جبهة طور الباحة - حيفان وعيريم ... من الدفاع الى الهجوم

  مقدمة
تقع جبهة طور الباحة -حيفان وعيريم في نطاق جغرافي على الحدود الشمالية لمديرية طور الباحة شمال محافظة لحج على امتداد الجغرافي لجنوب ريف محافظة تعز اليمنية في مديرية حيفان وتتداخل مواقعها في مناطق الصوالحة والاثاور التابعة لمديرية المقاطرة اليمنية غرباً وشرقاً على طول سلسلة جبلية إلى عيريم بمديرية القبيطة اليمنية وبمساحة طول وعرض تقدر بعشرات الكيلو مترات.
تعد جبهة طور الباحة -حيفان وعيريم الحدودية إحدى أصعب الجبهات القتالية من ناحية التضاريس الوعرة حيث تخوض القوات المسلحة الجنوبية معارك عنيفة في هذا النطاق الجغرافي ويقود مسرح العمليات القتالية هناك اللواء الرابع حزم أحد ألوية القوات البرية الجنوبية.
الجبهة وبدء العمليات العسكرية  
تعتبر جبهة طور الباحة-حيفان وعيريم من أوائل الجبهات التي شكلتها المقاومة الجنوبية للتصدي لغزو مليشيا الحوثي الإرهابية للجنوب أواخر العام 2015 دفاعاً عن الحدود الشمالية الغربية لمحافظة لحج.
  تمكنت المقاومة الجنوبية في عام 2018 من بسط سيطرتها على مرتفعات استراتيجية منها سلاسل جبال حيفان اليمنية حيث توغلت عشرات الكيلو مترات باتجاه الريف الجنوبي لمحافظة تعز اليمنية.
ووقفت المقاومة الجنوبية -المؤطرة في اللواء الرابع حزم-سداً منيعاً امام زحف وتقدم مليشيا الحوثي نحو محافظات الجنوب عن طريق مديرية طور الباحة لتبدأ بعدها بأطلاق عمليات عسكرية واسعة سيطرت خلالها على العديد من المواقع الاستراتيجية الهامة.
الانتقال من المقاومة الى التشكيل العسكري المنظّم
في شهر مايو من العام 2019 تأطرت المقاومة الجنوبية في جبهة طور الباحة -حيفان ضمن لواء عسكري تحت أسم اللواء الرابع حزم، وبدوره أحدث متغيرات على مسرح العمليات القتالية في الجبهة، حيث تمكن اللواء من تأمين الكثير من مناطق مديرية طور الباحة من خلال تخريج العديد من الدفعات العسكرية التي تميزت بخوضها تدريبات على جميع المهارات القتالية ووفقاً لطبيعة المتغيرات التي تفرضها الحرب في مناطق جغرافية تتميز بالتضاريس الوعرة والجبال الشاهقة.
تمكنت تلك الدفعات العسكرية من تثبيت الواقع العسكري لصالح القوات المسلحة الجنوبية، بدءاً من تحرير العديد من المناطق التي كانت تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية كما واصلت التوغل باتجاه أرياف مديرية حيفان في محافظة تعز اليمنية، ووصولا إلى السيطرة الكاملة على منطقة عيريم اخر المناطق الحدودية التابعة للقبيطة اليمنية.
الشريط الحديدي
فرضت قوات اللواء الرابع حزم تأمين حديدي للعديد من المواقع الاستراتيجية التي انتزعتها من براثن مليشيا الحوثي الإرهابية حيث كان تمركزها هناك يمثل خطراً على قاعدة العند كموقع جبل الركيزة العالي، وغيره من سلسلة جبلية مترابطة مع بعضها ومطلةً على القاعدة الاستراتيجية.
شكّل التموضع والانتشار لكتائب اللواء الرابع حزم على قمم تلك الجبال المطلة على جبهات مديريات طور الباحة والمقاطرة شريط حدودي متقدم في وجه مليشيا الحوثي الإرهابية وغيرها من الجماعات الإرهابية التي فرت هاربة من العاصمة عدن لتستقر في معسكرات ألوية موالية لمليشيا الإخوان في بعض المناطق الحدودية بمحافظة لحج.
تتحكم قوات اللواء الرابع حزم ونقاطه العسكرية بالطريق الذي يربط مديرية طور الباحة بالمديريات الحدودية لمحافظة تعز اليمنية، لتشكل بذلك قبضة عسكرية ضيقت من خلالها الخناق على تحركات المليشيات والجماعات الإرهابية في حين أمنت الخط الرابط بين مديرية طور الباحة وحيفان وعيريم عبر وادي معادن، وطريق القبيطة في مناطق عيريم والجوازعة.
ختاما نجحت القوات المسلحة الجنوبية في جبهة طور الباحة – حيفان وعيريم من جعل ذلك الشريط الجبلي المرتفع سياج طبيعي يقف امام مشاريع مليشيا الحوثي الإرهابية من جهة واهداف الجماعات الإرهابية من مليشيا الاخوان من جهة أخرى وبذلك تحولت تلك المناطق لما بات يعرف اليوم بالشريط الحديدي المتقدم.