قواتنا البحرية.. المهام واستعادة الدور

شكل الموقع الاستراتيجي للجنوب وبمختلف مكونات تضاريسه البرية والبحرية وخصائصها وأهميتها الجيوبوليتيكية الاستراتيجية، مصدر أمان للملاحة والتجارة البحرية العالمية التي تمر بأهم الممرات وأكثر المنافذ ازدحاما بالمصالح، كان هذا الأمان سائد وغير قابل للهتك والانتهاك من قبل أطراف وجماعات وعصابات وتنظيمات الجريمة المنظمة كالقرصنة والإرهاب والتهريب، حتى احتلال الجنوب و غزوة عام 1994م.   ليس من المبالغة ان قلنا ان ما يحدث من استهداف ارهابي للامن الملاحي البحري بالصواريخ والمسيرات الايرانية الحوثية .. كان نتيجة من نتائج احتلال الجنوب صيف 1994م، ففي ظل دولة الجنوب ومنذ 30 نوفمبر 1967م كانت الممرات التجارية في المياة الاقليمية والدولية وبحر العرب والبحر الأحمر وباب المندب محمية ومؤمنة بصلابة قوات البحرية لدولة الجنوب، ولم تشهد أي حادثة قرصنة طيلة وجود "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".   اليوم وامام التصعيد الحوثي الارهابي في البحر الاحمر وباب المندب وخليج عدن وبحر العرب ، يبرز الجنوب بموقعه وتاريخ إسهاماته بحفظ الأمن والاستقرار الدوليين وفي منطقة شائكة بشرايين ومصادر الطاقة والمصالح الدولية ، وبموقف قيادته الشجاعة والصادقة وفي خطوات وإجراءات عملية ، يبرز أمام العالم بوصفه مفتاح السلام وحامية أمن الربط البحري القارية وامتداد خطوط أهم ممرات التجارة العالمية .   تقول المعادلة الواقعية لما تشهده المياه الاقليمية من تصعيد إرهابي حوثي يستهدف خطوط الملاحة الدولية، وقبله الهجمات الإرهابية التي استهدفت قطع بحرية تجارية وعسكرية اوروبية وامريكية كالمدمرة الأمريكية « USS كول» 2000م وناقلة النفط الفرنسية لينبورغ في عام 2002م، أن ما أصاب الجنوب من غزو إرهابي قد اصاب أمن خط الملاحة الدولي، وأن استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، يمثل في الوقت نفسه استعادة للأمن الملاحي في المياه الإقليمية.   وحتى لا نتوه في تقديم لغة المنطق وحقائق الواقع والتاريخ التي لا تقبل الجدل، ينبغي الاشارة ان هدف استعادة دولة الجنوب هدف وغاية شعبنا الحتمية والمقدسة، ولا تخضع لعرض وقبول مزاج وحساب اي طرف دولي، كما أن استعادة دور قواتنا المسلحة الجنوبية منها البحرية في حماية المياه الاقليمية أمر لا بد منه لأن التصعيد ارهابي الذي تتعرض له ممرات الملاحة البحرية قد مس امدادات الاقتصاد الوطني وقوت ومعيشة ومواطنينا ودوائهم، واوقع اسوأ كارثة بيئية تعرضت لها ثروتنا البحرية عقب استهداف وإغراق سفينة روبيمار المحملة بعشرات الأطنان من المواد الخطرة كمادة الامونيا، بيد أن هذا التحرك المسؤول الذي يقود الرئيس القائد عيدروس الزبيدي ووزير الدفاع الفريق ركن محسن الداعري إجراءاته العملية، تطلب ودون شك تحركا مقابلا من دول التحالف العربي والتحالف الدولي في تعزيز قدرات وامكانيات قواتنا البحرية الزاخرة بالقادة والكوادر المؤهلة، عوضاً عن تعزيزها في جوانب التأهيل والتدريب لتكون عنصرا فاعلا في التحالف الدولي ضد الإرهاب وحماية خطوط الملاحة الدولية، وهذا ما شدد عليه الرئيس القائد اليوم، أثناء تدشينه وبمعية وزير الدفاع إدخال عدد من الآليات الجديدة التابعة لقوات البحرية الى الخدمة.