درع الجنوب / تقرير خاص
اتفقت الجماعات الإرهابية اليمنية على اختلاف مشاربها واختلافاتها الفكرية والعقدية ”دأبها منذ عقود“ على استهداف الجنوب واستباحة دم أبنائه واستحلال ثروته ومقدراته ومصادرة هويته؛ بعناوين وشعارات وفتاوى تجاوزتها مفردات الواقع وصمود شعب الجنوب الأبي ، وهي ذات القوى التي يتعالى صراخها في كل مناسبة ومحفل تهديداً وتخويناً وتكفيراً واستنكاراً بحق كل جنوبي يفاخر بهويته الجنوبية.
غير أن جسر الزمن وتضحيات شعب الجنوب وبسالة قائده ومن خلفة رجال عهده الحق قد تجاوزهم وحبائل وإفكهم الذي يلقون ، ومن ابين وشبوة اليوم ومن وادي حضرموت و المهرة غداً سيولد فجر جديد نحن أبطاله وأصحاب الحق فيه ، ومن منابر صنعاء الى مهاوي الإرهاب في عومران وحتى مخادع وفقاسات معسكرات الإخوان بوادي حضرموت تسمع ذات الخطاب وسرديات النواح والعويل نفسها .
كبير الحوثيين يهدد بالأمس الجنوبيين ويتوعدهم بالويل من صنعاء وعناصر التفخيخ والموت المدحورة تردد ذات العبارات وإن كانوا جميعاً على يقين بأن جنوب اليوم لا يشبه البتة جنوب الأمس مفردة لقنها لهم جيشنا الجنوبي في الميدان واقعاً وبطولات .
بالأمس القريب قوى الإرهاب اليمنية ممثلة بمليشيات الحوثي والإخوان وجناهما الإرهابي تنظيمي القاعدة وداعش ترسل تهديداتهم المستمرة بإستهداف الجنوب وقواته المسلحة الجنوبية والشركات الأجنبية العاملة في الجنوب ودول التحالف العربي.
ويأتي هذا التهديد الإرهابي على لسان المدعو عبدالملك الحوثي زعيم الحركة الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران وتصريحات مماثلة لجماعة الإخوان الإرهابية ويعد تصعيداً خطيراً يتزامن ذلك مع دعوة تنظيم القاعدة الإرهابي قبل ايام لاستهداف المصالح والشركات الاجنبية في الجنوب والتي اجمعت هذه القوى الإرهابية التابعة للجمهورية العربية اليمنية على استمرار حربها على الجنوب وتهديدها بضرب الشركات النفطية والغازية في الجنوب واستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته المسلحة الجنوبية ودول التحالف العربي او اي قوات اجنبية في الجنوب حسب زعمها.
وأصدرت هذه التنظيمات الإرهابية التابعة لقوى صنعاء عدة بيانات منذ مطلع العام 2017 م توعدت فيها بإستهداف المجلس الإنتقالي الجنوبي وقيادته السياسية والأمنية والعسكرية وقواته المسلحة الجنوبية والتحالف العربي وتحديداً ”القوات الإماراتية “والعاملين في الشركات الأجنبية بالجنوب ، ونفذت هذه التنظيمات الإرهابية عمليات اغتيالات وتفجيرات بسيارات مفخخة استهدفت معسكرات ومقار أمنية وعسكرية في عدن وبقية محافظات الجنوب وادى ذلك الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى بينهم قيادات أمنية وعسكرية في القوات المسلحة الجنوبية.
تقليم مخالب داعش
وفي نهاية شهر إبريل من العام 2018 م تمكنت وحدة مكافحة الإرهاب بالعاصمة عدن من قتل أمير ولاية عدن أبين في ما يسمى بتنظيم الدولة الأسلامية (داعش) الإرهابي صالح ناصر فضل الباخشي الملقب بـ “الحديدي“ في عملية دهم ناجحة نفذتها وحدة مكافحة الإرهاب وقوات طوارئ أمن عدن استهدفت احد الأوكار الإرهابية الذي كان يتحصن فيه مع عدد من عناصر التنظيم في حي الممدارة شمال العاصمة عدن .
