اردنا لهم الحياة فارادوا لنا الموت

  دائما ما تستوقفنا حياة الرموز الخالدة التي تملأ تاريخنا ببطولاتها وتشرئب هاماتنا بذكر سيرها التي لا تنسى ولا تفنى بل تتجدد فينا والاجيال ، دائما ما نجد ان هنالك أمورا مشتركة بين هؤلاء الرموز الخالدين في تاريخ ثورتنا التحررية وقواتنا المسلحة الجنوبية .   إن من آيات عظمة مآثرهم اننا حين نتذكر بفخر واعتزاز مسيرة احدهم نجد انفسنا نخوض في صميم مآثر رمزا آخرا من رموز قواتنا المسلحة الجنوبية، وكأن لغة الكتابة عنهم تفرض على الكاتب والمؤرخ الالتزام بوحدة الصف الجنوبي والهدف الذي جسدوه وشيدوا بنيانه في حياتهم وقبل ان يقضون نحبهم شهداء بوقائع واحداث ارهابية غادرة جبانة دأبت عليها قوى الاحتلال في تصفية الكوادر العسكرية الجنوبية منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي .   في هذه الصورة التي تداولها ناشطوا جيشنا الاكتروني الجنوبي عقب اغتيال الشهيد القائد اللواء ركن ثابت مثنى جواس بعملية ارهابية جبانة في مساء الجمعة ال 25 من مارس 2022م ، يظهر الشهيد القائد اللواء ركن سالم قطن الذي هو الاخر استشهد في صباح يوم الاثنين الموافق 18-يونيو-2012م بعملية اغتيال ارهابية غادرة .   يبدوا ان الصورة التقطت للشهيدين جواس وسالم قطن عام 2004 في احد المواقع العسكرية بجبال مران معقل المليشيات الحوثية.   الصورة تقول شهادة للتاريخ وللاجيال والاشقاء مفادها ان القادة الجنوبيين الذين وصلوا في اول حروب صعدة الى معقل الملشيات الحوثية والى كهف زعيمها قد تم تصفيتهم واغتيالهم بعمليات ارهابية تقف وراءها قوى واطراف يمنية حولت حروب صعدة الى حرب مفتوحة لإبتزاز دول الجوار وإستثمار قلقها ، قوى معروفة بعلاقتها بالحوثي والتنظيمات الارهابية.   الصورة لا توثق فقط تموضع اسدين من اسود جيش الجنوب في اعالي جبال مران اليمنية وحديثهما الملحمي لبعضهما ، بل تتحدث إلينا محذرة من غدر وحقد قوى صنعاء على كل ماهو جنوبي ..   للصورة في قلوبنا مقام فخر واعتزاز بتاريخ عظماء قواتنا المسلحة الجنوبية ، إنها رافعة مجد ومعنى ومعنويا ، وتوصي قيمتها الدلالية بوحدة الصف الجنوبي وتحذر من تجريب المجرب مع قوم اردنا لهم الحياة فأردوا لنا الموت