بكم حضرموت الثورة.. سيتجاوز شعبنا واقعه الأليم ويولد فجر جديد!
بكل هذا بألوان راية الجنوب وهي تعانق أكتاف الرجال، وتسمو فوق رؤوسهم، من الموطن الحضرمي وواديه الكبير، سيؤن العتيقة وقصرها المشيد، الذي يقف في قلب الانتفاضة الحضرمية، مع قوات الاحتلال، إن وهج الثورات العظيمة لا تطفئه الانتفاضات الطارئة ولا تمحو أثره الانقلابات وقوى الاحتلال المستبدة، بل إنها تحمل على تعزيز قيم الثورة، وتجديد إرادات الثوار، وشحذ هممهم جيلا بعد جيل..
هكذا يتحدث الزمان والمكان عنكم، وهكذا تهتف قلوبنا نحن أبناء الجنوب الواحد، بجهاته الأربع، إن ثورية التصعيد التي تدعو إلى تنفيذ الشق العسكري المعني بخروج قوات الاحتلال اليمني وإحلالها بقوت النخبة الحضرمية، هو مطلب كل جنوبي رافض بقاء الإخوان بعباءة قوات الاحتلال اليمني الجاثمة في صدر الجنوب حضرموت..
ثورتكم ليست محض نزوة عابرة، بقدر ما هي تعبير عن حق الناس بأرضهم إثر التنكيل الذي تعرضتم له، من قبل مشاريع التخريب الاحتلالية، الساعية لإحلال السلاح بوجهكم، لفرض المنطق الفئوي محل إرادة الشعب بأحقيته، كنتم وما زلتم على مدى أعوام تقفون في وجه أوهام القدرة على سلب أرضكم، ومقتدراتها وخيراتها، التي بات الانحياز لها والاستماتة دونها بالنسبة لهم انحيازا لـ"جمهوريتهم" كما يزعمون، وما أقبحه من زعم!
على مدى سنوات قيل فيكم أقوالاً عديدة، وما زالت تقال حد اللحظة كتحايا شعبية جنوبية كريمة خالدة أيًا كان مضمونها، أمامها لايسعنا إلا أن نقول بأنكم ولدتم من رحم الكفاح و الثورة واسعة الأفق، وأنكم لن تكونوا بأقل من تلك السعة وستكونون على الدوام شعبا مخلصا لمن ضمهم ذلك الافق الجنوبي الكبير، وهي التحية ذاتها التي تليق بشعبنا ..
هكذا أنتم كما عهدناكم، أوفياء لنضالات الأحرار، غراس الحرية باذري فكرة الانتفاضة والثورة الوطنية، بامتداد ربوع الجنوب، الباذلين بعنفوانكم أعظم الجهود لمعالجة الحس والأثر الاحتلالي، والمناطقي، دعاة الحرية، وأحقية تقرير المصير، نابذي فكرة الاستغلال، والرافضين للتمزيق الجنوبي، على مقاولي الانقسامات، لكم التحية بقدر روحكم المقاومة للطغيان الرافضة للاحتلال..
لقد شاد النسيج الحضرمي بناءه على هذا الإرث، ونسج منه تجربة سياسية ثورية، نمت مع الزمن ككل موجودات الحياة، كانت ناجزة منذ المهد حتى وهي تجتاز المراحل والعصور، تبقى أوضح رؤية مسالمة، وأقرب للجنوب ومصالحه الكبرى، حتى ليجد المراقب المنصف اليوم أن السياسة والدعاء والثورة والعنفوان والعلم تتواجد حيث تتواجدون وتختفي حيث يُحارب الحضرمي ويضيق عليه .
معكم وبكم حضرموت الكفاح، المؤمنين بحقكم المصيري، حق شعب الجنوب كافة في أن يعيش حراً كريماً، بكم وبرغبتكم الأصيلة بمستقبل آمن مستقر تتحقق فيه فاعليتكم الحضارية والثورية، سيتجاوز شعبنا واقعه الأليم ويولد فجر جديد.