وبعد مقتل أمير ولاية عدن أبين والقضاء على العناصر الإرهابية بالتنظيم و تقليم مخالب تنظيم داعش من خلال استمرار عمليات المداهمات للأوكار الإرهابية التي كانت تنطلق منها العمليات الارهابية و شهدتها العاصمة عدن خلال عامي 2016 و2017م وفرار ما تبقى من عناصر التنظيم صوب محافظتي البيضاء وتعز وعملت الجهات المعادية على تحريك عناصرها الإرهابية في بقية محافظات الجنوب ابين وشبوة وحضرموت رداً على هزيمة التنظيم الارهابي في عدن ومحيطها بعد ان تلقت هذه التنظيمات الإرهابية ضربات موجعة وتجفيف منابعها
جهود مستمرة في مكافحة الإرهاب
وفي عامي 2017 و2018 نجحت القوات المسلحة الجنوبية بجهودها المستمرة في مكافحة الإرهاب ونفذت حملات أمنية من قبل قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين لمداهمة معاقل تنظيم القاعدة ، و تثبيت الأوضاع الأمنية في المحافظة التي شهدت سلسلة من العمليات الإرهابية استهدفت افراد وقيادات الحزام الأمني في مديريات المحفد ومودية وشقرة بمحافظة أبين.
كما نجحت النخبة الشبوانية من تطهير اغلب مديريات محافظة شبوة من العناصر الإرهابية التي نفذت العشرات من العمليات الإرهابية و استهدفت مقار امنية ومعسكرات ونقاط امنية تابعة للنخبة الشبوانية في مطلع العام 2018 م وعملت قوات النخبة الشبوانية على تثبيت دعائم الأمن والإستقرار في جميع مديريات ومدن المحافظة حتى شهر اغسطس 2019 م التي شهدت محافظة شبوة عودة ملحوظة لنشاط وتحركات الجماعات الإرهابية بعد مشاركتها الى جانب مليشيات الاخوان بمهاجمة قوات النخبة الشبوانية واخراجها من المحافظة التي كانت تنعم بالأمن والإستقرار اثناء سيطرة النخبة الشبوانية على مديريات المحافظة.
وتحركت الجماعات الإرهابية في أغسطس 2019م، بشكل ملحوظ في محافظتي أبين وشبوة الى جانب مليشيات الأخوان الإرهابية التي أعلنت حربها على القوات الجنوبية التابعة للمجلس الإنتقالي الجنوبي ، وبدأت بتنفيذ عمليات إرهابية، على قوات الحزام الأمني بمديرية المحفد، وبعدها بأيام أعدمت خمسة جنود من الحزام الأمني بمفرق القوز في مديرية مودية.
وخلال السنوات الماضية ، تركزت عمليات تنظيم القاعدة في محافظة أبين، على استهداف أفراد وقيادات الحزام الأمني، حيث سجلت أكثر من عشرين عملية اغتيال لأفراد وقيادات في الحزام الأمني بأبين بالإضافة الى ممارسة التقطع للعمال الاجانب العاملين في مجال الإغاثة واختطافهم الى جهة مجهولة.
تطهير وادي المسيني
في الـ18 من فبراير 2018م أعلنت قوات النخبة الحضرمية مسنودة بغطاء جوي من القوات المسلحة الإماراتية المشاركة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية إطلاق عملية “الفيصل” لاجتثاث الإرهاب وتجفيف منابعه بشكل كامل من وادي المسيني بساحل حضرموت، وتعد ثاني عملية عسكرية بعد عملية تحرير مدينة المكلا ومناطق ساحل حضرموت بعد عام من سيطرة التنظيم الإرهابي عليها.
حيث تقدمت قوات النخبة الحضرمية مسنودة بالغطاء الجوي من ثلاثة محاور حيث لجأ عناصر التنظيم الإرهابي على استخدام العربات المفخخة وزرع العبوات الناسفة ، لإعاقة تقدم الحملة العسكرية للنخبة الحضرمية؛ وأجترح أبطال النخبة أروع الملاحم ضد عناصر التنظيم وتم تكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، رغم وعورة تضاريس الوادي واتساعه والذي كان تنظيم القاعدة يستخدمه لحشد مقاتليه وتخزين أسلحته في الكهوف والجبال وفقاً لموقعه الإستراتيجي الذي يربط بين مديريتي حجر وبروم بساحل حضرموت وهو كان يشكل تهديداً لأمن المكلا والساحل الحضرمي وبعد نجاح الحملة العسكرية وتطهيره من عناصر التنظيم الإرهابي يعتبر اكبر انجاز حققته قوات النخبة الحضرمية في مجال مكافحة الإرهاب وضربه قويه تلقتها العناصر الإرهابية في أحد اهم اوكارهم على مستوى حضرموت وشبة الجزيرة العربية.
