جبهة كرش... صمود اسطوري وكابوس يؤرق مليشيا الحوثي

مقدمة
مثلت جبهة كرش الواقعة شمال غرب محافظة لحج الامتداد البطولي لتحرير العاصمة عدن، مرورًا بتحرير قاعدة ومحور العند الجوية، وما رافق ذلك من انتصارات عظيمة أحرزها أبطال قواتنا المسلحة والمقاومة الجنوبية، والتي أجبرت مليشيات الحوثي على التراجع والفرار صوب بلدة كرش شمال غرب محافظة لحج مخلفة وراءها الكثير من الخسائر المادية والبشرية.
فرضت حتمية تأمين العمق الشمالي الغربي لقاعدة العند واعتبارات أخرى على أبطال قواتنا المسلحة والمقاومة الجنوبية المرابطة بمحور العند مواصلة العمليات العسكرية القتالية وملاحقة مليشيات العدو وصولاً الى تحرير منطقة كرش الحدودية والبلدات المجاورة لها والواقعة خارج الحدود الجنوبية.
نقطة البداية لتحرير بلدة كرش 
انطلقت أولى العمليات العسكرية لتحرير بلدة كرش في الـ 16 من نوفمبر عام 2015م، بقيادة اللواء فضل حسن العمري قائد المنطقة العسكرية الرابعة، الذي عمل على تجهيز وإعداد الحملة العسكرية المكونة من منتسبي (اللواء الثاني مشاة حزم حالياً -قوات المقاومة الجنوبية) بمحور العند.
استمرت العمليات القتالية في مواجهة العدو واستعادت قواتنا مساحات واسعة في الشمال الغربي لمحافظة لحج، حاولت مليشيات العدو التشبث بمنطقة تتساوى أهميتها السياسية والعسكرية ورمزيتها السيادية, كما نفذت قواتنا المسلحة الجنوبية في الـ 18 من فبراير عام 2016م هجوماً واسعاً على مواقع العدو في القطاع الأيمن وحققت تقدماً كبيراً استطاعت من خلاله السيطرة على بعض المواقع والتباب والتلال ذات الأهمية الاستراتيجية في السيطرة والتحكم بمسرح العمليات القتالية.
واستطاعت قواتنا الوصول إلى رون الحويمي، شمال مدينة كرش، ويعد ورون الحويمي من اهم المخانق التي تربط سوق كرش الجنوبي بسوق الشريجة وسمي برون الحويمي نظراً لوجود عيون مياه كبريتية ساخنة, أما في القطاع الأيسر فقد أحرزت وحدات قواتنا المسلحة الجنوبية والمقاومة الجنوبية سلسلة من الإنجازات، واستطاعت من خلالها تحرير منطقة حدابة والوصول إلى رأس وادي حدابة.
 القطاع الأيسر لجبهة كرش
القوات المسلحة الجنوبية قامت بعمليات قتالية عدة في القطاع الأيسر للجبهة:
نفذت وحدات من اللواء الثاني مشاة حزم والمقاومة الجنوبية في الـ 9 من أغسطس عام 2016م أعمال قتالية واسعة، استهدفت مواقع مليشيات العدو الحوثية بمساندة سلاح المدفعية والهاونات العضوية واسفرت العملية عن سيطرة قواتنا على موقع باصهيب الاستراتيجي وأجزاء من تلال قرن الذباب والإلحاق بالعدو الخسائر المادية والبشرية.
 وفي اليوم الثاني واصلت قواتنا المسلحة الجنوبية تقدمها حيث تمكنت من استكمال تحرير سلسلة تلال قرن الذباب وجبل الشهيد عبد الكريم وحجر الزمار، في ذات اليوم تكبدت مليشيات العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، اذ بلغ عدد القتلى من عناصرها نحو ثلاثين قتيلاً، كما اغتنمت قواتنا على العديد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ونزع عددا من الألغام وشبكات الهندسة المزروعة من قبل قوات العدو.
