بهذا المقال رثى اللواء محمود الصبيحي الشهيد القائد اللواء سالم قطن 

كتب / اللواء الركن محمود أحمد سالم الصبيحي بحلول الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد البطل اللواء ركن سالم علي قطن قائد ملحمة السيوف الذهبية يعيد "درع الجنوب" نشر مقال كتبه اللواء الركن محمود احمد سالم الصبيحي رثى فيه الشهيد القائد اللواء سالم علي قطن .. والى نص المقال  

     الشهيد سالم قطن.. بطل المهام الصعبة

    لم أكن أتوقع أو يخطر في بالي يوماً أنني أكتب مرثية عن صديق وأخ عزيز وغال ورفيق درب وسلاح بمستوى الشهيد البطل الفريق الركن سالم علي قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية السابق الذي استشهد في عملية إرهابية غادرة وجبانة بعد أن قاد ملحمة بطولية عظيمة توجت بالانتصار الساحق على قوى الشر والإرهاب في محافظة أبين الباسلة وكنا معاً في ميدان القتال لقيادة المعركة بل كما قلت في البداية إنني لم أتوقع أن اكتب مرثية عن هذا القائد العسكري الوطني الجسور لأنني كنت دائماً على تواصل معه بالهاتف ولقاءات تجمعنا في أكثر من موقع ومكان لاسيما منذ أسندت إليه المسؤولية الجسيمة كقائد لنقطة عمليات وزارة الدفاع المتقدمة في المنطقة العسكرية الجنوبية أولاً ثم صدور القرار الجمهوري بتعيينه قائداً للمنطقة العسكرية الجنوبية وأنا كقائد لمحور العند وقائد للواء 201 مشاة ميكا وشعرت بقيمة هذا الرجل والإنسان والقائد الصلب بقيادته للمنطقة وكيف استطاع إدارة المعركة ضد مسلحي القاعدة وتأمينها قتالياً وميدانياً وإدارياً في أصعب الظروف الدقيقة والخطيرة التي تمر بها البلاد. أما علاقتي بالشهيد البطل الفريق الركن سالم قطن فقد ارتبطت منذ نحو ثلاثة عقود من الزمن عند ما كنت أعمل في مكتب هيئة الأركان العامة ووزارة الدفاع وكان حينها وزير الدفاع الشهيد العميد الركن علي أحمد ناصر عنتر ورئيس هيئة الأركان العامة الشهيد العميد صالح أبوبكر بن حسينون في سبعينيات القرن الماضي ثم زاملته في الدراسة الأكاديمية العليا في أكاديمية فرونزة بالاتحاد السوفيتي سابقاً من العام 79- 82م وظلنا على علاقة حميمة وجمعنا القدر أخيراً في موقعه كقائد للمنطقة الجنوبية واللواء 39 مدرع وأنا كقائد لمحور العند واللواء 201 ميكا في مواقع الشرف والحرب مع عناصر الإرهاب وتطهير أبين منها والتي بها اختتم حياته ومشوار كقادة وطني بالنصر المؤزر الذي يخلد في سفر تاريخه المضياء المجيد.. وبهذا القدر فإنني قد فقدت شخصياً وخسرت أغلى الأصدقاء الصادقين الشجعان يشعرك بالأمان والقوة وأنت بجانبه فيما فقد الوطن أعظم وأشرف وأخلص قياداته النادرة التي اتسمت حياتها بالنضال والبطولات والوفاء والتفاني لذلك فأمثاله الشهيد سالم قطن قلائل ولا يتكررون ولا يعوضون على المدى القريب كونهم حالات استثناء.. لا يسعني وأنا مازالت حزيناً على صديقي الشهيد إلا أن أقول إننا سنظل سائرين على القيم السامية التي عرفناها فيه ونذر حياته من أجلها سيظل حياً في قلوبنا ووجداننا لا يموتون.