على ضوء خطر زراعة الإرهاب وتهريب المخدرات الى الجنوب  إتفاق الرياض .. قراءة في أهمية التنفيذ الذي يجب ان يبدأ الآن

تثير كميات المخدرات المضبوطة في المنافذ الرسمية وتلك التي ابتكرها المهربون على طول الإمتداد الساحلي أسئلة موازية عن حجم الكميات التي نجحت شبكات التهريب في ايصالها الى الداخل ؟   إن الاجابة على هذا السؤال تكون حسب مراقبين في الامساك بالخيوط الرئيسية ، خيوط التسليم والاستلام في المنافذ وبسط السيطرة الأمنية على خطوط عملية التهريب من الاطراف الى عمق المدن، بيد ان هنالك صعوبة تعيق عملية الوصول الى المسرح الرئيسي للمخدرات وشبكات تهريبها التي تتصف بالتنظيم ، إذ ان هذه الشبكات المنظمة اداة من ادوات منظومة المزاوجة التكاملية بين تهريب المخدرات وتصدير الإرهاب الى الجنوب في عملية تشاركية تقف وراءها جماعة الاخوان المسلمين ومليشيات الحوثي اللتين تتحكمان أمنيا وعسكريا بعظم المنافذ البحرية الشرقية وكذا خطوط وشريان تهريب المخدرات ، لا سيما محافظة المهرة ووادي وصحراء حضرموت.   تتجلى العلاقة بين شبكات التهريب المنظمة وعناصر التنظيمات الإرهابية في الانسجام القائم بين مليشيات الإخوان والتشكيلات العسكرية والامنية الموالية لمليشيات الحوثي بمحافظة المهرة ووادي وصحراء حضرموت، ومن خلال هذه العلاقة يمكننا وبسهولة فهم حقيقة الحرب بين القوتين الاصوليتين بعنف في الشمال واسباب حرصها على عدم خوضها جدية او إنهائها او حسمها وتلاقي موقفها الرافض لمساعي وجهود السلام العربية والدولية، وقبل هذا وذاك إصطفافها في جبهة واحدة رافضة لإتفاق الرياض منذ التوقيع عليه في نوفمبر 2019 م وحتى يومنا هذا ، والرفض في هذه الحالة صورة من صور الدفاع المستميت على مسرح اخطر الحروب الموجهة ضد الجنوب واكثرها تدميرا للمجتمع والاسرة الجنوبية وتهديدا للأمن والاستقرار الجنوب والمنطقة.   فإتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية، كان بمثابة خارطة حل وسلام تطوى بموجب تنفيذ ملحقه العسكري الخريطة الآمنة لشبكات تهريب المخدرات وعناصر التنظيمات الارهابية ، حيث نص الاتفاق على خروج كافة القوات و المليشيات من محافظة المهرة ووادي وصحراء حضرموت وابين وشبوة، الى جبهات الشمال ، وهي في مجملها قوة عسكرية ضاربة مخترقة بعمليات تجنيد لعناصر متطرفة منذ عقود و يبلغ قوامها قوام منطقة عسكرية ومحورين عسكريين ومعسكرات رديفة غير شرعية أنشأت بعضها بصورة معلنة واخرى بسرية تامة ، وجميع هذه القوات على اختلاف ولائها - إخواني حوثي- تؤدي وبإنسجام دور الرعاية والايواء للعناصر الإرهابية عوضا عن الحماية والتأمين لعمليات ادخال المواد المخدرة وخطوط تهريبها إنطلاقا من منافذ محافظة المهرة ومروراً بطرق التهريب في نطاق انتشارها.   ومما لا شك فيه ، ان بقاء هذه القوات في محافظة المهرة ووادي حضرموت يعني الاستمرارية في تصدرير وزراعة الارهاب في الجنوب الذي يمثل الحزام الامني وحائط الصد الجنوبي لكل المهددات والمخاطر الأمنية للمنطقة العربية برمتها ، كما يمثل بقاؤها إستمرار لعملية لإغراق الجنوب بالمخدرات وهي حرب تستهدف الشباب بدرجة رئيسية للسيطرة على عقولهم ومن ثم وتوضيفهم لنشر الجريمة في الجنوب وإستهداف الاسرة والمجتمع الجنوبي وضرب الأمن والاستقرار والسكينة العامة و إفراغ عقول شباب الجنوب من الايمان بقضيته ونضاله في استعادة دولته الجنوبية واشغاله بعذاب وجحيم الادمان على المخدرات وتوجيههم نحو المعتقدات المنحرفة وتجنيدهم في التنظيمات الإرهابية مقابل حصولهم على المادة المخدرة .