الشريط الحدودي لكرش
بهدف استكمال تحرير الشريط الحدودي لجبهة كرش الذي يتسم بتضاريس جبلية مرتصة متداخلة ومترابطة بأودية وشعاب واسعة، كثفت قواتنا المسلحة الجنوبية من عملياتها وكان من أبرزها عملية السيطرة والتحرير لمرتفعات (الحمراء) أو القمة الحمراء التي تتوسط طريق الربط بين كرش والشريجة، نفذت هذه العملية بإسناد جوي من طيران التحالف العربي ومدفعية قواتنا ومختلف والوسائل النارية المباشرة للدبابات والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، لتحقق العملية أهدافها كما حققت نيران قواتنا خسائر كبيرة في صفوف العدو في القمعة الحمراء ونجد شبب، إضافة الى ذلك حققت المدفعية الصاروخية من إنزال خسائر كبيرة في العدو في اتجاه بيت حاميم حيث بلغ عدد قتلى مليشيات العدو أكثر من عشرين قتيلاً وعدد من الجرحى.
لم يمضي كثيراً على هزيمة مليشيات العدو، فقط قرابة الأسبوع من الشهر ذاته الموافق الـ 2016/9/16م لتنفذ القوات المسلحة الجنوبية هجوماً على مواقع العدو استطاعت من خلاله السيطرة على جبل الرزينة وتبة المشط ومراقبة باصهيب الثانية، وتبة قرن الذراع حيث دارت خلال معارك عنيفة ألحقت بالعدو خسائر فادحة، بإسناد من طيران التحالف ومدفعية قواتنا.
أدت الروح القتالية المتقدة في صدور الأبطال المرابطين ومستوى العزيمة والإصرار الذي يتحلون بها إلى تنفيذ هجوم آخر، تمكنوا من خلاله السيطرة على جبل الساخبرة وجبل التبة الحمراء شمال القمعة الحمراء، ليتكبد العدو خسائر مادية وبشرية كبيرة.
 معركة جبل الضواري الاستراتيجي
قواتنا المسلحة الجنوبية تتوغل باتجاه الشريجة وتحرر مواقع محاذيه لها بإشراف ميداني من قائد المنقطة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن العمري نفذت قواتنا المسلحة الجنوبية في جبهة كرش هجوماً واسعاً على مواقع العدو، كان هذا الهجوم من اتجاهين، حيث كان الاتجاه الأول: شمال غرب الشريجة تمت السيطرة من خلاله على مواقع العدو في الخط الرئيسي، وتباب الضواري، والوصول إلى شرق شعب الضبر الواقع شرق ثبرة وبيت حاميم وتطهيره من المليشيات الحوثية بعد معارك ضارية استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة والهاونات والآر بي جي، تكبد فيها العدو خسائر في الأرواح والعتاد.
الاتجاه الثاني: كان على مواقع العدو باتجاه المرخام وتمت السيطرة على جبال العصيدة والنهدين والسيطرة على قرية السحي وتطهيرها من المليشيات الحوثية بعد خوض معارك عنيفة مع قوات العدو استخدمت فيها مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة، تكبد فيها العدو خسائر جسيمة بالأرواح والعتاد.
تمكنت قواتنا بهذه العمليات العسكرية من إحكام السيطرة الكاملة على قطاعي الشريجة والمرخام والضواري والدبي، جميع تلك المواقع والمرتفعات والجبال تقع خارج حدود الجنوب وتقع على مقربة من مدينة الراهدة التابعة لمحافظة تعز والتي تسيطر عليها المليشيات الحوثية.
أمل العودة وألم المحاولات الفاشلة
إن حلم مليشيات الحوثي الإرهابية إلى استعادة ما خسرته في جبهة كرش مستحيل يستنزفها كل يوم ويضاعف من خسارتها، ولقد استطاعت قواتنا المسلحة الجنوبية أن تتحكم بالواقع الدامي لهذه المليشيات التي تحاول عبثا العودة من خلال هجماتها الانتحارية أمام بسالة وقدرة واقتدار بطال قواتنا، الذين اثبتوا مدى جدارتهم بالتصدي لهذه المليشيات والتعامل معها بما بوسائل وخطط تبدأ وتنتهي بهزيمتها ومضاعفة خسارتها، ثمة عناصر قوة ذاتية وتكتيكة عسكرية منحت قواتنا الغلبة... ليس هذا هو قت سرد تفاصيلها ونقلها الى الرأي العام.