الأمن يسود والنور يعود... شكراً إمارات الخير

  إن شعبا جُبل على الإباء و الوفاء ، لا ينسى من وافاه بكلمة حق ، فكيف بمن اسنده الدم والسلاح والمال، ووفر له كل متطلبات الصمود في معركته الوجودية ضد الإرهاب وتنظيماته ومليشياته وقواه الداعمة المتحكمة به ، هذا الشعب هو شعب الجنوب الذي لن ينسى فضل أهل الفضل أولاد زايد الخير طيب الله ثراه .   حكاية هذا التجمُل والامتنان لدولة الإمارات ، ستتوارثه اجيال شعبنا كابر عن كابر وجيل عن جيل، لان ما قدمته الإمارات خلال التسع السنوات من الحرب التي شنت على الجنوب بمختلف ادواتها واطرافها وجبهاتها العسكرية والإقتصادية والمعيشية والسياسية، والتي كادت ان تفتك بكل مقومات صموده، كان ووفقا لمعطيات تلك اللحظة العصيبة والمنعطف التاريخي المصيري وتطوراته وتفاعلاته وصولاً الى واقعنا الراهن، دوراً استثنائياً ،ترتب عليه إنتصار اول تحالف عربي عسكري معاصر وتحديداً في وطننا الجنوب الذي صدقت فيه المقاومة الجنوبية مع دول التحالف في التصدي للمشروع الإيراني وإلحاق هزيمة ساحقة بمليشياته الحوثية .   بدا الدور الإماراتي في الجانب الإنساني والاغاثي والتدخل لإنعاش القطاع الخدمي ، عقب انطلاق عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في مارس 2015، حيث أعلن مباشرة عن بناء وفتح عشرات الجسور البحرية والجوية والبرية التي تدفقت من خلالها وبدون انقطاع قوافل الإمدادات والدعم والإسناد الإنسانية الغذائية والدوائية والايوائية والخدمية التي أسهمت في الحد من وطأة الحصار الذي فرضة المليشيات الإرهابية الحوثية على شعبنا ، على أمل إخضاعه وزعزعة صمود ابطال المقاومة الجنوبية وإشغالهم بالظرف المعيشي وبقوت ودواء أسرهم .   هذا الدعم و الإسناد الإنساني والخدمي الذي إطلعت به دولة الإمارات بدرجة رئيسية، لا سيما في الجنوب من خلال برنامج الهلال الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد ، عزز من إمكانية وقدرات الشعب الجنوب ومقاومته على الصمود والاستمرار و المقاومة , الى جانب الدعم والإسناد المادي واللوجستي العسكري، بل ان هذا الدعم والموقف شكل وبكل المعايير احد أهم المتطلبات والشروط والعوامل الحاسمة في إنتقال المقاومة الجنوبية من الدفاع الى الهجوم وإجتراح الإنتصار تلو الإنتصار .   لم يقتصر الدور والدعم الإماراتي على التدخلات الإغاثية والإنسانية والخدمية الإسعافية، بل توسعت برامجه نحو تمويل مشاريع إنسانية إنمائية مستدامة كمشروع محطة كهرباء بالطاقة الشمسية وبقدرة 120 ميجا ، كأول مشروع استراتيجي شيد في العاصمة عدن ، مقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومن صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتعد المحطة التي بدا تشغيلها المرحلي ، اكبر مشروع استراتيجي لتوليد الكهرباء عبر الطاقة النظيفة والمتجددة في بلادنا، إضافة إلى تحقيق جملة من الفوائد والنتائج الإيجابية في مجالي الكهرباء والطاقة، والبيئة، وكذلك تمويل دولة الإمارات مشروع سد حسان ، وهو واحد من أهم المشاريع الإستراتيجية الزراعية، سيفيد سكان دلتا أبين ارضا وانسانا بكثير من المنافع الإقتصادية خاصة أن أكثر من70%في الدلتا يشتغلون بالزراعة وما تخلقه من فرص عمل وتؤمن دخول في كل مراحل العملية الزراعية.   كما إطلعت مؤسسة خليفة بن زايد في محافظة سقطرى ، بمشارع كبيرة منها أربع محطات كهرباء في مختلف المديريات والمناطق النائية " إضافة إلى إنشائها محطتي توليد كهرباء بالطاقة الشمسية في "حديبو" بقدرة 2.2 ميغا واط وفي ‏"قلنسية" بقدرة 800 كيلووات، وتركيب محطات تعقيم خزانات المياه، وبناء خزانات جديدة بسعة 50 ألف لتر، وإمداد الآبار بمولدات كهربائية بالإضافة إلى حفر 48 بئرا ارتوازية وتركيب مضخات استخراج المياه باستخدام الطاقة الشمسية.   وفي المجال الصحي ، شيدت الإمارات من خلال مؤسسة خليفة، العديد من المستشفيات والمرافق الطبية، أبرزها مستشفى خليفة الذي يُعد بمثابة مدينة طبية وليس مشفى عاديا ، فضلاً عن نقل حالات حرجة للعلاج المجاني في المستشفيات الإماراتية والتكفل برعايتهم الكاملة مع مرافقيهم.   تنمويا ، كما أعادت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان تشييد المطار الرئيسي لسقطرى وفقًا لأرقى المواصفات العالمية ليصبح قادراً على استقبال أي رحلات سياحية أو تجارية ومن أي دولة، مما جعله يتحول إلى بوابة للتنمية والسياحة في سقطرى ، إضافة إلى توسعة الميناء الرئيسي للارخبيل لاستقبال أكثر من 7 إلى 10 سفن كبيرة في آن واحد، بعد أن كان يستقبل سفينة واحدة فقط، إضافة إلى رصيف بحري بطول 90 مترا زيادة الغاطس لعمق أربعة أمتار ونصف للسماح برسو السفن الكبيرة.   وكذلك في مجال التعليم ، عملت مؤسسة خليفة على تشييد العديد من المدارس في سقطرى وابتعاث المئات من الطلاب في القاهرة والإمارات وفي أرقى واعرق الجامعات .   وفي المجمل كان للدعم والدور الإماراتي ارقاما من الإنجازات ومازالت تتوالى في مختلف الجنوب ، ولا تحتاج للتذكير بها لان الشعب يلمسونها في واقعه المعاش.