في الذكرى الـ32 لتصديره الى الجنوب .. الإرهاب يواصل تنشيط دوره الوظيفي

  في كل عملية إرهابية تستهدف الجنوب ومهما كانت جسامتها وحجم أضرارها المادية والبشرية ، يثبت شعب الجنوب ثقته الكبيرة في قدرة قواته المسلحة وأجهزته الأمنية على الإنتصار لأمنه واستقراره، هذه الثقة تنطلق من قناعات راسخة متجددة البراهين مفادها أن الجريمة الإرهابية في الجنوب فعل سياسي قديم متجدد ويستهدف إرادة شعب الجنوب وتلغيم مسار نضالاته لإستعادة دولته كاملة السيادة.   وقد أثارت العملية الإرهابية التي استهدفت رئيس هيئة العمليات المشتركة للقوات المسلحة الجنوبية اللواء صالح علي حسن مطلع الأسبوع الجاري مقاربات تحليلية سياسية في معظمها وهي مقاربات واقعية حيث وان الإرهاب الذي يتم تصديره الى الجنوب كان ومازال سياسياً منذ عام ١٩٩٠ م وحتى اليوم، تناوبت على تحريك أدواته واصابعه وتفعيل وتجديد فتاواه الدينية كل قوى صنعاء .   وفي هذا الصدد أوضح منصور صالح نائب رئيس الدائرة الاعلامية للمجلس الجنوبي في تصريح لوكالة " سبوتنيك "  أن علاقة القوى اليمنية مع الجنوب تقوم على هذا الأساس منذ احتلاله بدءاً من تجنيد العناصر الارهابية في الحرب الظالمة التي شنت ضده، ثم بتنفيذ عمليات اغتيالات لعدد كبير من الكوادر الجنوبية، وانتهاء بتسليم مدن للقاعدة ومحاولة تصوير الجنوب كبيئة حاضنة للإرهاب. وقال صالح : إن مايجري اليوم هو محاولة متوقعة لتعطيل عملية الانتقال السياسي للسلطة، وإيقاف عملية الإصلاح في المؤسسات الرسمية، وتخليصها من نفوذ وعبث المنظومة السابقة، ومن ذلك تعطيل استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وخاصة ما يتعلق بخروج القوات العسكرية اليمنية الشمالية من الجنوب وتوجهها لقتال الحوثي وفقا لمقتضيات اتفاق ومشاورات الرياض.   وأكد منصور صالح ، أن الإرهاب الذي يضرب العاصمة عدن وعدد من محافظات الجنوب حاليا، هو إرهاب سياسي مرتبط بنتائج مشاورات الرياض، التي دعا إليها مجلس دول التعاون لدول الخليج العربي، وانعقدت في الفترة من 29 مارس /آذار إلى 7 أبريل /نيسان، و أن ما يحدث من تنشيط وتحريك للإرهاب أمر متوقع وهو حرب قديمة جديدة ضد الجنوب، وستستمر، لكن القوات الجنوبية ستتصدى لها ولديها القدرة على إفشالها كما افشلتها سابقا، رغم أن الخسائر كبيرة ومؤلمة، مشيرا  أن المنظومة السابقة ترتبط بشكل واضح بعلاقة تخادم مع التنظيمات الارهابية، ومنذ الدعوة لمشاورات الرياض، أدركت أن الهدف من هذه المشاورات هو طي صفحتها وإصلاح الخلل الذي يعتري هيكل الدولة، ومن ذلك سيطرة جماعة الإخوان على قرار الشرعية.   وتعد العملية الارهابية التي استهدفت موكب رئيس هيئة العمليات المشتركة للقوات المسلحة الجنوبية هي الاولى منذ استقرار قيادة المجلس الرئاسي  في العاصمة عدن لكنها إمتداد للحرب الشاملة التي يواجهها الجنوب ، وكانت من حيث توقيتها الزمني عبارة عن رسالة أرادت الجهات التي تقف خلفها التأكيد انها لن تفسح المجال أمام الاستقرار الذي يشكل اساس ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية واستكمال معركة اجتثاث الارهاب .   العملية قوبلت بسلسلة من التصريحات الرسمية الحكومية التي سمت الجهة التي تقف خلفها ، إذ ليس هنالك جهة مستفيدة من خلط الاوراق سوى الحوثي ، غير أن الحوثي وكما اثبتت الوقائع ليس وحده  المتضرر من استتباب الأمن في الجنوب فثمة أطراف تشاركه في القلق ورد الفعل الهستيري الدموي سيما تلك التي تخادمت معه في الحرب على الجنوب وتبادلت معه ادوات الارهاب وعناصره في صفقات متسلسلة كان آخرها اطلاق سراح عناصر إرهابية خطرة من سجون المنطقة العسكرية الأولى مقابل إطلاق عناصر مماثلة من سجون صنعاء .   تتصف مواقف وردود فعل حكومة المناصفة ازاء كل عملية إرهابية تستهدف الجنوب وكوادره وعاصمته عدن  بتصريحات سريعة هي أقرب الى برقيات عزاء مكررة ، ثم تغادر المشهد في هروب واضح من القيام بمسؤوليتها في دعم الاجهزة الامنية الجنوبية وكبح جماح وزير الداخلية الذي ماوال ومن خلال أدواته يوسع الثغرات الأمنية في مناطق سيطرة الوحدات العسكرية الموالية لجماعة الإخوان في وادي وصحراء حضرموت والمهرة ويحول دون بدء مجلس القيادة الرئاسي التعامل مع  الملف الأمني الذي يتطلب وبصورة حتمية وعاجلة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض ومخرجات مشاورات الرياض ، وخاصة ما يتعلق بخروج القوات العسكرية والمليشيات الإخوانية اليمنية الشمالية من الجنوب، إذ ان بقاؤها يمثل إستدامة المناخ الآمن للعناصر الإرهابية التي عادت مجدداً في تحركاتها ونشاطها ، كما أن بقاء تلك القوات وكما أثبتت الوقائع  يحفظ للمليشيات الحوثية شرايين الإمداد بالسلاح المهرب .