليمن. يرهف المجتمع الدولي في إستماعه فقط للوضع الانساني من خلال إحاطاتات المبعوثين الدوليين وهذا امر جيد ، لكنه لن يوقف السريان التصاعدي للمأساة إذا لم يُعطى الجاني والمتسبب وهو الحوثي حقه في المساءلة والعقاب او مواجهته في تحالف وتحرك دولي كغيره من التنظيمات الإرهابية . على سلم تدرج تصعيد المليشيات الحوثية الإرهابية نحو الجنوب ومنشآته الحيوية والمصالح الدولية وامن وسلامة شريان الملاحة البحرية يطغى إيقاع الهدف الإيراني على ما دونه من الاصوات المصاحبة كتلك الاخوانية التي اطلقت له عنان التمدد في معظم محافظات الشمال وتشاركه في الحرب الجنوب .