نوفمبر الأغر .. يتجدد عيد وهدف

  تتجلى عظمة الشعوب في الأيام التي تخلدها بإنجازاتها الكبيرة والفارقة، ونحن شعب الجنوب لنا روزنامة من الايام العظيمة التي إجترح فيها شعبنا إنجازات عظيمة، وابرزها ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963م ،ضد الاستعمار البريطاني، التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الشماء، وكذا الثلاثين من نوفمبر 1967م يوم توج شعبنا كفاحه التحرري في ذات الثورة الضافرة بالاستقلال المجيد . ويمكننا القول ، إن كل شعب يمتلك ما يمتلكه شعبنا الجنوبي من إرث نضالي وايام عظيمة لا تمحوها الذاكرة الوطنية والعربية ، هو شعب عظيم ، فللعزة فيه والكرامة والاباء والفداء جذورا ضاربة ومنبتا اصيلا وعريق ، وهي متجددة متوارثة ، جيلا عن جيل وكابر عن كابر ، وما الملاحم البطولية التي حققها شعبنا الجنوبي في ثورته التحررية المعاصرة السلمية والعسكرية، الا إمتدادا عضويا ووطنيا وتاريخيا لذات الاصالة . يمثل اليوم الـ 30 من نوفمبر1967 م عنوان الاباء و الكبريا الذي يتحلى به شعبنا الجنوبي ، ومدخلا مهيبا الى اسفار جلالة التاريخ الوطني الجنوبي الخالد ، وقد جاء كتتويج لنضال وتضحيات شعبنا على مدى (١٢٩) عام منذ ان وطأت اقدام جنود الاستعمار البريطاني مدينة عدن في 19يناير 1839م بقيادة (القبطان هنس) بعد مواجهة شرسة وفي معركة غير متكافئة ، تلتها إنتفاضات شعبية سلمية ومسلحة ، عمت كل ارجاء الجنوب ، حتى تأطرت تلك الانتفاضات بثورة منظمة ، اطلق شرارتها الاولى القائد والشهيد البطل راجح غالب بن لبوزة في الرابع عشر من اكتوبر 1963م ، من جبال ردفان الشماء وبقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب . وكان اليوم الاغر الـ 30 من نوفمبر1967 م محصلة لتضحيات جسيمة وعالية ، قدمها شعبنا الجنوبي بسخاء على كل دروب الحرية والتحرير والاستقلال، وهو اليوم يشكل محطة دفع وتعبئة ومصدر إلهام لمواصلة شعبنا ثورته التحررية الثانية وتحقيق الاستقلال الثاني للجنوب.