في الذكرى الثالثة لاستشهاد القائد أبو اليمامة ...بشائر النصر الجنوبي تلوح في الأفق
درع الجنوب/تقرير_ قائد منصور
من يخوض معركة وطنية مصيرية لا يمكن أن يخشى الموت".. تلك الكلمات الصادقة والمعبرة المنبثقة من القلب طالما رددها فدائي الجنوب" الشهيد القائد العميد منير محمود اليافعي "أبو اليمامة"، وهي تعبر بصدق عن القوة والعزم والاصرار والتحدي والحسم في نضال شعب الجنوب التواق للحرية ضد مخططات التجويع التي يمارسها الاحتلال اليمني الاستيطاني الاحتلالي.
ثلاثة اعوام مضت على استشهاد القائد الصنديد أبو اليمامة في هجوم إرهابي حوثي اخواني مزدوج اثناء الاستعداد لاقامة عرض عسكري بالعاصمة الجنوبية عدن في الفاتح من أغسطس من العام 2019م في الوقت الذي كانت فيه هذه القوات تتجهز وتستعد للانطلاق إلى الجبهات القتالية لمجابهة قوى التطرف والإرهاب بشكل خاص وأعداء الجنوب بشكل عام .
ومثلما شكلت معركة دحر مليشيا الحوثي من عدن منتصف العام 2015 تحولا مفصليا في حياة العميد أبو اليمامة، وقاد بعدها انتصارات ترسيخ دعائم الامن والاستقرار في عدن، ثم قطع دابر تنظيم القاعدة في محافظة أبين، حيث أظهرت بسالة أبو اليمامة وأبطال القوات المسلحة الجنوبية هشاشة هذه التنظيمات الإرهابية.
ان الذكرى الثالثة لاستشهاد "فدائي الجنوب" تبشر ببوادر النصر على المليشيات الإخوانية الإرهابية، في كل من أبين وشبوة ووادي حضرموت والمهرة ،ولا شك في أن التاريخ الذي دون بطولات الشهيد منير أبو اليمامة اليافعي بأحرف من نور، سيكتب فصلا جديداً بأيادي أبناء الجنوب في الخلاص من براثن الشر الإخواني بعد استفحال فساد إخوان الشرعية الإرهابية، وانفضاح مخطط تجويع ونهب الجنوب.
كان الشهيد أبو اليمامة مناضلا جسورا ووطنيا غيورا تواكبت محطات عمره مع ابرز المنعطفات التي مر بها الوطن وعاصر وعاش أصعب الأحداث التي تعرض لها , ومنذ فجر صباه نذر حياته للدفاع عنه , وقدم التضحيات تلو التضحيات ’ فضرب أروع الأمثلة في الوفاء والإخلاص لوطنه وصاغ صورا مثلى للصمود والتحدي والنضال البطولي من اجل حرية وكرامة وعزة شعبه , ولم يبخل عليه بدمه وروحه , ولم ينقص قدر كرامته او يحني هامته يوماً لأعدائه...لقد كان قائداً عسكرياً فذاً ونموذجاً فريداً وفياً لواجبه ومبادئه وقيمه منذ لحظة انتمائه الأولى إلى سلك الجندية , لم يتوقف عطائه الوطني والنضالي في كافة المراحل ومختلف الظروف العصيبة أو المواقف الحساسة التي شهدها وطنه ’ بل ظل نهر عطائه متدفقاً لا ينضب او يجف معينه.
لقد كان الشهيد أبو اليمامة مجبولاً من معدن عسكري أصيل لا يعتريه صدى الفساد، وغير قابل للطرق أو السحب أوإعادة التشكيل أو المتاجرة بالمواقف والقضايا المصيرية والمبادئ، رغم تعرضه للكثير من الضغوط والتحديات الشخصية والمصائب والمآسي التي إنهار أمامها الكثيرون.
كثيرة هي المناقب التي تجعل من الفقيد نموذجاً حياً معاشاً في اوساطنا.. اجل لقد تركنا كياناً مادياً حياً متجسداً في هيئة انسان وقائد عسكري انتهى هذا الكيان باستشهاده لكنه لا يزال يعيش فينا ومعنا رمزاً لسرمدية الحياة واستمرارها وتجددها وتتأكد حقيقة حضوره الدائم في مجمل قيمه ومبادئه وأخلاقياته الإنسانية السامية، وفي الفكرة والقضية التي لا تموت باستشهاد صاحبها.. وكذلك في القضايا الإنسانية السامية التي كرس الشهيد حياته من أجل الانتصار لها.. وستبقى حية متجددة في وجداننا وضميرنا الوطني
ما يضاعف حجم خسارتنا في القوات المسلحة الجنوبية أن الشهيد ارتقى الى بارئه وهو في ذروة نضجه القيادي وفي أوج عطاءه الوطني وفي ظل ظروف استثنائية أكثر تعقيداً يمر فيها جنوبنا الحبيب بمرحلة مخاض تاريخي وطني معاصر وحاجة ماسة لكافة رجاله المخلصين
ما برح يقاتل باستماتة للتشبث بما تبقى من آخر خيوط الظلام الهاربة من بين مخالبه.. والجديد المتخلق، الطالعة أشعة شمس الحرية الجميلة الدافئة من حمرة شفق الفجر المبشر بعهد جنوبي جديد بشر به شهيدنا وعايش لحظات مخاضه لكن القدر لم يسعفه ليعيش الغد المشرق الذي حلم به.
ولن ينسى التاريخ أن يسجل بفخر وإكبار أن روح الشهيد أبو اليمامة أبت إلا أن تشارك شعب الجنوب نضاله في هذه المرحلة المهمة من تاريخ جنوبنا الحبيب.
تحية إجلال وإكبار لروح فدائي الجنوب" الشهيد البطل العميد منير اليافعي أبو اليمامة الذي كان يتمنى هذه الشهادة من أجل وطنه الجنوب حتى نالها ... تحية إجلال وإكبار لكل الشهداء الذين بذلوا دمائهم وأرواحهم رخيصة فداء لوطنهم الجنوب.