كما أسفرت عملية “الفيصل” عن استشهاد جنديين إثنين من أبطال النخبة الحضرمية؛ ومقتل أكثر من ثلاثين عنصر من العناصر الإرهابية، وأسر العديد منهم بينهم مصابين وقيادات مطلوبين دولياً ، واغتنام عتاد واسلحة متوسطة وثقيلة وقذائف متنوعة؛ والسيطرة على بيت ومزرعة القيادي بتنظيم القاعدة مطهر باغزوان بوادي المسيني.
كل هذه الإنجازات التي تحققت في مكافحة الإرهاب ما كان لها ان تتم لولا الدعم التي قدمته دولة الإمارات الشقيقة واسنادها الجوي في مساعدة قوات النخبة الحضرمية في تحقيق النصر ويعتبر العنصر الأساسي الذي ساعد في تطهير وادي المسيني وكامل مدن ساحل حضرموت بشكل عام؛ وهو ما اسهم تالياً في حماية السواحل والمياة الإقليمية ومكافحة تهريب السلاح والممنوعات، وضبط أكثر من 85 طنا من الألغام والقذائف والذخائر والمتفجرات في مخابئ التنظيم الإرهابي بساحل حضرموت.
الإعلام المعادي المساند للإرهاب
كرست وسائل الإعلام المعادية للتحالف العربي والمجلس الانتقالي وقواته المسلحة وفي مقدمتها وسائل الإعلام الإخوانية والحوثية بث سمومها الخبيثة في الدفاع عن العناصر الإرهابية ومناصرة عملياتهم التي تستهدف الجنوب وأمنه واستقراره ووصفت وسائل الإعلام الإخوانية واخرى حوثية معركة تحرير وادي المسيني ومناطق ومديريات ساحل حضرموت من عناصر القاعدة بأنها أطماع إماراتية في التوسع بالمناطق الغنية بالنفط ؛ و السعي للسيطرة على مناطق وادي حضرموت، وذهبوا الى التشكيك بحقيقة عملية “الفيصل” التي نجحت بالإطاحة بعناصرهم الإرهابية في حضرموت.
حيث تعد حملات الاستهداف الإعلامي الممنهج التي تشنه وسائل اعلام جماعة الإخوان الإرهابية ومليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على دول التحالف وفي مقدمتها دولة الإمارات والمجلس الإنتقالي الجنوبي وقواته المسلحة الجنوبية بمختلف تشكيلاتها يكشف بجلاء و بما لا يدع مجال للشك مدى الضربات الموجعة والهزائم الساحقة التي وجهتها القوات الجنوبية للجماعات الإرهابية وتعد إحدى الأوراق الذي يستخدمها الإخوان والحوثي للسيطرة على الجنوب ونهب ثرواته.
*عملية سهام الشرق وتحقيق النصر على الإرهاب*
بعد عودة العمليات الإرهابية التي استهدفت القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية عملت القوات الجنوبية جاهدتاً على تثبيت الأمن والإستقرار في العاصمة عدن وتمكنت من القبض على الخلية الإرهابية التي كانت تنفذ عمليات الإغتيالات بواسطة العبوات الناسفة وتفجير السيارات المفخخة التي ضربت مؤخراً العاصمة عدن ولحج وابين وشبوة بدعم وتمويل من الجهات المعادية للجنوب وقواته المسلحة و كانت تنطلق هذه العمليات من المدن والمناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الإخوان الإرهابية والحوثية.
حيث اعلنت القوات المسلحة الجنوبية في اغسطس/آب الماضي انطلاق عملية ”سهام الشرق“ وفقاً لتوجيهات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية وذلك لتخليص محافظة أبين من العناصر الإرهابية الجاثمة على ارضها منذ تسعينيات القرن الماضي والتي مارست كل اشكال العنف والإرهاب والدمار بمحافظة ابين و اسهمت هذه العملية بدرجة اساسية في تإمين الطريق الرابط بين عدن وابين وشبوة خصوصاً بعد تطهير مدينة شقرة من العناصر الإرهابية وتأمينها وحفظ أمن وسلامة المواطنين فيها و حظيت بإرتياح شعبي واسع تأييداً لعملية سهام الشرق.
