الجنوب على قطار حامله ... من الثورة الى الدولة
تقرير - درع الجنوب
ينطلق البعض في تناولهم النقدي للمجلس الانتقالي الجنوبي من ارضية يفترضون انها صالحة للحكم على المجلس ومسائلته كما لو انه حزب حاكم ضمن بيئة ومناخات سياسية طبيعية ، لا شك ان هذه المنطلقات غير بريئة في معظمها وهي نابعة من سياسات لا تريد للجنوب ان يلملم ماضيه وحاضره ويربط احزمة مكتنز ثورته ويترجل ظهر حامله السياسي وممثله الشرعي ويتهيأ بكامل عوامل النجاح لرحلة الانتقال من الثورة الى الدولة .. هذه التدفقات النقدية الغير منصفة تستبطن مواقف قوى معادية تنكر شرعية المجلس الانتقالي بهدف إلغاء إرادة شعب الجنوب الذي فوض المجلس كما تنكر حق شعب الجنوب في إستعادة دولته .
ان النظر الى المجلس الانتقالي الجنوبي بمعزل عن الجبهات التي يخوضها دفاعا عن الجنوب وقضية شعبه والانجازات التي قطعها على طريق الانتقال في قوامه البنيوي وهياكله ومؤسساته وقدرته واقتداره التنظيمي والسياسي والعسكري من الثورة الى الدولة، أمر لا يرشح للوصول الى قراءة منصفة واحكام مقاربة للصواب ، ولعل من حسنات هذا الطرح انه عزز ثقة شعب الجنوب بمجلسه الانتقالي وقدرته على تأسيس إنتقالا جديدا للجنوب نحو الدولة من خلال أدائه على كافة الصعد ومن منظور المضي قدما في خطوات تحديث وتطوير هياكله وفق رؤى علمية مواكبة لمتطلبات المرحلة ومتناسقة منسجمة مع رؤية واستراتيجية المجلس لمتطلبات الانتقال بالجنوب من مرحلة الثورة الى الدولة .
وتأسيسا على حقيقة ان المجلس الانتقالي الجنوبي امتدادا عضويا لنضالات شعب الجنوب، يتحتم علينا في محاولتنا لبناء مقاربة تحليلية لاهمية جدية المجلس الانتقالي في تطوير وتحديث هياكله كضرورة تحتمها المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية ، الإقرار وبما تقتضيه الامانة التاريخية ان الثورة الجنوبية التحررية ومنذ انطلاقها اوجدت لجماهير شعبها شخصية القائد المحوري في الصلابة والاجماع ، القائد الذي نجد انفسنا في صميم إرادته بكل مالنا من قوة وطموح وتلاحم واهداف واولويات.
يتخذ المجلس الانتقالي الجنوبي من تجربته كقائد للثورة الجنوبية ومن تجارب إنتقال الثورات التحررية الوطنية مراجع لبلورة توجهات رئيس المجلس القائد الاعلى للقوات المسلحة الجنوبية عيدروس الزبيدي ، ويعتبر تدشين المرحلة الاولى للورشة الخاصة بتطوير وتحديث هياكل المجلس ، الخطوة الاولى للإنتقال الوطني الجنوبي المنشود من الثورة الى الدولة ، حيث وان البداية الجدية للانتقال من الثورة إلى الدولة، تكون من خلال مستويات عدّة تأتي في مقدّمتها المؤسسة القائدة للثورة، بالتوازي مع العمل على تسخير كل الجهود والامكانات لبناء مؤسسات الدولة نفسها وتحفيز وإشراك كافة شرائح المجتمع وقواه الوطنية المؤمنة بأهداف الثورة ، ومما لا شك فيه ان هذه الثقافة الانتقالية التغييرية تنطبق تماما على المنهجية المتبعة لدى المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه .
وبعيدا عن الميول الى الحديث عن التطلعات من حيث ما نأمل ان نحققه ، نجد في كلمة الرئيس عيدروس الزبيدي التي القاها في إفتتاح المرحلة الاولى للورشة الخاصة بتطوير وتحديث هياكل المجلس حديثا صريحا وواضحا لتوجه جاد وصادق ، حديث عكس أصاله واستراتيجية النهج البنائي التشاركي غير الإلغائي ، حيث إنطلق الرئيس الزبيدي في كلمته عن متطلبات المستقبل من الخلفية التاريخية لتأسيس المجلس حرصا منه على توطيد مبدأ الشراكة في الماضي والحاضر والمستقبل " تأسيس المجلس الانتقالي تم بشكل جيد وكان نتاج جهود مثمرة وتراكمات لقوى الحراك بشكل عام والمقاومة الجنوبية على مستوى الجنوب والمرحلة القادمة تتطلب تحديث وتطوير آليات العمل وتحسين الأداء ووضع حد لازدواجية وتضارب مهام بعض الدوائر واللجان وواجبنا اليوم هو تنظيم تلك الهيئات وتحديد مهامها ودمج بعض الدوائر وإنشاء أخرى تتوافق مع متطلبات المرحلة".