كما نجحت عملية ”سهام الشرق“ في تطهير وتأمين مديريات ومناطق واسعة بمحافظة ابين ، وتمكنت القوات المسلحة الجنوبية الوصول الى وادي عومران شرق مديرية مودية وهو يعد اهم معاقل أوكار عناصر تنظيم الشريعة جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وأصبح معسكر عومران، شرق مدينة مودية، أحد أكبر معسكرات تنظيم القاعدة، تحت سيطرة القوات الجنوبية بالكامل بعد تطهيره من العناصر الإرهابية، و هربت باتجاه محافظة البيضاء ، وحطيب بشبوة.
وأعلنت القوات المسلحة الجنوبية صباح الإحد الماضي إطلاق المرحلة الرابعة من ”سهام الشرق“ لتطهير مديرية المحفد الواقعة شرقي محافظة أبين من الجماعات الإرهابية، والتي يتواجد فيها معسكران لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
ويأتي إطلاق المرحلة الرابعة من عملية ”سهام الشرق“ بعد نجاح القوات الجنوبية، في تأمين مديرية مودية وإحكام السيطرة على وادي عومران الذي كان يعد أهم معقل لتنظيم القاعدة و كان يستخدمه التنظيم منطلقاً رئيسياً لتنفيذ عملياته الإرهابية .
وحققت القوات المسلحة الجنوبية، انتصارات متتالية وكبيرة في مجال مكافحة الإرهاب خلال المراحل الثلاث من عملية "سهام الشرق"، حيث طهرت المناطق الساحلية، من العناصر الإرهابية وسيطرت على معسكرات تنظيم القاعدة في وادي موجان والمناطق والوسطى، وصولاً إلى اكبر واهم معسكرات التنظيم في وادي عومران شرق مديرية مودية بمحافظة أبين.
هذه الإنتصارات والإنجازات التي تحققت في محافظة أبين أتت بعد نجاح القوات المسلحة الجنوبية ممثلة بقوات دفاع شبوة والوية العمالقة الجنوبية من السيطرة الكاملة على جميع مديريات محافظة شبوة التي كانت تحت سيطرة المتمردين الإخوان منذ اغسطس/ آب 2019م الذين سلموا ثلاث مديريات بيحان وعين وعسيلان لمليشيات الحوثي الإرهابية بدون قتال ومؤخراً حررتها الوية العمالقة الجنوبية مسنودة بقوات دفاع شبوة و احكمت السيطرة الكاملة على كافة مديرياتها وشرعت بتأمين وحماية الشركات النفطية والغازية بعد طرد مليشيا الحوثي والإخوان وعناصرهم الإرهابية التي كانت تقوم بنهب ثروات المحافظة .
*تهديد الحوثي والإخوان وجناحهما الإرهابي بإستهداف الجنوب*
برزت خلال المرحلة الماضية والحالية حجم التخادم بين قوى الإرهاب ممثلة بمليشيات الحوثي والإخوان وتنظيمي القاعدة وداعش من خلال توحد خطابهم الإعلامي وتهديدهم بإستهداف التحالف العربي والمجلس الإنتقالي وقواته المسلحة والشركات الأجنبية العاملة في الجنوب وذلك بعدما فقدت مصالحهم ونفوذهم اثناء قيام القوات المسلحة الجنوبية بتحرير محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز وطردهم منها ومن وبقية مناطق الجنوب وانزاعاجهم من عملية سهام الشرق لمكافحة الإرهاب في محافظات الجنوب الشرقية .
كل هذه الدعوات والبيانات التي اطلقتها قوى الإرهاب اليمنية في وقت واحد هي نفس المؤامرات والأوراق التي تم استخدامها منذ عام 90 ضد الجنوب لغرض استمرار احتلاله ونهب ثرواته والحفاظ على نفوذهم حتى يكون الجنوب وشعبه تحت رحمة صنعاء والهضبة الزيدية المهيمنة على اليمن.
كما تحاول قوى الإرهاب في صنعاء ابتزاز الغرب والتحالف العربي من خلال إطلاقها للعناصر الإرهابية من سجونها بينهم عناصر وقيادات ارهابية مطلوبة دولياً وتصديرهم الى الجنوب لتنفيذ مخططات واعمال ارهابية تستهدف الجنوب وثرواته لغرض البحث عن المزيد من المكاسب السياسية لصالحهم واخضاع الجنوب لاطماعهم خدمتاً لمشروع إيران في المنطقة.